امبراطورية دجاج كنتاكى

هل سمعت يوماً عن قصة نجاح تبدأ فى سن الخامسة والستين؟ هل سمعت يوماً عن انشاء امبراطورية ب 105 دولارات فقط؟

انها قصة نجاح الكولونيل هارلاند ساندرز مؤسس مطاعم “ كنتاكى فرايد تشيكن “ والتى بدأت عندما كان يبلغ من العمر65 عاما وهو السن الذى يترك فيه كبار السن العمل بحثا عن الراحه والاستمتاع بماتبقى من رصيدهم فى الحياة.حينما شرع الخواجة كنتاكى فى بناء امبراطوريته المنتشرة فى أكثر من 92 دولة حول العالم لم يكن فى جيبه الا 105 دولارات فقط حصل عليها من الضمان الاجتماعى .

ولد الكولونيل هارلاند ساندرز عام 1890، وتوفى والده وهو فى سن السادسة فاضطرت والدته الا العمل، وترك ساندرز المدرسة وتفرغ للاعتناء بأخواته الصغار، واضطر الى تعلم الطهى حتى أصبح طباخاً ماهراً وهو فى سن السابعة. فى العاشرة من عمره عمل فى مزرعه مقابل دولارين، وتزوجت أمه وهو فى الثانية عشر من عمره فاضطر الى ترك المنزل والعمل فى مزرعة فى ولاية انديانا.

درس القانون من خلال المراسلة وانتقل من عمل الى اخر مابين العمل فى التأمين وبيع الإطارات وكسائق مركب فى نهر أوهايو ومسئول عن محطة لخدمة السيارات. وكان يعمل جاهداً على تطوير نفسه فحصل على دكتوراه فى القانون بالمراسلة من جامعة ساذرن وهذه الشهادة ساعدته على العمل بالمحاماه ولكنه لم يجنى منها المال الذى يساعده على أن يحيا حياة كريمة.

كان ساندرز يعمل أيضاً على تطوير نفسه فى مجال الطهى وفن المطبخ على الرغم من انه لم يفكر يوماً فى تحويل هذه الهواية الى مهنة يكسب منها المال الوفير. فلقد راودته هذه الفكرة عندما افتتح محطة لخدمة السيارات فى مدينة كوربن فى ولاية كنتاكى حيث جاءه أحد الباعة الجائلين ليشكو له من عدم توافر مطعم مناسب فى المدينه .أخذ ساندرز يفكر فى تعليق البائع المتجول ثم قرر تحويل مخزن خلف محطة الخدمة إلى مطعم صغير يبيع فيه الدجاج المقلى والخضار الطازج وبعض البسكويت. وحينما اكتسب هذا المطعم الشهرة قرر ساندرز غلق محطة الوقود وتحويلها الى مطعم “ كافى ساندرز“. وفى أواخر عام 1930 أصبحت سعة المطعم 142 شخصاً وانخرط ساندرز فى دراسة “ فن إدارة المطاعم والفندق“ فى جامعة كورنيل.

فى عام 1940منحه حاكم ولاية كنتاكى لقب كولونيل نظراً لانجازاته فى الولاية وأصبح يقال عنه كولونيل هارلاند ساندرز وكان لون شعره أبيض وكان يلبس كالكولونيل .

فى عام 1935 عرض عليه بيع المطعم نظير 164000 دولار ولكنه رفض، ولسوء حظه تغيرت خرائط تعبيد الطرقات ولم يعد مكان المطعم جيدا فاضطر الى بيع المطعم فى المزاد العلنى بمبلغ 75000 دولار والذى لم يكن كافياً لسداد ديونه. بعد هذه الخسارة قرر الكولونيل أن يتقاعد وأن يصرف من مدخرات الضمان الجتماعى وقد كان أول شيك يبلغ 105 دولارات فقط ولكنه لم يستسلم. فلقد قرر أن يبيع طريقة تحضير الدجاج الى مطعم فى ولاية أوتا وكان يقبض 4 سنتات عن كل دجاجة تباع. وقد شجعه ذلك على النزول الى السوق للترويج للفكرة بالرغم من كبر سنه وذلك من أجل التعاقد مع مطاعم أخرى.

عندما كان الكولونيل فى السبعين من عمره وصلت مطاعم كنتاكى فرايد تشيكن فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا الى 200 مطعم وتوقف الكولونيل عن السفر للترويج للفكرة حيث كان يقوم بعمل كل شئ بمساعدة زوجته وكانت زوجته تخلط مزيجا من 11 نوعا من الأعشاب والتوابل وتغلفها وتبيعها بالبريد. وهذه الخلطة لاتزال سرية حتى الان والأشخاص الذين يعرفونها لا يتعدى عددهم أصابع اليد وكلاً منهم وقع على اتفاقية للحفاظ على سرية الخلطة.

فى عام 1963 وصل عدد المطاعم الى 600 مطعم وهو الامر الذى لم يتحمله الكولونيل لذلك قرر بيع امتياز مطاعم كنتاكى الى جون براون جونيور وجاك ماسى مقابل مليون دولار وراتب شهرى قدره 40 الف دولار تم زيادته بعد ذلك الى 75000 دولار ومقعد له فى مجلس إدارة الشركة .

فى عام 1980 توفى الكولونيل ساندرز ، وفى عام 1986 اشترت شركة بيبسى كولا سلسلة مطاعم كنتاكى مقابل 840 مليون دولار ، وفى عام 1985 بلغ عدد المطاعم 9000 مطعم حول العالم.