رسالة إلى رفائيل لوزون رئيس الطائفة اليهودية الليبية
تابعنا باهتمام زيارتك للجماهيرية العظمي ومقابلاتك للعديد من الشخصيات وتابعنا تصريحاتك قبل مجيئك للجماهيرية وبعد مغادرتك لها. وكم كان لهذه الزيارة اثر ايجابي في نفسك ونفوس اليهود اللذين غادروها بمحض أرادتهم خرجوا دون أكراه أو إجبار أو طرد لم يتعرض احد منهم إلى محاولة قتل ولم يتعرضوا لمجازر ولم تشن عليهم حروب.
وصلتم لليبيا وأقمتم بها 4 أيام : في فنادق فاخرة تجولتم في مدن الجماهيرية جبتم شوارع طرابلس وبنغازي وزرتم بيوتكم ومقابركم القديمة ودور عبادتكم ورأيتموها وشاهدتموها بأم أعينكم لم تمس ولم تهدم ولم تتغير معالمها لأنها دور عبادة لله خاطبتم الناس وخاطبوكم تحدثتهم إليهم وحدثوكم لم يكنوا لكم العداء ولا الجهر بالسوء واستقبلتم علي المستوي الرسمي باجتماعات مع مسئولين ليبيين. كل ذالك كان في نظركم جميل.
زرت ليبيا مع شقيقتك (ريدة) ومع والدتك (رحيل 83 سنه) فقلت لوكالات الإنباء العالمية التي صرحت لها،، وأنا في بنغازي ووسط دموع الفرح وأشواق وحنين للمنطقة التي ولدت وترعرعت فيها. والفرحة تكاد تمزق قلبي. شعرت بسعادة لا يمكنني وصفها وحققت حلم لم أكن أتوقع بان يحصل هذا لأني زرت بنغازي مسقط راسي وقلت لوكالة الصحافة الفرنسية، كنت اشعر باني احلم أنه أمر لا يصدق لقد حاولت زيارة ليبيا منذ أكثر من 20 عام وها هو حلمي يتحقق ألان. نهنئك بهذه المناسبة لأنك زرت مسقط رأسك.
طالبتم بتعويض عن ممتلكاتكم وتعتبرن هذا حق لكم (أجلت تقديم الطلبات للزيارة القادمة شهر 10 /2010 كما صرحت وقلت بأنها 75 مليار: نقول لك ألان أن كان عدد اليهود الليبيون 7 ألاف قبل المغادرة عام 1967 وجزء ذهب لفلسطين وجزء ذهب إلى ايطاليا وبريطانيا ، وخرجتم لحين استقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط بعد العدوان الإسرائيلي علي الأرض العربية عام 1967، ولم تعودوا لليبيا ولم يمنعكم احد من العودة إلى ليبيا وطنكم كما تقولون. ومسقط رأسكم كما تدعون.. لان العيش طاب لكم في تلك المناطق وبعد حصولكم علي دعم مالي من الوكالة اليهودية لغرض الاستقرار في فلسطين العربية.
عدتم ألان لليبيا لا لكونها مسقط رأسكم ولا لكونها وطنكم. ودموعك التي اردفتها ببنغازي للدعاية الانتخابية لك وليس للحنين لان هدفك كان الحصول علي التعويض وللمطالبة بتعويض عن ممتلكاتكم قدرتموها ب 75 مليار و100 مليون عن معابد قديمة، ومقابر لم تمس ولم تنبش ولم تجرف أي بمعني إن لكل يهودي الحق في الحصول علي تعويض قدرة 10 مليون و 500 ألف دولار لكل فرد حتى الرضيع منكم، خلال فترة زمنه 43 سنه. وممتلكاتكم وكما صرحت بنفسك بأنها لم تستغل ولم تشغل من قبل ليبيين ولم يتم تجريفها أو إزالتها أو تغيير معالمها.أو تضم لمنازل وممتلكت الليبيين.
السؤال؟ هل تعلم لماذا سمح لك بالزيارة ؟ لان ليبيا الثورة وليبيا الشعب وليبيا معمر القذافي غرسوا في نفوس العالم معني الإنسانية. ولم يكن مجيئك لليبيا لغرض عودة العلاقة مع اليهود أو تطبيع أو ما شابهه ذالك بل لان الثورة التي قدمت للعالم النظرية العالمية الثالثة نظيرة خلاص الشعوب من كل أدوات القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقدم للعالم وللبشرية الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان وثيقة إنسانية لا تخص الليبيين بل تخص البشرية التي تدعوا للمساواة ونبذ الظلم وإنهاء أسلحه الدمار الشامل. لا تعتقد بان احد من الليبيين سواء الرسميين منهم أو غيرهم أملي علي هذه الرسالة أو كتبتها بتوجيهه من احد لان حرية الرأي للجميع سواء كان ليبي أو عربي أو غيره ولقد شعرت أنت بهذا حين صرحت للصحافة العالمية بان ليبيا ليست ليبيا التي تركتها منذ 40 عام.
