د. طريف عاشور
الشهيدة رجاء حسن أبو عماشة
انها رجاء حسن أبو عماشة من مواليد يافا عام 1939 ، أول طالبة فلسطينية استشهدت وهي تنزل العلم البريطاني عن القنصلية البريطانية في القدس في مثل هذا اليوم 19/12/1955 أثناء اقتحام المتظاهرين لمبني السفارة احتجاجا على نشوء حلف بغداد الذي حاولت القوى الاستعمارية إقامتة بالمنطقة العربية ، حيث اعتبرت رجاء أول من رفع العلم الفلسطيني على اسوار القدس قبيل استشهادها .
في ذلك اليوم شهدت فلسطين وخاصة عاصمتها القدس مظاهرات عارمة رفضا لمحاولات الدخول في حلف بغداد العسكري ، حيث شارك في فعاليات الاحتجاج مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم الحركة الطلابية التي نظمت فعالياتها بشكل ملفت للنظر كونها ادركت ان العمل الطلابي هو الرافعة السياسية الأولى والحاضنة المناسبة لمثل هذه الاحتجاجات الوطنية .
الشهيدة رجاء ولدت في قرية "سلمه" بالقرب من يافا، وعاشت منذ 1948 كلاجئة في مخيم عقبة جبر في أريحا وكانت إحدى طالبات الصف الثالث الإعدادي في المدرسة القادسية في القدس ، كبرت رجاء لتجد نفسها وشعبها تحت وطأة استعمار لا يرحم في ظل هذه الظروف الصعبة هجرت قريتها مع أهلها إلى مدينة أريحا.
افتتحت رجاء سجل شرف شهداء الحركة الطلابية الفلسطينية ، ليلهب سقوطها شوارع الوطن من أقصاه إلى أقصاه ، وليواصل زملاؤها وزميلاتها، أبناء الحركة الطلابية ، أداء واجبهم الوطني والمشاركة بفعالية من اجل إلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية وإطلاق الحريات العامة .
واصلت الجماهير الطلابية انذاك التصدي والتظاهر فحمل اليوم التالي لاستشهاد رجاء ، بشائر عرس ثلاثة من الشهداء الأبطال ، الذين رووا بدمائهم تراب بيت لحم ، دفاعا عن حرية الوطن واستقلاله ، فاستشهد عبدالله تايه ، وعبد الكريم عقل ، وإسماعيل الخطيب، وجرح واعتقل المئات من الطلبة.
وحققت هذه التحركات المطالب الوطنية والتي تمثلت بإلغاء المعاهدة المذلة مع بريطانيا وإسقاط حلف بغداد العسكري وفرض إجراء انتخابات نيابية عبر فيها الشعب عن خياره ، حيث فازت القوى الوطنية بأغلبية مقاعد البرلمان ، وتشكلت أول حكومة وطنية في الضفتين برئاسة سليمان النابلسي، وتحقق في عهدها العديد من الانجازات التي جاءت مستجيبة للمطالب الشعبية ومعبرة عنها .
فيحق لفلسطين ولحركتها الطلابية الفخر ، كل الفخر ، انها كانت طليعة من حمل راية النضال والمقاومة من اجل التحرير ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، منهم من هو حي تحت التراب ، واخرين خلف قضبان الحرية المنشوده ، فسجلنا حافل بالانتصارات والانجازات التي تعمدت بالدماء الزكية ، دماء بناتنا قبل ابناءنا .
تحية في هذا المقام الى الاخ الحر مروان البرغوثي ، ابن الحركة الطلابية واحد مجدديها ، الى خليل عاشور وحسام خضر وامين مقبول وغسان المصري وناصر عويس وياسر البدوي وقبلهم وبعدهم الحي عبد الله داوود ، والمئات بل الالاف معهم من كل محافظات الوطن ما بدلوا تبديلا .
