موضوع: فندق مونتريال قلعة الشوبك جوهرة الصحراء الاردن السبت سبتمبر 22, 2012 11:17 am
قلعة الشوبك جوهرة تتلألأ في عمق الصحراء
تبدو قلعة الشوبك كجوهرة تتلألأ في عمق الصحراء، رغم عتمة الليل ووحشة المكان. لكن تلك الوحشة تتبدد بعد إحياء القلعة وما حولها وإعادة الاعتبار لأحد ابرز الأمكنة التاريخية والسياحية في المملكة، منذ حزيران (يونيو) الماضي بعدما جرت إضاءة القلعة يوميا من الساعة 8 وحتى الـ 4 فجرا باستخدام الطاقة المتجددة وتحديدا طاقة الرياح والشمس التي تتوفر في المنطقة، لتعيد هذه الإضاءة الحياة الى قلعة شامخة اوشكت ذاكرتنا السياحية على نسيانها.
وتقع القلعة على ارتفاع 1330 مترا فوق سطح البحر وهي قلعة أقامها "بلدوين الأول" الصليبي ملك القدس عام 1115 م، ودعاها باسم "مونتريال". وبنيت قلعة الشوبك من الحجر الأبيض على تل مرتفع ابيض مطل على الغور، ونتيجة لكثرة الحروب وتوالي الزلازل فقد هدم قسم كبير من القلعة حتى قام الصالح نجم الدين أيوب بترميمها فكتب تاريخ ذلك على جدرانها بهذه العبارة: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عمر في أيام مولانا السلطان الأعظم العادل الملك الصالح (نجم الدين أيوب)". وتقر وزارة التخطيط والتعاون الدولي، التي مولت مشروع إنارة القلعة بحسب وزيرها الدكتور جعفر حسان، بأنّ الهدف من المشروع هو تسويق الشوبك وقراها سياحياً، والتعريف بالحضارات القديمة التي استوطنت الشوبك من خلال تسليط الضوء على قلعة الشوبك التي أنشئ بجانبها فندق الشوبك.
المفارقة أن إضاءة قلعة الشوبك، بثت حياة جديدة في فندق سياحي مطل على القلعة، استعاد تسمية القلعة القديمة (مونتريال) والذي يعني الجبل الملكي، وذلك بعد 3 سنوات من الانتهاء من بنائه، بتمويل من وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
فندق مونتريال
ومن فندق مونتريال يمكن رؤية المشهد البانورامي للقلعة بوضوح، وهو فندق بتصاميمه وخدماته يحولك أيضا لتكون جزءا من هذا المكان والتاريخ. ويحتوي الفندق على 20 غرفة 10 منها مزدوج والباقي مفرد، ويصل سعر الغرفة المفرد الى 15 دينارا في حين أن سعر الغرفة المزدوجة يصل الى 20 دينارا فقط. ويوفر الفندق، الذي صمم على طراز يتناسب وتاريخ المكان، خدمات المبيت لزوّار المنطقة، وخدمات سياحية أخرى تجعله نقطة استراحة مميزة لأي زائر للمنطقة. ويضيف الفندق، الذي تجري فيه استعراضات تاريخية تعكس طابع الحقبة الأيوبية "جيش صلاح الدين الأيوبي"، إضافة اقتصادية للمنطقة؛ حيث أنّ معظم ما يقدمه من مأكولات ومشروبات هي من صناعة سيدات المنطقة كما أنه يشغل أبناء المنطقة بمن فيهم من يقدمون الاستعراض العسكري.
وتقرر أن تكون أسعار الفندق منخفضة لتساهم في جذب السياح اليه. وأي أكلة شعبية تقدم في المطعم هي من صناعة أبناء الشوبك سواء المنسف أو الخبز الشراك أو الألبان والأجبان وغيرها. ونفذ الفندق عام 2008 بدعم من قبل الوزارة بلغ 750 ألف دينار وبقي بدون تشغيل حوالي 3 أعوام إلا أنّ الوزارة قامت نهاية العام الماضي بتوقيع اتفاقية بقيمة 217 ألف دينار مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية تم بموجبها تكليف الصندوق بإعادة تأهيل الفندق والقلعة من قبل الشركة الأردنية لإحياء التراث، والتعاون مع جمعية اتحاد قرى الشوبك السياحية التعاونية وقد نفذ المشروع شركة "نايت لايت".
وتضع الشركة الأردنية لإحياء التراث خطة لتسويق الفندق والقلعة سواء من خلال مكاتب السياحة والسفر أو من خلال فيلم يبث على التلفزيون الأردني أخرجه وأنتجه خالد عبد الجبار. ووفق المخرج عبد الجبار، الذي استخدم قرية تاريخية مهجورة تقع بجانب القلعة في التصوير، فإنّ الفيلم يروي قصة الأيوبيين الذين كانوا يحتمون بالقلعة من أي هجوم، وهو ما يعبر عن فترة تاريخية مرّت على المكان، كما يركز على حياة المواطنين إبان تلك الحقبة. ويقول عبد الجابر الذي استخدم مصطلح "جوهرة الصحراء" للتعبير عن القلعة إنّ كل من مثل في هذا الفيلم وكل ما استخدم فيه من دعم لوجستي كان من نفس المكان ما أعطى هذا الفيلم اضافة نوعية.