زهرة "مانوكا"
لندن - أكدت دراسة نشرت خلال شهر كانون الثاني (يناير) 2012 في دورية "ميكروبيولوجي" أجراها فريق من الباحثين في جامعة "كارديف ميتروبوليتان" البريطانية أن الاستخدام الموضعي لعسل زهرة "مانوكا" له قدرة كبيرة على التئام الجروح المزمنة المتقيحة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا وقدرته على استئصال أكثر من 80 نوعا من البكتيريا من بينها البكتيريا العقدية المقيحة وبكتيريا "بسودوموناس" وبكتيريا "ام اراس ايه" المقاومة للمضادات الحيوية. ونقا موقع "ياهو" عن الباحثين أن نتائج الدراسة تعد إضافة جديدة لدراسات سابقة أكدت فوائد استخدام العسل في معالجة العدوى البكتيرية مقابل الارتفاع المتزايد لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المتاحة حاليا.
مكافحة بكتيريا الجلد:
البكتيريا العقدية المقيحة هي أحد أنواع البكتيريا الموجودة بكثرة على سطح الجلد التي تتسبب في حدوث الالتهابات التقيحية وعدم التئام الجروح المزمنة اذ تتجمع أعداد هائلة من البكتيريا في مستعمرات تلتصق بأسطح الخلايا والأنسجة المصابة مكونة أغشية بيولوجية تكون بمثابة حاجز واق يحمي البكتيريا من وسائل الدفاع المناعية بالجسم ويمنع نفاذ المضادات الحيوية إلى داخل الأنسجة المصابة ما يؤدي إلى استمرار عمليات الالتهاب والتقيح وعدم الالتئام. وأكدت نتائج الدراسة أن استخدام عسل "مانوكا" موضعيا يمنع تجمعات البكتيريا العقدية المقيحة كما يمنع التصاق البكتيريا بأحد البروتينات الموجودة على سطح الخلايا المصابة والمعروف باسم "فيبرونيكتين" ما يساعد على سهولة وصول المضادات الحيوية والمواد الكيميائية الطبيعية التي يحتوي عليها العسل إلى داخل الأنسجة وسرعة التئام الجروح والقروح المتقيحة المزمنة.
عسل طبي:
وعسل "مانوكا" هو نتاج الرحيق الذي يحصل عليه نحل العسل من زهرة "مانوكا" المنتشرة في نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا، ومعروف عنه أنه يحتوي على نسبة عالية من المضادات الحيوية النشطة. وحديثا أدرجت في العديد من بلدان العالم منتجات صحية تحتوي على عسل "مانوكا" في منتجات العناية بالجلد والبشرة والتئام الجروح والقروح. والجدير بالذكر أن عسل النحل معروف منذ عدة قرون بخصائصه المضادة للبكتيريا. وقد احتوت كتب التراث والطب القديم على العديد من الوصفات التي يستخدم فيها العسل لمعالجة الجروح والقروح والحروق، فلجأ المصريون القدماء إلى استخدام العسل منذ أكثر من 3500 سنة لمعالجة الجروح وتقرحات الفم والبثور الجلدية عن طريق مس المكان المصاب بالعسل الصافي. كما وصف ابن سينا لبخة مكونة من العسل والدقيق ودهن السمك لمعالجة الجروح ووصف أبوقراط عسل النحل لمعالجة الجروح، واستعمله داود الأنطاكي وابن البيطار وغيرهم. وحديثا أكدت العديد من الدراسات فوائد استخدام العسل في معالجة الجروح السطحية والعميقة والحروق بدرجاتها المختلفة وقرح الفراش والقرحة الوريدية بالساق والقرح المزمنة المتقيحة والقرح المزمنة لمرضى السكري والجروح الناتجة عن الجراحات.
طريقة استخدام العسل":
لاستخدام العسل في تضميد الجروح والقروح يجب استعمال الأنواع المعدة للأغراض الطبية فقط على هيئة منتجات سائلة أو ضمادات تحتوي على العسل بعد معالجته كي يصبح صالحا لتضميد الجروح والقروح. كما يجب استعمال الأنواع التي تمت معالجتها عن طريق أشعة "غاما" للقضاء على حويصلات بكتيريا "كوليستريديا" التي يحتوي عليها العسل الخام، مع الاحتفاظ بكافة خصائص العسل المطهرة وكمضاد حيوي. ويجب استعمال الأنواع بعد إجراء عمليات فلترة للتخلص من الشوائب وبقايا الشمع وحبوب اللقاح التي يحتوي عليها بعض أنواع العسل الخام والتي تتسبب في حدوث الحساسية الموضعية في بعض الحالات. ويجب استخدام كميات قليلة من العسل في حالات الجروح الجافة ذات الإفرازات القليلة، مع مراعاة تغيير الضمادة مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا، كما يجب استخدام كميات كبيرة من العسل في حالات الجروح الرطبة ذات الإفرازات الغزيرة، مع مراعاة استعمال ضمادات ماصة مسامية مانعة للالتصاق. ويتم حقن العسل باستخدام حقنة أو (فتيل) توضع في عمق الجيوب المتقيحة والجروح العميقة، مع مراعاة تغطيتها بضمادة واقية خارجية تمنع تسرب العسل إلى الخارج.