أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
..................
حقيقة النسخ والناسخ والمنسوخ
..........................
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
......................
{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31، البقرة91 ، الأنعام66 ، الأنفال32 ، السجدة3 ، سبأ6 ، محمد2
................
{المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }الرعد1
................
{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
...............
{....... فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17
...........
مِرْيَةٍ مِّنْهُ
..........
إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ
...........
فهذه آيات من كثيرٍ من آيات تقض النسخ والناسخ والمنسوخ من عروقه النجسة .....لأن النسخ فيه جحود لآيات الله ومن يجحد بآيات الله نترك له قول الله فيه ليتدبره .
.............
فلا يمكن أن يكون في الحق نسخ وناسخ ومنسوخ كما قال من قال ، وأوجد من أوجد
.....................
قال الحقُ مُنزل الحق
..............
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
...........
{........... ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّه آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
...............
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43
.................
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
.................
وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً
...........
فَاتَّبِعُوهُ
.............
{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
..........
فهل الكتاب المُهيمن الذي أنزله الله بالحق ، وبالحق أنزله لا يكون كُله حق ، وأن فيه مالا يُعمل به ، أي أنهُ مُزال وملغي وباطل والعياذُ بالله .
....................................
معنى النسخ
.........
في اللغة فيأتي بمعنيين
...........
المعنى الأول : - الإزالة فنقول نسخت الشمسُ الظل أي أزالته ومسحته وألغته
.........
والمعنى الثاني : - هو النقل ويؤخذ من قوله تعالى " {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، ونسخ الكتاب أي إيجاد نُسخة أُخرى منهُ
.............
أما في الإصطلاح
.......
فيقولون بأنه رفع حكمٍ شرعيٍ " إبطاله وإزالته " بخطابٍ أو بدليلٍ شرعي مُتأخر عنهُ ، قد يكون قرءان أو سُنة ، ويرى من يؤمن بالنسخ والناسخ والمنسوخ بأن نسخهم فقط في الشرائع والتشريع أي في الأوامر والنواهي فقط ، ولا نسخ في العقائد والعبادات والتوحيد .
................
ويدعون بأن مجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب ، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي ، فلا يدخلها النسخ بحال من الأحوال ، حسب ما أوجدوه .
........................
والآيات المنسوخة عندهم هي ألآيات التى فقدت فائدتها العملية بفقدان زمنها وحادثتها والمناسبة التى قيلت فيها ، وبطل العمل بالحكم الذي جاء فيها وعندهم المنسوخ لا يعمل به ولا ينتهي إليه.... يعني ذلك إبطال أحكام الله ، يُعني ذلك ربنا يقول " اُحكمت آياته " وهُم يقولون " أُبطلت أحكامه " .
............
مع أن رفع الحكم لا يُعني نسخه أو إلغاءه وإبطاله
.................
لأن رفع الحكم تعدي على الله وعلى وحيه إن قُلنا عنهُ بأنه منسوخ ، لأن هذا الحكم عُمل به ويُعاد العمل به ، ورفعه يكون مؤقتاً مُعلل بسبب ، يُعاد العمل بالحكم المرفوع .
.............
ولا حتى تخصيص العام وتقييد المُطلق هو نسخٌ أو فيه نسخ
............
ويدعي النُساخ أن من حِكم النسخ هو مُراعاة مصالح العباد ، وإرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها .
..................
وكأن الله لا يعلم ما فيه مصالح العباد ، وما فيه التيسير والخير لهذه الأُمة وللبشرية جمعاء منذُ البداية ومنذُ الأزل ، وهل الحق جل جلاله يحتاج لفحص أحكامه وما يُنزله ليرى ما هو الذي فيه تيسير وخير منذُ البداية .
...................
ويقول النُساخ بأن من حكم النسخ ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال أوعدمه .
.................
بمعنى أن الله سُبحانه وتعالى كان يُجري تجارب وأبحاث واختبارات ، على عدد مُحدد من البشر ، وفي ذلك المكان المُحدد والمحدود وهو مكة المُكرمة والمدينة المُنورة ، فيُنزل أحكام ليختبرها ، هل يتم الإمتثال لها وطاقتها والتقيد بها وقبولها .
..................
فإن لم يتم ذلك ينسخها فوراً " البداء " إي إن بدى لهُ عدم الإمتثال " بدى لهُ أنه ..." فيتراجع فوراً " تباً لهذا القول وتباً لمن قال به "
................
فهل ما تم نسخه " النسخ والناسخ والمنسوخ " الذي قيل عنهُ أنه في كتاب الله ، هل هو موجود أو تم تطبيقه ، على ما هو موجود في اللوح المحفوظ " القرءان الكريم " فهذا القرءان هو نفسه الذي هو موجود في " اللوح المحفوظ "
................
ولذلك ما هو المعيار الذي حدده الله سُبحانه وتعالى ، أو حدده رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، أو حدده من بدل وغير بعد رسول الله واوجد هذا ، لمعرفة هل هذه الآية التي أنت تقرأها منسوخةٌ أم غير منسوخة ؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!
..........
ثُم ما الحكمة وما الفائدة وما الجدوى من القرءان الذي قالوا عنهُ ، بأنه تنزل وبعد أن تم تدوينه وبعد أن تم حفظه " ما نُسخ حكمة ولفظه " لا وجود لهُ الآن ، لماذا ؟؟؟؟؟!!!!!
..............
عن أُمنا الطاهرة عائشة رضي اللهُ عنها قالت : -
................
" ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية "
...........
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
.................
ولذلك فإذا كان للناسخ والمنسوخ حقيقة ، يقبلها كُل مُسلم عاقل ، يُحبُ الله ورسوله وهذا الإسلام العظيم ، وعرف الله سُبحانه وتعالى وقَدَره حق قدره ، وعرف وقدر ناقل الوحي جبريل عليه السلام حق قدره ، وعرف نبيه ورسوله مُحمداً صلى اللهُ عليه وسلم من هو وعظمته ، وعرف كلام الله ووحيه الخاتم في هذا القُرءآن العظيم والقول الثقيل والبيان الخالد حق المعرفة ، وعرف هذا القُرآن وهذا البيان والذكر العظيم وما هو ، وقارنه بكُتب الآخرين ، وعرف هذه الشريعة المُحمدية وقَدَرها حق قدرها ، وقارنها بشرائع الآخرين ، وعرف المدرسة والجامعة المُحمدية وقديسوها وتلامذتها ومن تخرجوا منها من مُصطفيون صحابة أطهارٍ وأخيار ، وعرف آل بيته وزوجاته الذين أذهب اللهُ عنهم الرجس وتكفل الله بتطهيرهم تطهيرا .
