ال صقر - ال أبوإصبع - ال السالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلة ال صقر - ال أبوإصبع - ال السالم (سلمة - يافا )
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أين تكمن عبقرية الإنسان ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 أين تكمن عبقرية الإنسان ؟  Empty
مُساهمةموضوع: أين تكمن عبقرية الإنسان ؟     أين تكمن عبقرية الإنسان ؟  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 09, 2012 3:41 am


ظهرت العديد من النظريات والدراسات التي تتناول العوامل المؤثرة في الإنسان والتي تجعل البعض أذكياء وربما عباقرة ومبدعين، والمعظم عاديين والبعض الآخر متأخراً أو متخلفاً عقلياً، وفي حين رجحت بعض النظريات كفة الجينات والعامل الوراثي بحدوث هذه الهبة الإلهية – الذكاء- رجحت نظريات أخرى كفة التنشئة ودور البيئة في إمكانية اكتسابها من خلال التدريب والتعلم واكتساب خبرات جديدة، في حين رأى فريق ثالث تساوي الكفتين.

حول هذا الموضوع قدم د.عبدالهادي مصباح كتابه الجديد "طريقك إلى النبوغ والعبقرية" الصادر ضمن السلسلة العلمية عن الدار المصرية اللبنانية، والذي يستعرض من خلاله الأسباب التي يمكن أن تقود كل منا نحو مزيد من الذكاء والإبداع في الحياة ، ، ويتناول المفاهيم المختلفة التي قدمها العلماء لـ "الذكاء" والعوامل المشتركة التي تجمع بين العباقرة والمبدعين، كما يقدم عدد من النقاط الهامة التي يمكن من خلالها اكتشاف العباقرة والموهوبين منذ الصغر.

يؤكد مؤلف الكتاب أن ذكاء الفرد يختل حينما يوجد قصور في جيناته الوراثية المسئولة عن الذكاء أو في بيئته وتنشئته ، فمثلا أحيانا نرى طفلا مصابا بمرض يتعلق بتأخر النمو العقلي ولكنه قد يحقق العبقرية في ظل بيئة تعينه على ذلك ، وقد نجد طفلا لديه ذكاء فطريا موروثا ولكنه في بيئة منعزلة عن مصادر العلم والخبرة وتنمية المهارات ، فلا يعمل عقله بالتالي ويتحول لطفل متخلف .

يشير د. مصباح إلى كتاب العالم هوارد جاردنر "عقول متميزة" والذي أكد فيه أنه غالباً ما يكون لذوي العقول الجبارة والمتميزة نصيب من الوراثة في عقولهم هذه، إلا أن البيئة تلعب دوراً أكبر في إظهار العبقرية ، ومما يؤكد ذلك اينشتاين فبعد أن كان العالم يؤمن باكتشافات نيوتن جاء اينشتاين في وقت ومكان ولحظة معينة ليعلن عن اكتشافات فيزيائية جديدة تهز العالم.

وقد وقف جاردنر على ثلاث صفات يمكن الاستناد عليها عند تناول ذوي العقول فوق المتميزة وهي: "القدرة على تكوين أطر جديدة من خلال التجربة والخطأ" وأن نستخلص من الخطأ نموذج سليم نستطيع أن نسير عليه في المستقبل، ثانياً وجود ما يسمى بـ "القدوة أو النموذج الأصلي" وهو ما يقودنا إلى الاهتمام بالإجابة عما يمكن أن أتعلمه من هذا النموذج وكيف يمكن تطويره ومتى تظهر الفرصة للتعلم منه، وتتمثل النقطة الثالثة فيما أطلق عليه جاردنر "التناقض الهائل" أي وجود تناقضات كبيرة ومستفزة في المواقف أو الأفعال التي تحدث وتستفز عقول هؤلاء العباقرة لفك طلاسمها وتناقضتها.

عقول مبتكرة

سعى العديد من الباحثين من أجل الوقوف لمحاولة للإجابة على تساؤلات هامة منها "كيف يبدع العباقرة وتنتج عقولهم الأفكار المبتكرة؟، وهل توجد صفات مشتركة في مخ العباقرة حتى مع اختلاف مجال إبداعهم وتألقهم؟، وما هو القاسم المشترك بين تفكير كل من اينشتاين وأديسون ودافنشي وبيكاسو وداروين وغيرهم وهل يمكن أن نستعين بهذه الإستراتيجيات والأساليب لنكون أكثر عبقرية وإبداعاً منهم؟

وبعد العديد من الدراسات والأبحاث خلص علماء النفس إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أن الإبداع شيء مختلف عن الذكاء فالفرد ممكن أن يكون مبدعاُ بدرجة تفوق كثيراً مستوى ذكائه أو العكس، أي أن المرء يمكن أن يكون لديه معامل ذكاء عقلي كبير إلا أنه لا تبدو عليه أي من علامات العبقرية أو الإبداع.

