لونبورغ - (د ب أ) :
يعتقد كثير من الآباء أن إدمان الإنترنت يصيب الفتيان على وجه الخصوص، لاسيما عشاق ألعاب الكمبيوتر الشبكية. غير أن الخبير الألماني برند فيرنر أكد أن الفتيات عرضة لإدمان الإنترنت أيضاً، وإن كان سبب الإدمان يختلف لديهن؛ حيث يُعزى في المقام الأول إلى شبكات التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك وتويتر.
وأوضح فيرنر، الخبير لدى المؤسسة الألمانية لعلاج إدمان الوسائط الإعلامية والإنترنت بمدينة لونبورغ، قائلاً :'تستخدم الفتيات شبكات التواصل الاجتماعي لتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائهن وتبادل الآراء حول الأحداث الجارية المتلاحقة وقضايا الحياة المختلفة، ما يتسبب في وقوعهن تحت ضغط الرغبة في التواصل المستمر والتعليق أولاً بأول على مشاركات الأصدقاء'.
وأشار فيرنر إلى أن الكثير من الآباء ما زالوا لا يدركون أن مثل هذا السلوك قد يتسبب في إدمان الفتيات للإنترنت، مؤكداً أنه يُمكن للآباء الاستدلال على إدمان الإنترنت لدى الفتيات من خلال نفس المؤشرات التي تظهر لدى الشباب، موضحاً :'يظهر إدمان الفتيات للإنترنت في فقدان القدرة على التحكم في أنفسهن؛ إذ لا يتسنى لهن التحكم في المدة التي يقضونها على الإنترنت'.
كما يُعد التساهل واللامبالاة تجاه الأمور الحياتية مؤشراً على ذلك أيضاً، موضحاً :'تتساهل الفتيات عن عمد مع مشاكلهن وخلافاتهن مع الوالدين أو الإخوة، كما لا يبالين بحصولهن على درجات سيئة في المدرسة'. أما أخطر وأبرز المؤشرات فيتمثل في إهمال الفتاة لأصدقائها خارج شبكات التواصل أو هواياتها المفضلة أو نظافتها الشخصية.
وكي يتسنى للآباء حماية ابنتهم من إدمان الإنترنت، أكدّ الخبير الألماني على أهمية أن يراقبوا استخدامها له. وكي يسهل عليهم القيام بذلك، ينصحهم فيرنر :'يُفضل ألا يتم وضع جهاز الكمبيوتر في غرفة الأطفال، لكن من الأفضل وضعه في مكان آخر يمر أمامه الآباء بشكل متكرر'.
كما أكدّ فيرنر على ضرورة ألا يحصل الأبناء سواء فتيات أو فتيان على أجهزة الهواتف الذكية في مرحلة مبكرة من العمر. وإذا حاول الأبناء استثارة مشاعر الآباء بعبارات من قبيل :'الجميع يمتلكون هواتفهم الخاصة'، فمن الأفضل أن يتجاهل الآباء مثل هذه العبارات.
وأشار فيرنر إلى ضرورة أن يتفق الآباء مع أبنائهم على مدة معيّنة لاستخدام الإنترنت، لافتاً :'يجب على الآباء الاهتمام أيضاً بمتابعة ما تقوم به ابنتهم على شبكات التواصل الاجتماعي. ويُمكن للآباء مناقشة ذلك مع ابنتهم أثناء تناول العشاء مثلاً'، لافتاً إلى أن عبارة :'لم يعجبني ذلك' لا تكفي أن تكون تعليقاً على ما لفت انتباه الأب أو الأم من سلوك ابنتهم على الفيس بوك، بل يتعين على الآباء أن يوضحوا لها سبب ذلك ويقدموا لها النصائح التي تحميها من عواقب التقوقع داخل هذه الشبكات.