اما هناك على سفح أريحا يقوم قبر في العراء .. انه قبر شهديتنا ذات الخمس عشر ربيعا رجاء ، حيث كتب شاعرنا الفلسطيني عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) قصيدة خالدة في رثاء الشهيدة قال فيها :
منسية مثل بلادي رجاء ... مرت كما مر شعاع الضياء
أغفت على سفح أريحا ... ولا من ادمع إلا دموع السماء
ولفها الليل برفق ولا ......من مؤنس إلا النجوم الوضاء
لما جفاها كل قلب حنا .......قلب فلسطين كما الحب شاء
*****
كلما سارت وأترابها شوقا .......على تلك الرمال الظماء
مال على أمواجه هامسا ....قد درجت فوق الرمال الظباء
فالتفت البحر ولم يلقها ذات مساء .....!! أين غابت رجاء
فأجهش الموج وهاجت به ..عواصف الشوق ولا من لقاء
يافا تنادي أين تلك التي .........كانت تغني لي أشجى غناء
*****
هناك في تربة ارضي على .....سفح أريحا قبرها في العراء
تولول الريح ولا من شج ..........خلف الدجا إلى بقايا خباء
إلا الخيام السود من حوله مجرحات ..........ونفوس الإماء
والجبل الباكي في صمته ........ فصاحة الدمع ونطق البكاء
*****
يا قطرات طهرت موطنا .......... يا مشعلا دم شعبي أضاء
يا عبقا يا نفح ريحانة ......... لما تزل في أرضنا والفضاء
نحن على عهدك لما نزل ...... نرفع في ساح الجهاد اللواء
*****
ماذا هنا ؟؟ أشلاء قومية ........ وأحسرتاه كيف يموت الباء
ونحن ..من نحن ؟ الم تعرفوا ؟ نحن الضحايا نحن أهل الفداء
على الأرض العربية ارتمت ..........عروبة مطعونة الكبرياء
من عالم الغيب يدوي النداء ..... أنا الفلسطيني سيف القضاء
========================================================
رجاء .. كلمات الشاعر عبد الكريم الكرمى ( أبو سلمى)
هناك على سفح أريحا من بقايا فلسطين يقوم قبر في العراء .. بجانب خيمة باكية .. انه قبر الشهيدة ذات
الخمس عشر ربيعا ..
رجاء حسن أبو عماشة
منسية مثل بلادي رجاء ... مرت كما مر شعاع الضياء
أغفت على سفح أريحا ... ولا من ادمع إلا دموع السماء
ولفها الليل برفق ولا من مؤنس إلا النجوم الوضاء
لما جفاها كل قلب حنا ...قلب فلسطين كما الحب شاء
*****
كلما سارت وأترابها شوقا ... على تلك الرمال الظماء
مال على أمواجه هامسا ...قد درجت فوق الرمال الظباء
فالتفت البحر ولم يلقها ذات مساء ..!! أين غابت رجاء
فأجهش الموج وهاجت به عواصف الشوق ولا من لقاء
يافا تنادي أين تلك التي كانت تغني لي أشجى غناء
*****
هناك في تربة ارضي على سفح أريحا قبرها في العراء
تولول الريح ولا من شج خلف الدجا إلى بقايا خباء
إلا الخيام السود من حوله مجرحات ...ونفوس الإماء
والجبل الباكي في صمته ... فصاحة الدمع ونطق البكاء
*****
يا قطرات طهرت موطنا ... يا مشعلا دم شعبي أضاء
يا عبقا يا نفح ريحانة ... لما تزل في أرضنا والفضاء
نحن على عهدك لما نزل ... نرفع في ساح الجهاد اللواء
*****
ماذا هنا ؟؟ أشلاء قومية ... وأحسرتاه كيف يموت الباء
ونحن ..من نحن ؟ الم تعرفوا ؟ نحن الضحايا نحن أهل الفداء
على الأرض العربية ارتمت عروبة مطعونة الكبرياء
من عالم الغيب يدوي النداء ... أنا الفلسطيني سيف القضاء