.................
فعليه الإيمان المُطلق بأن هذا القرءان الذي أنزله الله على نبيه ورسوله الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم هو الناسخ ، وبأن الله تكفل بإحكامه وبحفظه وبجمعه وبقرءانه ، وقيض اللهُ لنبيه ولصحابته الكرام أمر حفظه وتدوينه أولاً بأول ، من أول حرفٍ تنزل إلى آخر حرفٍ تنزل .
...........
ولم يسمح المولى عز وجل بضياع ولو حرف واحد ، فوصل البشرية صدوراً وسطوراً غير منقوص ولا مزيودٍ عليه ولو حرف واحد .
.................
وأن أي طريق آخر غير هذين الطريقين تحدث عن قرءان أو غيره هو طعنٌ في هذا القرءان ، وبأن ذلك هو توهمات أو تخيلات أو مدسوسات ومنها الإسرائيليات .
......
وأخبر المولى عز وجل بأن كُل آيات هذا القرءان مُحكمةٌ وبائنةٌ ومُبينةٌ ومُفصلةٌ ، وبأن هذا القرءان لا يمكن أن يكون فيه باطل ولا يأتيه الباطل ، ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف أو شُبهةٌ أو تناقض .
........
وطلب المولى عز وجل إتباع كامل هذا القرءان وإتباع كُل حكمٍ ورد فيه بدون إستثناء
.....................
وإن القول بوجود نسخ أو منسوخ في هذا القرءان العظيم أو هذه الشريعة الخاتمة ، فهو القول بتلك الطعنة المسمومة التي وُجهت لكتاب الله الخاتم ولخاصرة القرءان وبالتالي لقلب هذا الدين ، وهو الإيمان بتلك المسبة وبتلك الشتيمة لله ولوحيه ولكلامه الخاتم ، ولحامل وحيه جبريل عليه السلام ، ولرسوله الكريم ، ولكتبة وحيه ولحفظة كتاب الله ، ولمن حرصوا على تدوينه وإيصاله لنا وكما تنزل على نبيه الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم ، وبالتالي الشتيمة والمسبة والتهمة تشمل جُل الصحابة الأطهار الأخيار ، من أوصلوهُ لنا سطوراً وصدوراً .
.......
( والتي بالإيمان بها وبالقول فيها إبطال لأحكام الله ، وتحدث عن نسخ ونسيان وإسقاط ورفع للكثير من القرءان ) والذي فيه ما فيه من " البداء "
..........
الله يقول " كتابٌ أُحكمت آياته " والنُساخ يقولون لا يارب ليس كُل آيات هذا القرءان مُحكمةٌ ، لقد وجدنا أن هُناك آيات مُبطلة ومُلغاة الأحكام ، فالمولى يطلب إتباع كامل هذا القرءان واتباع كُل حكم ورد في كُل آيةٍ أنزلها الله ، والنُساخ يقولون لا لن نتبع ما نسخناه ، أو ما وجدنا أنه منسوخ ، فهو مُبطل الأحكام ولا يجوز الإتباع ، والمولى عز وجل يقول بأنه لا باطل ولا اختلاف في هذا القرءان ، والنُساخ يقولون لا يا رب وجدنا أن هُناك باطل وهُناك إختلاف وعدم توافق في الأحكام ، فأوجدنا النسخ والناسخ والمنسوخ ، وكان عندهم وبرأيهم هو الحل الأمثل لهذا الإشكال .
.........
والمولى أخبر بأنه سيتكفل بحفظ هذا القرءان " وإنا لهُ لحافظون " وأن عليه جمعه وقرءانه ، والنُساخ يقولون لا يا رب هُناك على الأقل 300 صفحة من القرءان ضاعت بين منسوخ وبين منسي وبين مرفوع وبين مُسقط ، ولا وجود لها في هذا القرءان الذي تكفلت بحفظه وبجمعه وبقرءانه ، على الأقل يا رب سورة الأحزاب ، هُناك من قال لنا بأنها كانت 200 آية ، وأن هُناك من قال لنا بأنها كانت تعدل سورة البقرة 286 آية ، وهُناك من قال لنا بأن سورة الأحزاب كانت تُضاهي سورة البقرة ، على الأقل 300 آية ، وكانت فيه آيةٌ يهوديةٌ عجيبةٌ لم تتكفل بحفظها " وحاشى " وهي " الشيخ والشيخة والشاب والشابةُ والشايب والشايبة والعجوز والعجوزة ، والختيار والختيارة ، والكهل والكهلة....البتة ... اللذة..."
.........
ويا رب فإن تكفلك بحفظ هذا القرءان غير......." وحاشى والعياذُ بالله "حيث أننا لا نجد من سورة الأحزاب سوى 73 آية ، ولم نجد تلك النجاسة اليهودية العفنة النتنة كعفانتهم ونتانتهم من حرفوا كلام الله عن مواضعه .
..........
فهذه الضلالة والطعنة المسمومة التي وُجهت لخاصرة القرءان الكريم " الناسخ والمنسوخ " هي مُصيبة وكارثة لا دليل عليها لا من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله ، ويردها كلام الله ووحيه ، ويردها رسول الله وما جاء به ، لأن المولى عز وجل لا يتكلم عن آيةٍ قرءآنيةٍ بقوله تعالى :-
...............
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }ألبقرة
..............
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
........
{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
..........
وإنما يتكلم عن آيةٍ كونيةٍ مُعجزيةٍ ودلاليةٍ ، تحتاج القدرة الله لإيجادها ، وهي من ضمن ملكوت الله للسموات والأرض ، ويسأل الناس والبشر أنبياءهم ورسلهم عنها لإثبات نبواتهم ورسالاتهم ، فما نسخه الله منها وما تم نسيانه أو تنسيته وما بدله الله وما محاه من هذه الآيات .
........