والآن أتي دوري للتساؤل يا رفائيل لوزون ، أنا فلسطيني مقيم في ليبيا اجبر أهلي وأقاربي وعائلتي وأسرتي علي الخروج من يافا عام 1948 نتيجة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ونتيجة حرب أباده ارتكبتها الحركة الصهيونية واليهود بحق أبناء شعبنا وقريتنا (سلمه) التي سميت سلمه الباسلة لأنها لم تستسلم ولم تفرط وصمدوا ولم يغادر أهلنا القرية بمحض أرادتهم كما غادرتم انتم، بل اجبروا نتيجة القتل والأجرام الذي مورس ضد أناس عزل من السلاح.
استشهد جد والدي (محمد) في سلمه دفاعا عن بيت قديم ومزرعه بها بعض شجيرات الليمون والبرتقال وبعض أشجار من الزيتون وبيت مبني من الطين يضم عدد 30 من أفراد عائلته: خرج جدي برفقته جدتي وعدد 8 من أبنائه الذكور وبناته عمي الأصغر (صلاح) مواليد 6/4/1948 لا يعلمون وجهتهم :خرجوا نتيجته البطش والقتل والتدمير والإرهاب هلوكوست حقيقي عاش إحداثه ووقائعه أجدادي ووالدي ووالدتي في سلمه،(وليس هلوكوست مزيف اخترعتم فكرته انتم في ألمانيا لغرض استعطاف العالم) واطروا للمغادرة ووصلوا القدس وهناك استشهد جدي(أحمد) دفاعا عن القدس وبقيت جدتي أخذت ما تبقي من أفراد الأسرة وذهبت بهم إلى الأردن تم ذهب والدي وعدد3 من أعمامي إلى غزة وعاد أعمامي إلى الأردن وذهب والدي إلى مصر ثم إلى ليبيا وهنا قضي نحبه ولحقت به والدتي (رحمهم الله جميعا. ورحم كل شهدائنا) ولم يتمكنوا من العودة إلى يافا أو حتى الى غزة وقريبا سنلحق بهم علي الشهادة. ليس هذا حالي أنا بل حال 9 مليون فلسطيني مهاجر ونازح ولاجئ في غزة والضفة والخط الأخضر والدول العربية والشتات.
لا تظن أني نسيت سلمه ويافا رغم عدم ميلادي بها ولا تظن أنت واليهود جميعا بان أبنائي نسوا يافا. وكذالك أحفادي أن شاء الله نعلمهم بأننا من يافا ونحن ضيوف في ليبيا. وسورية ولبنان والأردن . وحتى لو رجعنا الي غزة فنحن بها ضيوف أيضا. وهذا ما صرحت به إثناء وجودي بمخيم العودة الفلسطيني 1995 لعدد 126 وكاله إنباء وصحافه آنذاك: حين كنا في طريقنا لفلسطين بعد توقيع اتفاقية اوسلو استبشرنا خيرا وقلنا حل السلام والوئام وعادت غزة وأريحا لنعود لوطننا فلسطين مسقط رأسنا. ومكثنا في الصحراء عام لسنا مطرودين أو مبعدين أو مرحلين كنا عائدون لفلسطين بعد توقيع اتفاقية اعتقدنا بأنها اتفاقية سلام. وشكرنا ليبيا وقائدها وشعبها علي كرم الضيافة طيلة 40 عام منذ1955 حين وصل إباؤنا للعمل في ليبيا وحتى مغادرتنا لها عام 1995 علي استضافتهم لنا ومكوثنا فيها وتعليمنا. كنا 112 طبيب ودكتور وعدد 36 مهندس و210 معلم. لم نكن جهلة أو أميين بل كنا نعي ما نفعل وندرك ما نعمل.
