موضوع: مدينة صلالة العمانية تعيش موسما سياحيا... الأحد أبريل 08, 2012 6:56 am
عن القدس العربي:
والصور من مواقع متفرقة...
صلالة ـ تعيش مدينة "صلالة" العمانية موسما سياحيا متميزا لم تكن الأزمة الاقتصادية وحدها هذه المرة السبب الرئيسي فيه حيث تزدحم المدينة بالسياح نظرا لغياب الشمس لمدة ثلاثة أشهر وانخفاض درجة الحرارة إلى منتصف العشرينات فيما تبلغ منتصف الأربعينات في بقية دول الخليج. ويمنع دخول شهر رمضان في أيام الصيف الخليجيين من السفر إلى الدول الأوروبية ودول شرق أسيا الأمر الذي ينعكس إيجابا على مدينة صلالة الولاية الرئيسية في محافظة ظفار، المحافظة الثانية بعد العاصمة في سلطنة عمان.
ولم يجد سلطان الدوسري القادم من دولة قطر عبر البر خيارا أمامه إلا المبيت في سيارته بسبب امتلاء جميع الفنادق والشقق الفندقية بالزوار. وفي الصباح استطاع الدوسري الحصول على غرفة ملحقة بأحد المنازل في منطقة السعادة بسعر 35 ريالا عمانيا (حوالي 100 دولار أمريكيا) في وقت بلغت فيه أسعار الفنادق الخمسة نجوم 520 دولارا أمريكيا.
ورغم أن السلطات المحلية تبذل جهودا من أجل توفير البنية السياحية الأساسية إلا أنها لم تستطع استيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد السياح الذين يتزايدون من عام لأخر.
وبلغ عدد سياح المدينة العام الماضي 200 ألف سائح، وتشير الأرقام الأولية لبلدية ظفار إلي أن زيادة أعداد السياح هذا العام ارتفعت بنسبة 5%، ولا يشكل القطاع السياحي في عمان إلا 1 % من دخلها القومي فيما تسعى الدولة لرفعه إلى 4 % في الخطة الخمسية السابعة.
ويرى مسلم الرواس صاحب مكتب للسمسرة أن المشكلة التي تواجه المستثمرون في الشقق الفندقية السياحية أن موسم السياحة في المحافظة لا يزيد عن أربعة شهور وهي فترة موسم الخريف، فيما يعود الركود التام في بقية شهور العام.
ويخلي بعض سكان المدينة بيوتهم ويأجرونها فيما يخيمون هم في السهول والمروج الخضراء الأمر الذي يعود عليهم بمكاسب مادية خيالية خلال ثلاثة شهور تزيد عن 10 ألف دولار أمريكيا.
ورغم أن المناظر الطبيعية وانخفاض درجات الحرارة هي العوامل الرئيسية لزيارة مدينة صلالة إلا أن هناك سياحة دينية في ظل وجود عدد أضرحة الأنبياء مثل النبي صالح والنبي عمران وهود وأيوب، رغم أن الحقائق التاريخية والقرآنية تنفي أنهم عاشوا في جنوب الجزيرة العربية إلا أن ذلك من المسكوت عنه في سبيل حضور سياحي أكبر.
وتقول السائحة السعودية مريم القحطاني، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، "لا بأس من زيارة القبور إن كان الأمر للعبرة والعظة فكيف إذا كان الأمر يتعلق بزيارة قبور الأنبياء".
ولا ترى القحطاني أن هناك حقائق تاريخية ثابتة حول أماكن قبور هؤلاء الأنبياء، فهي ترى أن "هناك قبورا لصحابة في مصر ولهم أضرحة في العراق وبلاد الشام".
وفي قمة جبل أتين حيث تنعدم الرؤية بسبب الضباب وتساقط المطر على شكل رذاذ تجلس امرأة طاعنة في السن تقرأ الفاتحة على قبر النبي أيوب فيما تتساقط الدموع من عينيها، ثم تبدأ الحديث والدعاء بلغة غير مفهومة ربما تكون من لغات شرق أسيا حيث تشير ملامحها أنها باكستانية.
ويحرم المذهب الإباضي الشائع في سلطنة عمان التبرك بالقبور وأداء النذور إليها، وسبق أن هدمت عددا منها للقضاء على ظاهرة النذر إليها. ولا يشكل الملمح الديني الطابع السياحي الأبرز في محافظة ظفار فزيارة الأماكن التاريخية والطبيعية يشكل مساحة كبيرة من الحراك السياحي في مدينة شهدت ثورات وحروب طاحنة في ستينات وسبعينات القرن المنصرم.
ويحرص السياح على زيارة عيون المياه الطبيعية مثل عين حمران وعين أثوم وعين جرزيز ورزات، فيما يفترش عشرات الآلاف يوميا سهل أتين رغم رائحة شواء لحوم الغنم والإبل.
وتنظم السلطات المحلية مهرجانا سنويا تبرز فيه الفنون التقليدية العمانية وخاصة فنون محافظة ظفار وتدعو إليه عدد كبير من نجوم الطرب في الوطن العربي.
ولا ينسي زوار مدينة صلالة وهم يحزمون حقائبهم للعودة أخذ كمية كافية من بخور اللبان الذي تقول الأسطورة أنه بخور الملائكة.