عمان – أحمد الطراونة - قال رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا الدولي السادس عشر، ا.د. صالح أبو أصبع، أن الثقافات الشعبية تشكل رصيدا غنيا من المفاهيم والأنشطة والأعراف والتقاليد والممارسات التي راكمتها الثقافات الإنسانية على اختلاف مرجعياتها، وهي تشكل حاجزا منيعا في وجه التغريب والانسلاخ والعولمة.
وأضاف أبو أصبع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مكتب ارتباط الجامعة وتحدث فيه ا.د.محمد عبيدالله، ود.موسى برهومة. أن هنالك طلبات كثيرة للمشاركة في المؤتمر تجاوزت 300 طلب وتم اختيار المشاركين على أسس فنية ونوعية استندت إلى أهمية البحث وعلاقته المباشرة بالعنوان المطروح خاصة وانه سيتم نشرها على شكل بحوث محكمة في كتاب المؤتمر الذي سيصدر لاحقا عنه.
وأكد أبو أصبع أن هنالك ثيمة أساسية لمحاور المؤتمر الذي سينطلق في العاشرة من صباح غد الاثنين، تحاول أن تربط بين المؤتمرات بشكل منطقي، مشيرا إلى أن العناوين للمؤتمرات السابقة كلها تشترك في هذه الثيمة نفسها حيث تعيد قراءة علاقتنا بالآخر، ولعل الثقافة الشعبية وما يطرأ عليها من تأثير وما تقوم به من تأثير على واقعنا أصبحت مثار اهتمام ولابد من البحث بها وتقديم قراءة فاحصة لهذه الثقافة ودورها في تاطير علاقتنا بالغرب وكيف يمكن أن تستخدم أداة للمانعة أو الاختراق في ظل العولمة وغيرها.
وأشار أبو أصبع إلى أن هنالك يوم للفنون الشعبية يتضمن عدد من المعارض التراثية والفرق الفنية، إضافة إلى أن اغلب الأنشطة المسائية سيتم إقامتها في مقر مكتب الارتباط في عمان- مجمع ابو الحاج، وهذا يرتبط برؤيتنا لربط الثقافة بالمجتمع وإتاحة النظر في القضايا الفكرية المطروحة.
وتمنى أبو أصبع أن تقدم هذه البحوث المنتقاة رؤية جديدة للتعامل مع الثقافة الشعبية والاستناد اليها كأداة مهمة في تحصين المجتمع وحمايته مما يتعرض له تشويه وان تلعب دورا مهما في الحفاظ على الهوية.
د. محمد عبيدالله أكد على أهمية دور الإعلام في تقديم المؤتمر إلى الجماهير والإسهام بإنجاحه، خاصة وان الإعلام لعب دورا مهما في إنجاح هذا المؤتمر في دوراته السابقة، مضيفا أن ما يطرح في هذا المؤتمر هي مواضيع فكرية ذات طابع يتصل بالثقافة والهوية العربية من خلال علاقتها بالآخر ومن خلال بنيتها وتكوينها وإسهام الثقافة الشعبية في ذلك خاصة وان الثقافة النخبوية و الثقافة العالمة قد همشت دور الثقافة الشعبية وأسهمت في ذلك أيضا الجامعات ومراكز البحث المختلفة، مما غيّب هذه الثقافة عن البحث والتقصي لذلك جاء هذا المؤتمر لإلقاء الضوء على دور هذه الثقافة في حياتنا ودورها في الدفاع عن الهوية والإقصاء والتهميش وهي ثقافة الشعب وليست ثقافة النخبة وتعلمت هذه الثقافة كيف تدافع عن نفسها خاصة في وقت الانفتاح الذي يتيح لها أن تعلن عن نفسها ووجودها بسبب وسائل الإعلام المختلفة وهذا يسوغ الاهتمام بها وتوجيهها.
د. موسى برهومة الذي أدار المؤتمر أشار إلى أهمية الانفتاح على الإعلام ودور الإعلام في إنجاح المؤتمر وخاصة الإعلام الثقافي والذي يقوم بدوره المساند لتقديم المؤتمر بصورة ايجابية والإسهام في توضيح أهمية الثقافة الشعبية ودورها في الاسهمام بتوجيه الأمة في الظرف الراهن.
ويناقش المؤتمر الذي جاء تحت عنوان (الثقافات الشعبية، الواقع والرؤى والاتجاهات) عدد من المحاور منها مدخل مفاهيمي، إضافة إلى محاور رئيسية منها: مناهج تحليل الثقافات الشعبية ومقارباتها، مصادر الثقافات الشعبية وأصولها وروافدها، أثر الثقافات الشعبية في المعتقدات والعادات والتقاليد، تجليات الثقافات الشعبية في الأدب،
الحكايات الشعبية في الثقافات الشعوب، الأغاني والأشعار الشعبية، الثقافة الشعبية والفنون ( التصميم والعمارة)
إضافة إلى ذلك سيكون هنالك يوم كامل للتراث الشعبي .
ويشارك في المؤتمر عدد من الجامعات الأردنية منها: جامعة آل البيت والهاشمية والحسين وفيلادلفيا إضافة إلى وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم. وهنالك عدد من الجامعات العربية من مصر والإمارات العربية وسوريا والعراق ولبنان والجزائر والمغرب وتونس وسلطنة عمان والسعودية وفلسطين والسودان وليبيا ولندن والمانيا، إضافة إلى عدد من المؤسسات والهيئات الفكرية والثقافية]