قال الباحثون إن هذا الاكتشاف يعني أن عصير الشمندر يمكن أن يحسن حياة المسنين من خلال السماح لهم بالقيام بمهام قد لا يحاولون أداءها من دونه .
وأوضحوا أن عصير الشمندر يوسع شرايين الدم ويقلص كمية الأوكسجين التي تحتاجها العضلات للقيام بنشاط ما .
وقالت كايتي لانسي، المشاركة في الدراسة، “ما وجدناه في هذه الدراسة هو أن عصير الشمندر يمكن أن يقلص كمية الأوكسجين الضرورية للقيام بتمارين رياضية غير قاسية” .
ويقول الباحثون إن عصير الشمندر قد ينقذ حياة المرء لأنه يحوي مادة النترات الكيميائية التي تخفض ضغط الدم وتساهم بالتالي في خفض اخطار الإصابة بأمراض القلب والجلطات .
ففي دراسة مماثلة لاحظ باحثون من معهد وليام هارفي للأبحاث في جامعة الملكة ماري في لندن أن ضغط المرضى الذين شربوا كأساً من هذا العصير يومياً انخفض بعد 24 ساعة فقط على شربه .
وقارن الباحثون حال مرضى شربوا كوباً من عصير الشمندر يومياً بحال آخرين تناولوا حبة نيترات وتبين أن الاثنين كانا مفيدين في خفض ضغط الدم، واستنتجوا أن النيترات الموجود في شكل طبيعي في الشمندر هو سبب الفوائد الصحية .
وأوضح الباحثون أن النترات يولد في الدم غازاً يعرف باسم أكسيد النتريك يقوم بتوسيع الأوعية الدموية والشرايين ويخفض ضغط الدم .
وبيّن البحث أن الكمية المطلوبة بسيطة وتعادل 250 ميلليليتراً .
وفي دراسة ثالثة وجد باحثون في جامعة أكستر البريطانية أن نيترات الصوديوم في الشمندر تؤدي إلى نقص عملية امتصاص الاوكسيجين، الأمر الذي يخفف التعب الذي تسببه التمارين .
واعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن هذه النتائج قد تكون مفيدة للمرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية والتنفسية وأمراض التمثيل الغذائي .
وركز الباحثون في دراستهم على ثمانية رجال تراوح أعمارهم بين 19 و38 سنة تناولوا 500 ميلليلتر من عصير الشمندر العضوي يومياً لستة أيام متتالية ثم أخضعوا لاختبارات عدة من بينها ركوب الدراجات .
وفي مناسبة أخرى، قدم الباحثون إلى هؤلاء مشروبات أخرى ليست ذات قيمة صحية لستة أيام قبل الخضوع للتمارين ذاتها، وتبين أنه لدى تناول هؤلاء عصير الشمندر تمكنوا من ركوب الدراجة فترة أطول بنحو 11 .25 دقيقة و92 ثانية، كما تبين أن ضغط دمهم انخفض أيضاً .
ولا يعرف العلماء حتى الآن الآلية التي تجعل نيترات الصوديوم في عصير الشمندر تزيد القدرة على التحمّل، لكنهم يعتقدون أنها عند تحولها إلى اوكسيد النيتريك في الجسم تخفض كمية الاوكسيجين الذي يحترق خلال التمارين .
وقال البروفسور أندي جونز، وهو مستشار بارز في مركز بولا رادكليف الرياضي: “لقد ذهلنا من تأثير عصير الشمندر”، مضيفاً: “أعتقد أن الرياضيين المحترفين والهواة سوف يهتمون بنتائج هذا البحث” .
إلى ذلك أظهرت دراسة أمريكية جديدة أن عصير الشمندر الأحمر قد يكون أحد الخيارات الأفضل للذين يشيخون، كونه يعزز تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي قد يساعد في منع الإصابة بالخرف .
وذكر موقع (ذا مد غورو) العلمي الأمريكي أن الباحثين في جامعة (وايك فورست) وجدوا أن جذور الشمندر الأحمر غنية بمركب النترات الكيميائي، وهي تتحول لدى تناولها بفضل الباكتيريا المفيدة الموجودة في الفم إلى مركب النترايت .
وقال الأطباء إن مركب النترايت يمكنه أن يفتح الأوعية الدموية في الجسم وبالتالي يزيد تدفق الدم والأوكسيجين وبشكل خاص إلى أجزاء الدماغ التي ينقصها الأوكسيجين . وقام العلماء في محاولة لتقييم الربط بين جذور الشمندر الاحمر الغنية بالنترات وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، بتحليل أثر الغذاء الغني بهذه المركبات لدى 14 شخصاً زاد عمرهم عن ال 70 عاماً .
وبعد إجراء فحوص الدم لمعرفة كمية النيترايت في اجساد من شملتهم الدراسة وتصوير أدمغتهم تبين أن الذين تناولوا أغذية غنية بالنترات ظهرت لديهم زيادة ملحوظة بتدفق الدم في المنطقة البيضاء من الدماغ التي تتأثر لدى التقدم في السن ما يؤدي إلى الخرف واضطرابات ادراكية أخرى .
وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة دانييل شابريو هناك عدة دراسات تظهر بأن تناول عصير الشمندر الأحمر يخفف من ضغط الدم، لكننا أردنا أن نبيّن أنه أيضاً يزيد من تدفق الدم للدماغ .