قلت في سياق حديثك بان الفرحة والسعادة لا يمكنك وصفها حين زرت بنغازي مسقط راسك وأنا أقول لك واقسم بالله بان الفرحة والسعادة لم تعرف لقلبي طريق ولن اعرف السعادة ما حييت رغم أني أعيش والحمد لله عيشة راضية وحميدة وهنيه في ليبيا والحمد لله بين أهلي وأشقائي. زرت غزة والأردن وسورية ولبنان والسودان والسعودية ومصر.ووو.... كلهم أهلي وأحبائي نشعر بينهم بالمحبة والإخوة وروابط القربى ولاكن لم اشعر في يوم من الأيام باني سعيد وكل من يعرفني يري في وجهي الحزن لا لشئ إلا لكوني بعيد عن وطني مسقط رأسئ هذه حقيقة لقد لا يدركها حتى من هم حولي لأني أنا صاحب قضية وحفيد شهداء وأمنيتي الشهادة في سبيل وطني وشعبي قد يعتقد البعض بان ذالك دعاية. نحن لا نؤمن بالحزبية ولا بالاستفتاء لأننا تعلمنا من مدرسة معمر القذافي أقول لك كما قالت ابنه الملك كليب (أريد أبي حيا) وأنا أريد سلمه ويافا أريد العودة لهما : أريد شجرة البرتقال والليمون والزعتر أريد أن استنشق هواها واشم رائحة عطرها أريد أن استظل بظل شجرة الزيتون التي تركها جدي أريد ذالك البيت المبني من الطين الذي ولد فيه أبي وأعمامي. مفتاح بيت جدي معي. وكوشان الأرض وأوراق الطابوا. أريد ممتلكات جدي لامي (محلات تجارية ،مقهى أبو حافظ كانوا يطلقون علية الديوان وكان مقر يجمع أهل القرية، ومحل الجزارة، ومحل الحلاقة، ومحل ألبقاله، ومحل الطبابه، للطهارة) لن أتنازل ولن أفرط ولن أساوم هذه وصيتي لأولادي وأحفادي كما كانت وصية أبي وجدي لنا. العودة حق لا عودة عنه مهما كان الثمن ومهما طال الزمن. وأخيرا " أن كنتم تطالبون بمبلغ 75 مليار لعدد 7 ألاف يهودي عن 40 سنه،، أهل قريتنا أيضا عددهم كان آنذاك 7 ألاف ولهم ألان ما يزيد عن 63 سنه أي بمعني يحق لنا المطالبة بتعويض يفوق 150 مليار. نحن في غني عن أموالكم وتعويضاتكم ولكنّا نريد حقوقنا التي نهبت وسرقت علي مسمع ومرأى من العالم اجمع، نريد حقنا في العودة : لإيماننا بان العودة حق لا عودة عنه فقط هذة هي مطالبنا. لانعرف لنا وطن إلا فلسطين. ولن نرضي بغير فلسطين وطن؛ أبْلِغ عني هذا............
والسؤال الأخير؟ هل بمقدورك أن ترتب لنا زيارة ليافا؟ هل بمقدورك بان تصرح أمام وكالات الإنباء بأن فلسطينيين في ليبيا يريدون العودة لفلسطين أو حتى زيارة يافا كما زرت أنت ليبيا؟ الجواب لن تستطيع يا رفائيل ولن تستطيع حكومة ألنتن ياهو ولا أي حكومة قادمة لأنكم دعاة حرب ولستم دعاة سلام. ولان سياسة التمييز العنصري عندكم وليست عند الأفارقة. أتحداك بان تحصل لي علي تصريح زيارة أو تحصل علي تصريح زيارة لامرأة فلسطينية تجاوزت 90 من عمرها لأنها في نظر حكومتكم العنصرية الصهيونية ونظرتكم للفلسطينيين بأنها مجرمة إرهابية قاتله قد تفجر نفسها للتعبير عن مشاعرها وحبها لفلسطين {أهل أدركت الفرق ألان بينكم وبين الليبيين في التعامل} أقول لك كلمه أخيرة ولكل اللذين يقولون أن ليبيا تتفتح مجدد علي اليهود. ولست هنا للدفاع عن خطوة اتخذها الليبيون بالسماح لكم بزيارة ليبيا. ليبيا اسمي واكبر وأعظم من أن تفكر مجرد التفكير بإقامة علاقة مع اليهود سواء رسمية أو غير رسمية لأن الثورة اتخذت من القدس كلمه للسر في ليلة الفاتح العظيم ولان الثورة قامت كرد طبيعي علي التخاذل العربي بعد هزيمة 67 وبعد جريمتكم بإحراق المسجد الاقصي عام 1969 ولأنها تؤمن بان الصراع صراع وجود وليس حدود ولان معمر القذافي تعرض إلى ما تتعرض إلية نتيجة مواقفه الثورية والقومية الثابتة والراسخة والمبدئية اتجاه القضية المركزية وهي قضية فلسطين ولأننا عايشنا عصر معمر القذافي وهذا فخر لنا ندرك طبيعة هذا العملاق الذي لم يتراجع قيد أنمله عن مبادئه وأهدافه العظيمة هذا معمر الذي عرفناه . ولأنه يؤمن بان أبناء الشعب الفلسطيني في ليبيا وخارجها من حقهم التعويض ومن حقهم العودة لوطنهم ويؤمن بان انتهاء الصراع يكمن باقامه دولة تجمع العرب الفلسطينيين واليهود الفلسطينيين. هل تستطيع فعل شئ ألان؟
هل تستطيع الرد أنا انتظر. وللحديث بقية يا رفائيل لوزون.
دكتور: أحمد صالح مشه