وهنا نذكر أنه عندما سئل "آينشتاين" ذات مرة عن الفرق بينه وبين الإنسان العادي قال" الإنسان العادي إذا طلبت منه أن يبحث عن إبرة في كومة قش، فإنه بمجرد أن يعثر على الإبرة، سوف يتوقف عن البحث فوراً، أما أنا فسوف أستمر في التنقيب في كومة القش بحثاً عن احتمال وجود إبر أخرى"

ومن خلال ما سبق يتضح أحد الفروق الهامة بين الفكر العادي والفكر المبدع العبقري فالمبدع لا يفكر بشكل روتيني أو تكراري من خلال استعادته لخبرات سابقة في مشكلات مماثلة ولا يميل للأخذ بالمسلمات، ويبتكر الحلول غير المتوقعة أو التقليدية للمشكلات، ويبحث عن أكثر من بديل للحل ويتعامل معها على قدم المساواة، كما أن المبدع يميل دائما إلى الفكر المنتج.

وينبه د.عبدالهادي مصباح في هذه النقطة على ضرورة تبني هذا الفكر المنتج في مؤسساتنا التعليمية بدلاً من التفكير التقليدي التكراري والتلقيني الذي لا يولد سوى الجمود والتخلف.


حياة المبدعين

تكمن عبقرية المبدعين في أنهم يعرفون "كيف يفكرون" وليس لأنهم يعرفون "فيما يفكرون"، وقد لخص مايكل ميكالكو في كتابه "كيف تصبح مفكراً مبدعاً؟" الفرق بين العباقرة والآخرين من الأشخاص العاديين في نقطتين أساسيتين هما "القدرة على رؤية مالا يراه الآخرون" أي النظر للأمور بمنظور جديد لم يسبقك أحد له.

ومما قاله ليوناردو دافنشي في ذلك " لكي يكتسب الإنسان المعرفة بحل المشكلات يجب عليه أن يبدأ بتعلم كيفية إعادة هيكلتها بطرق كثيرة مختلفة"

أيضاً ما يميز العباقرة أنهم لا يقتربون من المشكلات بشكل تكراري أي على أساس المشكلات التي تم سبق التعرض لها في الماضي لأنه عند النظر إليها خلال الخبرة السابقة سوف يؤدي ذلك إلى تضليل المفكر وقولبة تفكيره، وبالتالي يجب أن ينظر للمشكلة من جديد وليس من وجهة نظر السابقين.


أيضاً "التفكير فيما لا يفكر فيه الآخرون" فعندما تراود الشخص العادي فكرة ناجحة يظل متمسكاً بها ويصعب التفكير في أفكار بديلة قد تكون أكثر نجاحاً، أما العباقرة فلديهم كم ثري من البدائل والتصورات والأفكار الحدسية التي يقوم العقل بالاحتفاظ بأفضلها لإجراء المزيد من التطوير لها.

ما هو الذكاء؟

يتحدث المؤلف في هذا الجزء عن المفهوم الشائع لمعنى الذكاء والذي يتضمن وفقاً لما يعتقده معظم الناس "القدرة على حل المشكلات - أي قدرة المخ البشري على استقبال الكثير من المعلومات والخبرات التي يستخدمها ويوظفها في حل المشكلات المختلفة - ، اللماحية وسرعة رد الفعل، إمكانية تشغيل الذكاء الكامن

ويأتي التعريف التقليدي للذكاء وفقاً لـ "فريمان" ليشمل العامل الوراثي، وقدرة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة، وقدرته على التعلم واكتساب الخبرات والمهارات، ثم قدرته على التفكير.

أما "ثورنديك" فميز بين ثلاثة أنواع من هذه القدرة العقلية "الذكاء اللفظي"، و"الذكاء العملي" والذي يتضمن سهولة تناول الأشياء وتقدير المواقف والاستجابة تبعاً لذلك، و"الذكاء الاجتماعي" والذي يتضمن سهولة التعامل مع الناس والانسجام معهم

ويعتقد "هوارد جاردنر" صاحب نظرية "الذكاءات المتعددة" أن المفهوم التقليدي المعرفي للذكاء يقوم على أساسا أن الإنسان يولد ولديه قدرة واحدة على الاستيعاب وهي التي يمكن قياسها بواسطة اختبارات الأسئلة القصيرة للذكاء أو "IQ Test " ومن وجهة نظره يمكن تعريف الذكاء بأنه "القدرة على حل المشكلات أو إضافة ناتج جديد يكون له قيمة في أي وقت من المجالات الحياتية أو الإطارات الثقافية"

اللغة والتفكير

يرى جاردنر – حسبما ينقل كتاب د. عبدالهادي مصباح- أن النجاح في الحياة يتطلب ذكاءات متعددة ومتنوعة، وان أهم إنجاز يمكن أن يقدمه التعليم من أجل تنمية الأطفال هو توجيههم نحو المجالات التي تتناسب مع أوجه التميز الموجودة لديهم حتى يتحقق لهم الرضا عما يفعلون والامتياز والكفاءة لما ينتجون.

ومن الذكاءات المتعددة التي وصفها جاردنر "الذكاء اللغوي اللفظي" ويتمثل هذا النوع من الذكاء في أنه عندما نحسن من الطلاقه اللغوية لدينا سيزيد ذلك من قدرتنا على تذكر الكلمات وتعريفها والمصطلحات الرئيسية، وأسماء الأشياء، وعن طريق تحسين الكفاءة في استخدام الكلمات سوف تحسن أيضاً الذاكرة والقدرة على تذكر الصور اللفظية.

