قال المستشار للشؤون الدولية لجمعية اللاعنف العربية نصير الحمود أن العنف الأسري الموجه من الزوج ضد زوجته هو الأكثر شيوعاً ويتم التغاظي عنه .
وأضاف الحمود لقد تعددت اصناف وإشكال العنف في العالم برمته عامة والعالم العربي على وجه التحديد، وقد تعمقت هذه الظاهرة من جراء ابتعاد الشعوب عن المثل الإنسانية العالمية أو تلك التي جاءت بها الديانات السماوية المختلفة التي تحض على إعلاء شان الإنسان أينما وجد .
كما تكرست مظاهر العنف ضد الفقراء وذوي الحاجات فضلاً عن النساء والأطفال والشيوخ، في ظل عدم تمكن أنظمة سياسية من فرض قوانين صارمة من شانها توفير الحماية لتلك الفئات الأساسية في المجتمعات المختلفة، لنجد تفشي ظاهرة الرقيق الأبيض والاتجار بالأطفال والنساء، وإجبار تلك الفئات على عدم التعليم والعمل في المهن القاسية، كما يجري حرمان هذه الفئات في بعض البلاد من حقوق التعبير الأساسية.
عربياً، نأمل أن تفضي موجة الثورات الحالية ضد الأنظمة الاستبدادية في ظهور أنظمة سياسية تعلي شان الحقوق الإنسانية، بحيث تقوم على مرتكزات ديمقراطية توازي الحقوق والواجبات وتعي أهمية العناية بالفئات المستضعفة بالمجتمعات. لكن حالات العنف ضد الأطفال والنساء لا تزال موجودة في مجتمعات عربية فرعية رجعية فهمت الثقافية العربية الإسلامية بشكل منقوص وفقا لأهوائها.
وجدنا أن بعض الأنظمة العربية أوغلت في العنف ضد شعوبها، وهو ما ظهر في الثورتين السورية والليبية، وهذا ناتج عن تغول الأجهزة الأمنية في مناحي الحياة، وعدم فسح المجال للشعوب للمشاركة في اتخاذ القرارات، لكن أنظمة أخرى في الأردن والمغرب أحسنت إدارة التطورات السياسية من خلال إصدار دساتير تحاكي نبض الشارع وتطلعاته وآماله.اجتماعياً، نجد بان العنف الأسري مرتبط إلى حد بعيد بتراجع الواقع المعاشي، فضلا عن وجود تباعد أسري بين الأم والأب فضلاً عن وجود أحد الأبوين في حالة من الإدمان أو القهر أو عدم الرضا عن الطرف الآخر في الحياة الزوجية التي ينبغي أن تقوم على أساس من المشاركة.
وأضاف الحمود هناك دراسات محكمة تفيد أن 95% من الآباء العرب الذين يعاملون أبناءهم معاملة سيئة هم من معاقري الخمور، كما أن العنف الأسري الموجه من الزوج ضد زوجته هو الأكثر شيوعاً ويتم التغاظي عنه، إذ تفدي دراسة سعودية أن نحو 50- 80 % من الأسر التي تتعرض للعنف يوجد فيها آباء يتعاطون المخدرات والمسكرات.من العنف غير العلني المستشري في العالم العربي، هو إرغام البناء صغيرات السن على الزواج من كهول وقد انتشرت هذه الظاهرة في دول مثل اليمن والصومال، وتأتي بعواقب وخيمة على أسرة الزوجة فضلا عن أبنائها مستقبلاً.