أعطى نبيه الأكرم بديلاً عنها بما هو مثلها أو خيراً منها ، وثبت كُل ذلك لهُ وحفظه وتكفل به إلى يوم القيامة ، ويكفي ذلك هذا القرءان العظيم مُعجزة الله الخالدة ، والذي هو الثابت والبديل وبالمثل بل وبأخير ، عما تم نسخه وما تنم تنسيته أو نسيانه وما تم محوه .
..............
{ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }{إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } {وَنُيَسِّرُكَ لليسرى }{ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى 6-9
..............
وأن الله سيُقرئ نبيه هذا القرءان وسينسى منهُ البعض ، نسياناً مؤقتاً ، وهذا سيتم بمشيئةٍ من الله ، تيسيراً عليه ، وما سينساه سيكون قد دونه عن طريق كتبة وحيه ، وما سينساه يكون حفظه صحابته وهو في صدورهم ، وما سينساه سيُذكره به حامل وناقل الوحي كُل عام ...إلخ
.....................
قال سُبحانه تعالى
...........
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
..........
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } القيامة16 -18
...........
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
........
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
..............
فَاتَّبِعْ
........
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82
...........
{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
..............
فإن الناسخ : -
...............
هو هذا القرءان الذي قال عنهُ مُنزله بأن كُل آيةٍ من آياته بأنها تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ خبير ، وبلسانٍ عربيٍ مُبين وبأن كُل آيةٍ
...........
" هي في أُم الكتاب ، وفي اللوح المحفوظ ، وتنزلت في تلك الليلة المُباركة " ليلة القدر " وبأنها نور وبرهان وذكر ، وخير ، ورحمة ، ومُحكمةٌ ، وحكيمةٌ ، وبائنةٌ ، ومُبينةٌ ، ومُفصلةٌ ، وحقٌ ، ومُباركةٌ ، ومكنونةٌ ، ومُهيمنةٌ ، ولا ريب فيها ، ولا إختلاف فيها ، ولا حرج فيها ، ولا عوج فيها ، ولا يأتيها الباطل ، وواجبة الإتباع ، واجبة الإيمان بها ، وواجبة التفقه والتفكر والتذكر وواجبة التدبر ، ويجب عدم الجحود بها ، ويجب عدم هجرها ، وعدم الإعراض عنها ، وعدم الكُفر بها ، وعدم تركها ، وعدم كتمها ، وعدم إنكارها وعدم التماري فيها ، تصدق آيات القرءان بعضها بعضاً ، وتكفل الله بحفظها وبجمعها وبقرءانها ، ولا مُبدل لها ولا تبديل ولا بديل ، وثابته ، ولا تُنسى .....إلخ "
.................
وبالتالي فإن هذا القرءان الكريم ، وهذا الرسول الخاتم ، وهذا الإسلام وهذا الدين العظيم ، وهذه الرحمة والخير والشريعة المُحمدية الخاتمة الكاملة المُكملة المُتممة بنعمة الله ، فهي الشريعه الناسخه التي نسخت كُل ما سبقها من شرائع السابقين ، والمُهيمنة والشاملة والمُحتوية لما سبقها من شرائع وأديان ، بهذا القُرآن العظيم وبما فيه من آياتٍ كريماتٍ عظام ، وما أُوتي هذا النبي الكريم من آيات ومُعجزاتٍ وبينات دلت على نبوته وصدق رسالته وتأييد الله لهُ ، وما صدر عنهُ من أقوالٍ وأفعالٍ وتقرير وصفات ، والذي به ختم اللهُ الأنبياء والمُرسلين ، وما أعطاهُ من آياتٍ بينات بديلة لم تُعطى لغيره من الرُسل والأنبياء ، بدءاً من إنشقاق القمر لهذا النبي ، وإسراء الله به إلى بيت المقدس ، ثُم معراجه إلى السموات العُلى ، ولا مجال هُنا لحصر وتعداد ما أُوتي هذا النبيُ من آياتٍ بينات وجرت على يديه من مُعجزات وآيات ، فجاءت المُعطياتُ لهُ ولأُمته على مثل شرائع السابقين وآياتهم ، وما أُعطوا بل وعلى خيرٍ وبأخير منها ، فسُميت الشريعه البديله والناسخه والحارقه والشريعه الناريه التي ستكون نقيه ولا خبث فيها أو شائبه ، كما تُنقي النار الحديد من الخبث ، وسنامها هذا القرءان الكريم الذي لن تنقضي عجائبه إلى قيام الساعة ، والذي لن يعلم احدٌ تأويله إلا الله ، وستكون المُفاجأة والصدمةُ عندما يأتي الله بتأويله يوم القيامة على مرأى ومسمع من كُل الخلائق .
.......................
أما المنسوخ :-
فهي آيات السابقين ، وشرائع الأُمم السابقه ، وشرائع ما سبق هذا النبي العظيم من رُسلٍ وأنبياء ، ما أخبرنا الله عنهم وما لم يُخبرنا ، وما علمنا وما لم نعلم نحنُ وغيرُنا عنهم وعن كُتبهم وأنبياءهم ورسلهم ، وما أُعطوا من آياتٍ وبينات ومُعجزات لإثبات نبواتهم ورسالتهم ، والتي منها الآيات لكُتبهم أي الكتابية ، فنسخ الله كُل ذلك بالإضافه لما أُنسي بأمرٍ من الله ، وما عاد لهُ ذكرٌ في الكُتب وفي ذاكرة وأذهان البشر والناس ، كُل ذلك جاء الله بديلاً عنهُ بمثله بل وبأفضل وأخير وأرحم ، وبخيرٍ منهُ في هذه الشريعه المُحمديه الخاتمه ، والتي كانت رحمةً للعالمين إلى قيام الساعه .
.....................
ومُخطئٌ من ظن أن هذه التوراة التي بين أيديهم هي توراةُ موسى ، ومُخطئُ من ظن أن هذا الزبور هو زبورُ داؤود ، ومُخطئٌ من ظن أن هذا الإنجيل أو الأناجيل هي إنجيل المسيح عليهم جميعاً السلام والرحمة ، فهذه كُتب كتبها الكتبةُ الظلمه بعد مئات السنين ، فحرفوا وألفوا وأخفوا وغيروا وبدلوا ، فخلطوا الفلكلور بالتُراث ، والخُرافات بالأساطير ، وما تبقى إلا من شذراتٍ من وحيه وما أراد اللهُ لهُ أن يبقى ، لإرادةٍ هو يُريدُها ، فسبوا الله فيها أعظم مسبة وشتيمة ، وسبوا أنبياءه ورسله وأتهموهم بأقذر التُهم التي لا يُقدم عليها العتاةُ والمُنحرفون والشواذ .