ويتمثل هذا النوع من الذكاء في القدرة على استخدام الكلمات شفهياً بكفاءة أو في كتابة الشعر والأدب والتأليف والتمثيل ويعتمد هذا النوع من الذكاء على القدرة على معالجة البناء اللغوي ومعاني الكلمات ومرادفتها واستخدام اللغة لإقناع الأخريين أو استخدام اللغة لإيصال معلومة معينة بالشكل الأمثل.

ومن أهم الصفات التي تعبر عن صاحب الذكاء اللفظي أو اللغوي اهتمامه الكبير بالكتب، وتعليمه أكثر عن طريق الاستماع أكثر من المشاهدة، كذلك يستمتع بلعب الألعاب الكلامية، ويستطيع أن يتفوق في الدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية عن العلوم والرياضيات.

يحلل الكاتب هنا أسرار عبقرية شكسبير التي خلدته في ذاكرة العالم وتكمن هنا في امتلاكه لمخزون ضخم من الحصيلة اللغوية والكلمات حيث بلغت الكلمات المستخدمة في مؤلفاته ما يزيد عن 25 ألف كلمة مختلفة، ونجده من أكثر الكتاب غزارة واستخداماً، أيضاً ظهر عند إمكانيته الكبيرة في توظيف الكلمة في مكانها الصحيح واللعب بمعانيها، وإدخاله لكلمات وتركيبات وجمل لغوية غير مألوفة، وإحساسه العالي مع حرفية الكتابة بحيث تمس مشاعر القارئ وأحاسيسه.
ويؤكد د.مصباح على نقطة هامة وهي أنه إذا أردت أن تكون عظيماً فتتلمذ على يد العظماء، وأنه يجب جعل المشاعر "الإيجابية والسلبية" تخرج أفضل ما بداخل الفرد وهذا ما ظهر مع شكسبير الذي اتخذ من انفعالاته وعواطفه الوقود الذي يغذي بها وهج إبداعه.

أيضاً الكتابة تعد من أهم أدوات العبقرية التي تعبر عما بداخل الفرد وعما يدور في ذهنه من أفكار وليس بالضرورة أن يكون الإنسان أديباً متميزاً فمجرد الكتابة تعمل على تفريغ الشحنات العقلية له سواء السالبة أو الموجبة، كما تنمي الذكاء اللغوي ولكي نكتب ينبغي أولاً أن نقرأ كثيراً.

اكتشاف العباقرة

وعن كيفية اكتشاف العباقرة والموهوبين منذ الصغر يوضح د.مصباح أن للأهل دور كبير في اكتشاف عبقرية ومواهب أطفالهم في مرحلة مبكرة ورعايتهم لها وتنميتها ومثال على ذلك نجد الموسيقي العبقري "موتسارت" والعالم الفذ "اينشتاين" فكان لوالد الأول دور كبير في فتح الباب أمام ابنه لاطلاق موهبته بأعطاه دروساً في العزف على البيانو وصحبه في جولات موسيقية في أنحاء أوروبا، كذلك في حالة اينشتاين والذي كان لوالده وعمه الفضل في تنمية عبقريته وجعله ابرز علماء القرن الماضي.

ويؤكد د.مصباح أن القصور في نظام التعليم لا يستطيع أن يخرج العباقرة وأول مكونات المنظومة الرئيسية لإخراج طفل عبقري هو أسلوب التعليم الذي يحترم عقلية الطفل ويحفزه على التفكير لا التلقين، حيث يجب أن يتعلم الطفل كيف يبحث عن المعلومة وكيف يفكر ويواجه المشكلات غير التقليدية ويحاول التصدي لها والتعامل معها.

ووفقاً له توجد حقيقة بارزة لا يمكن إغفالها وهي أن المجتمع العلمي في مصر لا يستطيع أن يفرز من يحققون له الريادة على المستوى العلمي إلا في ظل وجود منظومة علمية متكاملة تأخذ بيد من عندنا من العباقرة، وتهتم برعاية الموهوبين وحمايتهم.

ويقترح مؤلف الكتاب أن يتم عمل ملف لكل طفل بالمدرسة يحوي كافة المعلومات عن الإمكانيات والقدرات التي يتميز بها الأطفال في كل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة ويتم متابعة هذه الملفات في مراحله الدراسية المختلفة من قبل الأسرة والمدرسة ، ومنها مثلا اكتشاف قدرات الذكاء اللغوي، والرياضي، والمكاني والمرئي والحركي، والموسيقي والذكاء الاجتماعي، والشخصي الداخلي.
_____
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أين تكمن عبقرية الإنسان ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا يصاب الإنسان بالمرض
»  عبقرية رسام رسوماته مشوهة تظهر بوضوح من خلال مرآة - شاهدوا
» كوب من الحليب يومياً يجعل الإنسان أكثر ذكاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال صقر - ال أبوإصبع - ال السالم :: قسم الكتب المجانية-
انتقل الى: