قالت مديرة إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة الكويتية فاطمة السعيدي إن هناك أسباباً كثيرة وطرقاً عديدة لانتقال بكتيريا مرض الدرن (السل الرئوي) من بينها انتقاله عن طريق الجهاز التنفسي من خلال رذاذ الكحة كما ينتقل من خلال تدخين النرجيلة (الشيشة) .
أضافت السعيدي على هامش فعاليات اليوم العالمي لمكافحة الدرن بمقر وحدة مكافحة الدرن أن الأشخاص الذين يدخنون الشيشة معرضون للإصابة بالدرن أكثر من غيرهم موضحة أن توجهاً في الكويت لإجبار عمال الشيشة على إجراء فحوص ضد مرض الدرن كل ستة أشهر .
يذكر أن دراسات حديثة أظهرت أن تدخين النرجيلة قد يعرض الأشخاص الذين يشتركون في التدخين من الخرطوم (المبسم) نفسه إلى الإصابة بمرض السل وذلك عن طريق انتقال الميكروب من لعاب الشخص المصاب إلي خرطوم (مبسم) النرجيلة والذي سيكون عشاً ومرتعاً لتلك الجرثومة وأفادت الدراسة بأن تدخين الشيشة يزيد مخاطر الإصابة بمرض السل، وإن من عوامل الخطر في الإصابة بمرض السل هو الاختلاط عن كثب بأحد المصابين بالمرض، مؤكدةأن تدخين الشيشة مع مصاب بداء السل قد يؤدي إلى خطرانتقال العدوى كذلك وخصوصاً بين الشباب .
وأضافت الدراسة أن بعض المحال الراقية تقوم بتغيير القطعة التي تلامس الفم، ولكن الوعاء نفسه يبقى ممتلئاً بالماء نفسه الذي تسكن فيه البكتيريا والتي تنتقل عبر الخرطوم نفسه .
وأكدت السعيدي أهمية إجراء الفحوص الطبية للطالب وملاحظة الأعراض الجانبية للمرض كالكحة والتعرق وانخفاض الوزن بشكل غير طبيعي مبينة أن هناك بعض الطلبة يصابون بالمرض عن طريق انتقال العدوى لهم من بعض العمالة الآسيوية التي تشكل المصدر الرئيس لانتشار المرض . وذكرت أن مرض الدرن يعمل على تقليل مناعة الجسم مشددة في هذا الشأن على أهمية التقليل من بعض العادات الاجتماعية كالمبالغة في المصحافحة بالتقبيل ما يسهم في نقل المرض وانتشاره إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالنصائح الطبية للتعامل مع مريض الدرن .
وبينت أن هناك خمسة آلاف شخص على مستوى العالم يموتون يومياً بسبب مرض الدرن نظراً إلى عدم توافر الأدوية والعلاج اللازم أو بسبب طبيعة المجتمعات المتخلفة والفقيرة مشيرة إلى أن هناك نصف مليون شخص معرضون للإصابة عن طريق العدوى .
وقالت السعيدي إن هناك 350 شخصاً مصابون بالدرن في الكويت موضحة أهمية تنفيذ البرنامج الوطني للتصدي للدرن، والذي أدى إلى تراجع معدلات الإصابة بالمرض وارتفاع معدلات الشفاء منه في السنوات الأخيرة، حيث بلغ معدل الإصابة بين الكويتيين 8 .3 لكل مئة ألف من السكان بينما بلغ المعدل لغير الكويتيين 7 .14 وبلغ المعدل لمجموع الكويتيين وغير الكويتيين 2 .11 لعام 2009 وبلغ معدل الشفاء أكثر من 90 في المئة .
وقالت إن تقرير منظمة الصحة العالمية أشار إلى أن نحو 5 آلاف شخص يموتون يومياً في العالم بسبب السل وإن نحو 511 ألف شخص يصابون بالسل متعدد المقاومة للأدوية وان في إقليم شرق المتوسط هناك أكثر من 110 آلاف شخص يموتون سنوياً بسبب الدرن ويقدر عدد المصابين بالمرض في الإقليم بنحو 800 ألف شخص وبحاجة إلى الاهتمام والرعاية . وأشارت إلى أنه من الممكن الشفاء من مرض الدرن تماماً في وقت يعد التصدي لمرض الدرن واحداً من أهم التحديات التي تواجه الصحة والتنمية في دول إقليم شرق المتوسط .