..............
وبالتالي فما عاد هُناك كُتبٌ للكُتب التي أنزلها الله كما نزلت ، فكانت إرادة الله ورحمته بالبشريه ، أن يُعجل ببعث مُنقذ ومُخلص البشرية ، والذي سيبعثة رحمةً للعالمين ، ويكون مؤيد ممن هو رب العالمين ، وأن يُنزل هذا القُرآن العظيم ، وأن تأتي هذه الشريعه الخاتمه والناسخه والحاويه والكامله التامه والبديله ، والتي ستكون للكافه ولكُل الأُمم والشعوب ، وللإنس والجن ، وللعالمين كافه أي لكُل العوالم ، والتي تكفل الله بحفظها إلى قيام الساعة ، لتكون حُجته على البشر والجن جميعاً .
...............
ولذلك كان لزاماً ووجوباً على كُل أُمم الأرض ، والتي منها اليهود والنصارى وما هُم المسيحيون الآن أن يتبعوا هذا النبي عند مبعثه ، وهذا الدين العظيم ، لأنه ما عاد عندهم ما يُقبلُ أو يُقابلون الله به بوجهٍ ابيض ، ولا عاد قبولٌ عند الله إلا لهذا الدين وما أنزله على نبيه ورسوله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، ولذلك سيقابلون الله سود الوجوه بعد أن نُسخت كُتبهم وشرائعهم وأُلغيت وأُزيلت وأُبطلت وما عاد لها قبولٌ عند الله ، وما بقي لها إلا بقيةٍ عندهم . وسيرون ذلك حقيقه أمام أعينهم تُخزيهم أمام الله بسبب عنادهم وحقدهم وغيهم وأنانيتهم ، وبالتالي سيجدون أنفسهم قد خسروا الدُنيا والآخره .
................
أما تعريفُنا للنسخ والذي يطلبه كُل أخ كريم وفاضل يُناقشنا فيه على المُنتديات ، فما كان يهمنا تلك التعاريف " نسخت الشمسُ الظل " " ونسختُ الكتاب " وزبدتُها وخُلاصتُها أن النسخ هو المحو والإزاله والإبطال والإلغاء ، وهي كلمه قويه وليست بالهينه ولا تحمل المديح والثناء والإستحسان للمنسوخ .
.................
وما يهمُنا هو تعريف الله لهُ ، فمن أحسنُ من الله قولاً وقيلاً.{......وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122، ومن أحسنُ من الله تعريفاً ، حيث يُعرفه الله سُبحانه وتعالى في كتابه العزيز : -
.................
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّه آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
.............
فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
.............
ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّه آيَاتِهِ
...........
ولذلك فمن قال بالنسخ في القرءان الكريم ، هو أتى بما عاكس كلام الله في هذه الآية ، من حيث لم ينتبه ، وبأن ما هو منسوخ هو من كلام الشيطان أو مما ألقاه الشيطان في أُمنية نبيه "فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ " وحاشى والعياذُ بالله "
............
ولذلك كُل من أتهم كتاب الله بأن فيه منسوخ هو يتهم هذا المنسوخ بأنه من كلام الشيطان ، وهذا بنص الآية آنفة الذكر .
......
لأن ما نسخه الله هو كلام الشيطان وما ألقاه والذي هو كلام شيطان غير مُحكم
.......
فالنسخ هو المحو والإزاله والإلغاء والإبطال لدرجة أن المنسوخ كأنه غير موجود ، إذا كان لهُ شبه الوجود ، وبطلان ما تم نسخه أو عدم الحاجه ومضرة وجوده ، وبالمُناسبه هذه آيةٌ تم الإساءه لرسولنا الكريم في تفسيرها ، ووُثقت هذه الإساءه في الكُتب ، ولا مجال هُنا لسردها وسرد ما الفه من أطلع الغيب على ما القى الشيطان ، ليوثقه في كُتبه ، ولكن لهُ ربٌ يُحاسبه على هذه الفريه والمدسوسه اليهوديه الإسرائيليه على أطهر خلق الله ، لأنهم عندما وثقوها في كُتبهم ما عرفوا محمداً وقدروهُ حق قدره ، وإلا لما قبلوها ووثقوها ، ولأن الله تكفل بنسخ وإبطال وإزالة ما يٌلقي الشيطان ولا يجعل أنباءه ومُرسليه ينطقونه أو يتذكرونه ، لأنه يمسحه من أذهانهم فوراً ، وبالذات هذا النبي العظيم مُحمداً ، وإلا كيف يقول عن نبيه بأنه " لا ينطقُ عن الهوى " إذا كان نطق ما القى الشيطان في أُمنيته ، إذاً فهو حق وليس هوى ويجب أن يكون وحي وحق وقرءان " وحاشى والعياذُ بالله " .
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم3-4
--------------------------------
أما شياطين اليهود وكتبتهم المُجرمون فألفوا من عند أنفسهم ما ألقى الشيطان ، فاليهود كانوا يرقبون ما كان يتنزل من قرءان ليؤلفوا إسرائيلياتهم ومدسوساتهم ، فنزلت هذه الآية ، واجمعوا أمرهم على ما هو الذي ألقاه الشيطان في أُمنية هذا النبي ، فدلهم فكرهم الشيطاني على تلك الآيات الشيطانية " تلك الغرانيق العُلى ...وإن شفاعتهن لتُرتجى ... فالفوا فريتهم تلك ....إلخ تلك الفرية والمدسوسة الإسرائيلية .
............................
قال سُبحانه وتعالى
...............
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170
...................
أما تعريفُنا " للناسخ والمنسوخ " حسب ما اُلصق بهذا القُرآن العظيم : -
.......
فهو فريه وضلاله " وطعنه مسمومه " وجريمه بحق الله ، وُجهت لكلام الله ووحيه الخاتم ، قد تكون من غير قصدٍ ومن غير سوء نيه من البعض ، نتيجة فهمٍ خاطئ لآياتٍ من كتاب الله أستدلوا بها ، وسوء تفسير وسوء فهم وإصرار على الفهم الكامل لكتاب الله وإصرارهم على قدرتهم على فهم كُل عجائب هذا القرءان ، وتخبطوا فيما بعد ذلك التخبط ، وأختلفوا ذلك الإختلاف ، ولحد الآن لم يتفقوا على أقل مضره قالوا بها تجاه كلام الله ووحيه ، وهي عدد الآيات الناسخة أو المنسوخة ، واختلافهم دليل بُطلان ما قالوا به ، وكُل واحدٍ منهم أخذ عن الآخر وزاد وأنقص وتخبط ، سائلين الله أن يغفر لهم .
……………..
أو عن قصدٍ من البعض ولمن قصد ذلك ربٌ يُحاسبه ، ولا يمكن أن يكون اليهود وأعداء الإسلام بعيدين وليس لهم يدٌ في هذه الجريمه بحق الله وبحق وحيه وكلامه ، بل لهم يدُ التأسيس واليدُ الطولى ، فهُم أي اليهود عرفوا ما رمت إليه الآيات التي تم الإستدلال بها على النسخ ، وأنها عنتهم وعنت آيات أنبياءهم ، وعنت كٌتبهم وشريعتهم وأنبياءهم ، وعندهم الحسد والحقد والغيره وعدم الود بهذا الخير والرحمه التي تتنزل على مُحمد وأُمته ، فلم يعترفوا بالنسخ بالكُلية ، لا لكُتبهم ولا لآيات أنبياءهم ، فأداروا فيما بعد رأس السكين للقُرآن ولنحر هذا الدين ، على أن النسخ عُني به القُرآن ، والفوا مُفترياتهم وإسرائيلياتهم ووُثقت في الكُتب ، وهي لا تخفى على مُسلم برأسه عقل ، عن قُرآنٍ منسيٍ وقرآنٍ مرفوع وقُرآنٍ أُسقط أسقطهم الله في جهنم وسعيرها....إلخ .
..................
وبالتالي فإن خُلاصة هذه " الجريمه والطعنة المسمومة " هي مسبه لله ومسبه لوحيه الأمين جبريل عليه السلام ، ومسبه لنبيه ورسوله الكريم ، ومسبه لكتبة الوحي ومسبه لحفظة هذا القُرآن العظيم ، ومسبه لمن أهتموا بجمع القُرأن وتدوينه التدوين النهائي بحرف ولسان وقراءة رسول الله وكما هو بين أيدينا الآن .
..........
على أن هذا القرءان الذي بين أيدينا الآن هو ليس ذلك القرءان الذي تنزل ، وبأن هذا القرءان ليس كُل آياته مُحكمة ، وبالتالي فأتاها الباطل والإختلاف والتضارب وعدم التوافق ، وكان برأيهم لا بُد من النسخ لحل هذا الإشكال الذي لا وجود لهُ إلا عند من أوجدوه .
………………..
فأقل ما قالوا به هو إبطال وإلغاء وزوال وإزالة أحكام في آيات الله المُحكمه ، والتي قال رب العزه عن كلامه ووحيه في هذا القُرآن وفيها بأنه مُحكم ، وكُل آيه من آياته مُحكمه ، ولم يستثني أي آيه من كتابه العزيز ، وإتهام كلامه بأنه يُبطل بكلام آخر ، أي كلام يحمل حُكم يُبطل الكلام الآخر الحامل لحكم آخر ، وهو الذي قال عن هذا القُرآن .
...........
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
.......................
{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
...................
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82
..................
وهي جريمه وطعنه أوجدت من ضمن ما أوجدت ، ان الإسلام دين الرحمه والسلام ، ونبيه نبي الرحمه والسلام ، والذي سُمي " أركون السلام " والذي قال عنهُ ربه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 ودين الرحمه والسلام والموده والحكمه والموعظة الحسنه...إلخ ، أوجدت منهُ دين إرهاب وقتال وقتل ودين حرب وسفك للدماء وجني للغنائم والسبايا...إلخ ، ودين يؤسس للكراهيه والحقد والتطويع للآخرين بالسيف والخوف والرعب ، فأوجدوا من عند أنفسهم آيه سموها " آية السيف " لم يُسميها الله ولم يُسميها نبيه ورسوله ولا صحابته ولا خُلفاءه الراشدون من بعده ، بل هُم سموها من عندهم ومن عند أنفسهم ولا عُلاقة لها بما أسسوهُ عليها ، حتى أن كلمة سيف وسيوف لم ترد ولا ذكر لها في كتابه الكريم ، هذا القُرآن العظيم .
………………..
وقد فند الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، في كتابه " عتاد الجهاد " آية السيف والآيات التي قالوا إنها نسختها .
..............
فنسخوا بها ومن عند أنفسهم ، كُل الرحمه والتسامح والمحبه والموده في هذا الدين العظيم ، والدعوه للسلام والمحبه والموعظه والحكمه والعطف والإنسانيه والرأفه التي أمتاز بها هذا الدين ، فقالوا إنها نسخت 124 آيه من كتاب الله ، هي الآيات التي عمل بها نبيُنا الأكرم ونشر دعوته عليها ، وتبعه من أتى بعده للعمل بها ، وعلينا نشر الإسلام بناءً عليها ومنها ننطلق كقاعده لنشر الدعوه وهذا الإسلام العظيم ، وانتشر الإسلام في أصقاع الأرض بالعمل بها ، وخاصةً في أندونيسيا وماليزيا والصين وغيرها .
………..
وقد لخص الشيخ محمد الغزالي رحمة اللهِ عليه ، هذه الفريه والجريمه وهذه الطعنه التي وُجهت لخاصرة القُرآن بأنها: -
………..
حيث يقول الشيخ الإمام محمد الغزالي رحمه الله في كتابه " نظرات في القرآن " بعد أن فند مُبررات من قالوا بالنسخ والناسخ والمنسوخ يقول عن " الناسخ والمنسوخ " :-
..........
" فضلا على كونه فهماً خاطئا فهو جرأة غريبة على الوحي و ظلم لكتاب الله "
.................
إذ اعتبر القول بالنسخ في القرآن أمرا باطلا ، يقول " فقصة النسخ أو الحكم بتحنيط بعض الآيات ، فهي موجودة ولكن لا تعمل ، هذا باطل ، وليس في القرآن أبدا آية يمكن أن يقال إنها عطلت عن العمل وحكم عليها بالموت ... هذا باطل ... كل آية يمكن أن تعمل لكن الحكيم العليم هو الذي يعرف الظروف التي يمكن أن تعمل فيها الآية. وبذلك توزع آيات القرآن على أحوال البشر بالحكمة والموعظة الحسنة"
.................
ويضيف الغزالي قائلا :"هل في القرآن آيات معطلة ، الأحكام بقيت في المصحف للذكرى والتاريخ –كما يقولون- التماسا للأجر، وينظر إليها كما ينظر إلى التحف الثمينة في دور الآثار ؟ غاية ما يرجى منها إثبات المرحلة التي أدتها في الماضي ، أما الحاضر والمستقبل فلا شأن لها بهما ؟ !
.............
ثم يقول الغزالي "من المسلمين من يرون هذا الرأي ... وهم يلجأون إلى هذا الفهم دفعا لما يتوهم من تناقض ظواهر الآي ، ونحن لا نميل إلى المسير مع هذا الاتجاه ، بل لا نرى ضرورة للأخذ بت ، وسنرى عند التحقيق أن التناقض المتوهم لا محل له ، وأن التشريعات النازلة في أمر ما مرتبة ترتيبا دقيقا بحيث تنفرد كل آية بالعمل في المجال المهيأ لها ، فإذا ذهب هذا المجال ، وجاء غيره تلقفته آية أخرى بتوجيه يناسبه وهكذا ، فهل هذا التدرج في التشريع يسمى نسخا ؟
......................
في نفس الاتجاه يأتي كتاب " تفنيد دعوى النسخ في القرآن الكريم"
...........
لمؤلفه "جمال البنا" الذي يقول في معرض تفنيده لدعوى النسخ في القرآن الكريم " إن القرآن أكثر من ستة آلاف آية لم يجد أنصار النسخ فيها سوى آيتين ادعيا أنهما تجيزان النسخ ، ثم قطعوا بوقوعه ، وتعاموا عن الآيات العديدة التي تثبت وتؤكد إحكام القرآن .
.................
هاتان الآيتان هما: -
...........
في الآية 106 من سورة البقرة "ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها" والآية 101 من سورة النحل "وإذا بدلنا آية مكان آية"
..................
وقد اعتبر أنصار النسخ وأخذوها قضية مسلمة أن كلمة " آية " في النصين السابقين والتي يقع عليها النسخ أو التبديل إنما يقصد بها النص القرآني ، وبالتالي يكون المعنى نسخ نص قرآني متقدم بنص قرآني آخر مُتأخرأو متراخي كما يقولون.
..............
وصحيح أننا جميعا نفهم من كلمة " آية " النص القرآني ونقول إن سورة كذا تضم كذا آية ... ونستشهد بالآيات آية آية ونرقمها ... ولكن هذا الفهم منا لهذه الكلمة شيء ، والمعنى الذي يعطيه القرآن للكلمة شيء آخر ، ولا تجوز لنا عندما نكون بصدد تفسير نص قرآني أن نفرض تعريفنا الخاص على القرآن الكريم ، ونطرح تعريف القرآن نفسه والقرآن له مدلوله الخاص لكلمة آية ويكون علينا أن نلتزم بمدلول القرآن.
.................
والقرآن الكريم لا يستخدم كلمة آية بمعنى النص ولكن بمعنى الحجة والدلالة والمعجزة والعلامة التي تثبت النبوات أو تبعث على الإيمان ، وإذا أراد القرآن الإشارة إلى النصوص في الكتب المقدسة وما تحويه من توجيهات ثمينة فإنه قد يستخدم كلمة الآيات.
..................
ويبدو لنا أن الوجه في هذه التفرقة هو أن المعجزة عادة ما تكون واحدة بينما التوجيهات من تحليل وتحريم وأوامر ونواه إلخ ...تكون عديدة ... وقد ذكرت كلمة آية في القرآن الكريم على ما ذكر المرحوم محمد عبد الباقي في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم في اثنين وثمانين مرة ، من هذا الاستقصاء لكلمة آية في القرآن الكريم بأسره نجد أن القرآن لا يستخدم أبدا كلمة آية بمعنى نص أو جملة قرآنية، وإنما يستخدمها كمعجزة أو دلالة أو حجة أو علامة أو برهان على صدق النبوة ، وقد تكون هذه الآية الشمس والقمر والليل والنهار والحياة والموت ، وقد تكون مائدة عيسى أو عصا موسى أو جسد فرعون أو ناقة صالح ،.
.......................
ويؤيد هذا استخدام القرآن تعبير "إن في ذلك لآية" أو " لتكون آية" ومطالبة المشركين بإنزال آية وجعلهم إيمانهم رهنا بذلك ، وهي معظم الاستخدامات لكلمة آية في القرآن"
...............
وقد فسر الشيخ " محمد عبده " الآية 106 من سورة البقرة بما يؤيد قول البنا ، حيث قال "والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق إلى آخره أن الآية هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم ، أي ما ننسخ من آية نقيمها دليلا على نبوة نبي من الأنبياء أي نزيلها ونترك تأييد نبي آخر بها أو ننسها الناس لطول العهد بما جاء بها فإننا بما لنا من القدرة التامة والتصرف في الملك نأت بخير منها من قوة الإقناع وإثبات النبوة أو مثلها في ذلك.
.......................
ومن كان هذا شأنه في قدرته وسعة ملكه فلا يتقيد بآية مخصوصة يمنحها جميع أنبيائه ، والآية في أصل اللغة هي الدليل والحجة والعلامة على صحة الشيء ، وسميت جمل القرآن آيات لأنها بإعجازها حجج على صدق النبي ودلائل على أنه مؤيد فيها بالوحي من الله عز وجل من قبيل تسمية الخاص باسم "
......................
حكم القائلون بالنسخ بعدد آيات إذ " اعتبر ابن العربي المعافري عدد الآيات المنسوخة ، مائة آية خمس وسبعون آية منسوخة بآية القتال، وذهب ابن حزم في كتابه معرفة الناسخ والمنسوخ أن آيات النسخ تبلغ مائتين وأربع عشرة آية، وذهب أبو جعفر النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ إلى أنها تبلغ مائة وأربعا وثلاثين آية، وأوصلها ابن سلامة الضرير إلى مائتين وثلاث عشرة آية .
......................
