قـلـْعـَة ُ الـْكَرَك
إعداد و تصوير
عبدالكريم أحمد الخلايلـــــه
الموقع : ـ
تقع الكرك جنوب العاصمة عمــَّان وتبعد عنها حوالي 141 كم ، ؛ وقد أطلق على الكرك عدة تسميات ٍ منها : كيركا ، وكركا ، وكير حارســه ، وكير مؤاب .
القلعة : ـ
بنيت القلعة على قمة جبل ٍ يرتفع عن سطح البحر حوالي 960 مترا ً و تتكون القلعــة من بناء ٍ ضخم ٍمستـطيل الشكل ، يبلغ طوله من الجهة الشرقيــة 220 م ومن الجهة الغربية 240 م ، أما عرضه فيبلغ من الجهة الجنوبية 85 م ومن الجهة الشمالية 135 م. وللقلعة أربعة أسوار ٍ ، مازالت آثارها ماثلة ًللعيان ، رغم الزلازل والحروب وعوامل الطقس ، وفيها من الداخل عدة أقسام ٍ وعدد من الغرف ومسجد وكنيسة وعدد من القاعات الكبيرة والطوابق وتعلوها عدد من الأبراج .
تشير المصادر التاريخية والنقوش أن ميشع ملك المؤابيين هو الذي بنى القلعة لتكون معبدا ً للإله كموش إله المؤابيين عام 850 ق. م ؛ إذ تم العثـور على مســلة ٍ نقش عليها ميــشع مانصه " أنا الذي بنى المكان المقدس لكموش الإله في كركا وأنا حفرت القناة إلى كركا وشققت الطرق الرئيسة في وادي آرنون " ثم قام فولك أوف أنجو ملك مملكة بيت المقدس ببناء قلعةٍ حصينةٍ على أنقاض المعبد المؤابي بين عامي 1131 م و 1143 م واتخذها موقعا ً إستراتيجيا ً لفرض سيطرته على طرق التجارة والقوافل ، وبقيت القلعة في قبضة الصليبيين 46 عاما ً، إلى أن قام صلاح الدين الأيوبي بإرسال عدة حملات عسكرية للسيطرة على الكرك ، كان آخرها حملة حاصر بها الكرك وقلعتها مدة عام ٍكامل فقتـل حاكمها آنذاك رينالد دوشايتـون المعروف ِ بــــــــ " أرناط " ، وفرض سيطرته عليها عام 1187 م . وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي عام 1193 م أصبحت الكرك تابعة ً للملك شرف الدين عيسى الذي توفي
عام 1226 م فتولى الحكم من بعده الملك الناصر بن شرف الدين ، فضم الكرك إلى مملكته إلا أنه فر إلى القلعة ليحتمي بها من " صاحب دمشق ". وفي عام 1250 م إنطوت صفحة التاريخ الأيوبي ، حيث بدأت دولة المماليك على يد مؤسسها السلطان قطز عام 1259 م ، ثم إستولى الظاهر بيبرس على قلعة الكرك عام 1262 م واستخدم إحدى القاعات الكبيرة فيها ( وهي القاعة المعروفة بــ" القاعة الناصرية" نسبة إلى إسم الملك الناصر داوود ). ولقد شهدت قلعة الكرك عصرها الذهبي أيام الأيوبيين والمماليك ؛ حيث إتخذوا منها عاصمة ً لمملكتهم وقاموا بترميمها والإضافة عليها وبناء التحصينات والأبراج والأبواب ؛ فأخذت بهذه الأعمال شكلا ًُ معماريا ً جديدا إسلاميا ً.أما في العهد العثماني فقد تمت لهم السيطرة عليهاوأتخذوا منها حامية تركية ومركزا ً للجند .