إن القول بنسخ هذا العدد من الآيات القرآنية أمر خطير ، فالقول بآية السيف يعطل العمل بآيات قرآنية هي من القواعد الكلية والمبادئ العامة في الدين الإسلامي، من ذلك قوله تعالى "لا إكراه في الدين" ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين" "فاصفح الصفح الجميل" "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" وغيرها
.................
حيث لم يترك الموسعون في النسخ آية تدعو إلى الرفق واللين أو العفو والصفح أو الصبر والدفع بالتي هي أحسن أو غير ذلك مما هو أساس في مكارم الأخلاق التي أعلن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه بعث ليتممها إلا قالوا عنها نسختها آية السيف" الأمر الذي يجعل من القول بالنسخ أمرا في غاية الخطورة .
..............
مما يجعل معه القول بإنكار النسخ أمرا لا يقل خطورة على القول به. إننا إزاء إشكالية خطيرة ومما يزيد من خطورتها ارتباطها بالمصدر الأول للتشريع الإسلامي الذي يفترض توحد كلمة علماء الأمة حول قضاياه
.......................
وأكثر وجبه دسمه وجدها زكريا بطرس وغيره ، والصيد السمين والثمين لهُ ، والسكين الذي يُشهره بوجه كُل مُسلم هو " الناسخ والمنسوخ " ويختصره أو يعرفه زكريا بطرس ويقول بأن ذلك جاء نتيجة دراسه مُستفيضه وتمحيص وتدقيق ، ولا يُستهان بأقوال هذا الحاقد بالقول: -
" إنه الشُبهات والباطل والتناقض والريب والإختلاف الموجود في القُرآن "
كذبت أيُها الخنزير والشيطان ، وكذب من قال بقولك إن في القُرآن باطل أو شُبه أو ريب أو إختلاف
-----------------------------------
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم يتمارون في القرءآن فقال : إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا , ولا يكذب بعضه بعضا ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه}
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
أليس قول رسول الله هذا ينسف النسخ والناسخ والمنسوخ من جذوره ، وهو أن نضرب كتاب الله بعضه ببعض ، والإصرار على الفهم والتفسير الكامل لهُ ، ونتجادل حوله ، ولا نراه يُصدق بعضه البعض ، وأن نرى فيه ما يُكذب بعضه البعض " الإلغاء والإبطال والإزالة "
ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا
..........
والنسخ هو ضرب لكلام الله بعضه ببعض موجداً كم هائل من الجدل حتى بين من أوجدوه وقالوا به ، على الأقل حول عدم إتفاقهم على عدد آياتهم التي نسخوها ، فكم واحدٍ منهم أبطل ما قال به من سبقه ، وهو إصرار على الفهم والتفسير والعلم بكُل آيات الله .
.............................
فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
وروى أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية : فقال : -
....
" أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ؟ وأين أذهب ؟ وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله به ؟ "
...........
وقال الصادق المصدوق صلى اللهُ عليه وسلم ، والذي لا ينطقُ عن الهوى ، والذي وعد اللهُ أن يضع كلامه في فمه " والرواية عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ " .
...............
" ستكونُ فتنٌ "
قُلتُ فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : -
........
" كتابُ الله فيهِ نبأُ ما قبلكم ، وخبرُ ما بعدكم ، وحكمُ ما بينكم ، وهو الفصلُ وليس بالهزل ، من تركهُ من جبارٍ قصمه الله ، ومن إبتغى الهُدى في غيرهِ أضلهُ الله ، وهو حبلُ الله المتين ، ونورهُ المُبين ، وهو الذكرُ الحكيم ، وهو السراطُ المُستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تتشعب معهُ الآراء ، ولا يشبع منهُ العُلماء ، ولا يملهُ الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الترداد ، ولا تنقضي عجائبهُ ، من علمَ عِلمهُ سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أُجر ، ومن دعا إليهِ هُدي إلى صراطٍ مُستقيم " .
...........
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تتشعب معهُ الآراء
...........
والنسخ والناسخ والمنسوخ ، زاغت به الأهواء ، وتشعبت به الآراء على الأقل حول عدد الآيات الناسخة والمنسوخة ، التي لم يتفقوا عليها منذُ قالوا بها ولحد الآن ، فمنهم من أكثرها وزادها عن 300 آيةٍ ، والإمام المرحوم جلال الدين السيوطي أكدها على 20 آية ، والشيخ محمد حسان قال بأنها فقط 66 آية ، حتى أوصلوها أخيراً إلى 6 آيات فقط ، ولذلك من هو الذي منهم على صواب منهم ، وهم ليسوا على صواب ولا يمكن أن يكونوا على صواب .
.........................
ولذلك فإن من قال وأوجد " الناسخ والمنسوخ " لا دليل عندهم لا من كتاب الله ، ولا من سُنة رسول الله ، وهُما مصدري التشريع أو هُما هذه الشريعه التي أنزلها الله .
…………
وكان ممن رفض هذه الفريه والضلاله ، وهذه الجُرأه والتعدي والتجرأ على كتاب الله ووحيه من عُلماء الأُمه "ومنهم على سبيل المثال من السلف والخلف، الإمام الشافعي رفض نسخ السُنة ، وأبو مُسلم الأصفهاني " الذي رفض وبشكل قاطع ، وجود نسخٍ في القُرآن ، أو ناسخ ومنسوخ ، وكذلك من المُعاصرين الدكتور محمد عمارة ، والإمام الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه ، والدكتورالشيخ يوسف القرضاوي ، والدكتور أحمد السقا ، و الدكتور عبد المتعال الجبرى ، والدكتور محمد البهى .
..............
والكثيرون الذين بدءوا بدراسة هذه المُصيبه بعد أن تناولها أعداء الإسلام بإستفاضه ، واستعملوها كسكين وحربه يطعنون بها من يُحاول الدفاع عن هذا الدين ورحمته وسماحته ، فما أن تأتيهم بآيه من آيات الرحمه والتسامح والموده التي نُفاخرُ بها الأديان الأُخرى ، إلا ويُبادرك الخصم بأنها منسوووخه منسوووخه .
------------------------------------
وبناءً عليه فإن من أوجد هذه الفريه والضلاله والجريمه بحق كتاب الله سواء بحسن نيه أو بغير ذلك ، وللكُلِ ربٌ سيُحاسبه على ذلك ، لا دليل على ما قالوا به إلا أقوالهم الباطله والإسرائيليات والمُفتريات والمدسوسات التي وُثقت لأجل هذا الغرض ، والتي لا يقبل بها مجنون وليس عاقل ، وكُلٌ منهم أخذ عن الآخر وقلده ، ولا ندري من أول من أوجدها أو بدأ بها ، ولا يمكن إلا ان يكون لليهود اليد الطولى في ذلك ، ولذلك فلا دليل لديهم من مصدري هذه الشريعة السمحاء والرحمة المُزجاة للعالمين .
....................
1 - فلا دليل عندهم على إبطال أحكام الله وإلغاءها من كتاب الله ووحيه وكلامه الخاتم ، الذي تجنوا عليه وطعنوه هذه الطعنه ، لأنه الكتاب الخاتم والناسخ والحاوي والبديل لكُل الكُتب السماويه وكُتب السابقين ، فكيف نقبل على الله أو يقبل الله أن يكون كلامه الناسخ يأتي وينسخ بعضه بعضاً ، وتبطل على الأقل آيه ما ورد في آيه أُخرى ، والذي وصفه ووصف كُل آيةٍ فيه بأنها مُحكمه ومُفصله ، وبأن هذا القُرآن " لا يأتيه الباطل..." وقال عنه .
.............
{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
....................
{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
......................
2 - ولا دليل عندهم من كلام رسول الله ، والذي لم يلفظ حتى كلمة نسخ أو ناسخ ومنسوخ طيلة 23 عاماً فترة دعوته ، وهذه إراده من الله لدحض هذه الفريه والضلاله على هذا الدين العظيم ، وهو أولى الناس وصاحب الدعوه والقضيه والمُرسل بهذا الدين ، أن لو كان هُناك نسخ أو ناسخ ومنسوخ لكان هو أولى الناس بتوضيحه وشرحه وتحديد الآيات وعددها...إلخ ، ولذلك ولأن ليس لهذه الفريه أصل في كتاب الله الذي تلقاه وحياً من ربه ، لم يرد عنه أي حديث بهذا الخصوص ، أو لفظ كلمة " نسخ " ، وفترة 23 عام ليست بالفتره القليله ، فلا هي عام أو عامان أو ثلاثه حتى يفوت على رسول الله توضيح ذلك ، ويترك الأُمه تتخبط وتختلف كُل هذا الإختلاف ، على مثل هذا الأمر الهام إذا كان لهُ وجود ، ولو كان للأمر وجود وحاشى ذلك عن رسوله الكريم وعما تلقاه من ربه من هذا البيان والذكر العظيم
...................
إلا تلك المعرة والمسخرة والمهزلة والمدسوسة رواية المجاهيل " نُسخت البارحة "
…………….
وبناءً على هذا وعلى كثير من الأُمور والتي يستخدمها الأعداء الآن كشُبهات يلوحون بها ويُعيروننا بها ، كان علينا رد تلك الشُبهات بدل التبرير لها والدفاع عنها والإصرار على صحتها والإبقاء عليها ، لأنه لا حقيقة ولا صحة لها حتى نُبررها ، كما هو الحال عند غيرنا في التبرير ، فآن لعُلماء الأُمه ومن عندهم غيره على هذا الدين العظيم والمحجة البيضاء ، ليس من أجلنا ولكن من أجل الله ورسوله ومن أجل هذا الدين العظيم ، ومن أجل الأجيال القادمه ، ان يهبوا لتنقية هذه المحجه مما علق بها من غُبار الحاقدين والبُلهاء ومما تسرب إليها ، ويُعيدوها ناصعة البياض كما تركنا عليها وتركها لنا نبيُنا الأكرم ، والعوده إلى كُتب التُراث وكُتب عُلماءنا الإجلاء ، وأيُ فهم خاطئ آن لهُ ان ينتهي ونعود للفهم الصحيح ، ومن إسرائيلياتٍ ومدسوسات ومروياتٍ كاذبه وشوائب ، قد تكون مُررت أو مرت على بعض العُلماء لنقاوة سريرتهم وطهارة نياتهم ، ودهاء ومكيدة ومكر وحنكة وحقد وحسد وخبرة الطرف الآخر، أو تم دسها في الكُتب ووُثقت بشكلٍ جيد بعد رحيل أصحابها .
...........
فهذه محجةٌ بيضاء ناصعة البياض كالثوب الأبيض ، لو سقط عليه ليس ما هو أصغر من الذُبابه أو الفُسفساء الصغيره جداً ، لتم رؤيتها ولشوهت هذا الثوب الأبيض ، ولرآها الذاهبُ والغادي ، وكان لزاماً وأصبح لزاماً إزالتها ورميها في القُمامه .
…………….
وأن لا نقف موقف المُدافعين والمنافحين عن تلك التي علقت بهذه المحجه ، ونُصر على صحة ذلك أو عدم نزع تلك الشوائب ونتحجج بما نتحجج به ، فمن ثوبه ابيض نظيف وعلق به بعض الغُبار والتُراب ، فليس عيباً أو يُعاب إذا غسله ونقاه وأعاده إلى بياضه ، ولكن العيب كُل العيب في إصراره على بقاء تلك الأوساخ عليه والقبول بها ، وتركها للمُنتقدين وللناظرين والذاهبين والآتين يلوحون بنظرهم إليها ، ويُعيرونه بها .
…………..
وأن لا نقف كما وقف غيرُنا على الإصرار على صحة ما عنده ، وإيجاد التبرير الواهن لهُ ، مما يندى لهُ الجبين من سبٍ لله ولأنبياءه ومُرسليه ، ويُصر على أن هذا هو كلمة الله ووحيه ، وكلمته الحيه وصالح للتعليم ، وأن ذلك كتبه قديسوا الله وهُم مُساقووون بالروح القُدس ، مع أن حقيقته غالبيته أنه كتبه الكتبةُ الظلمه من اليهود وهُم مُساقوون بروح الشيطان ، ولا يمكن أن تكون أيديهم النجسه لم تمتد لهذا الدين ، الذي حقدوا عليه أشد الحقد ، ولا يكون لهم أثرٌ في هذه الكُتب .
………..
نسأل الله التوفيق وسداد الرأي لكُل أُمة المُصطفى مُحمد ، وأن يُرينا الحق حقاً ويرشدنا لاتباعه ، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه .
.........................
تم بحمدٍ وفضلٍ من الله