تشتكي الأمهات أحيانا من أن بناتهن يتصرفن كإخوتهن الأولاد، أو يفضلن الملابس ذات الطابع الرجالي، ولا يتصرفن كالإناث الرقيقات.وهناك أسباب لتصرف البنت على هذا النحو، منها أن البنت قد تعاني من تفضيل عائلتها لأخيها الذكر، كما أن لها أسبابا اجتماعية أخرى نتيجة الموروث الاجتماعي الذي ينظر إلى الفتاة برؤية متدنية ويركز حالة التمييز بين الذكر والأنثى بالشكل الذي يعطي للولد الذكر الحرية المطلقة والتقدير الكامل، الأمر الذي ينعكس على رؤية البنت لذاتها، فهي تسعى للتعويض عن الحالة بالميل إلى السلوك الذكوري سواء في طريقة الكلام أو الحركات أو الملابس.
وهناك أسباب أسرية أيضا مثل انشغال الوالدين عن التربية وعدم توفير الأجواء التي تجعل الفتاة تفرح بأنوثتها، كما أن الأم المتسلطة قد تكون سببا في تأصيل البنت للسلوك الذكوري، وكذلك تدليل الفتاة قد يأتي بنفس النتيجة أو أن تكون وحيدة وسط أولاد ذكور.
والحل في مثل هذه الحالات قد يحتاج لبعض الوقت، فلابد أن تولي الأسرة عناية لمهام التربية ومتابعة شئون الأبناء بشكل واضح, ويتطلب الأمر توفير حالة من الاعتزاز بالأنوثة وهو ما قد يكون مطلوبا بالدرجة الأولى من الأم التي هي الشخص الأول الذي تنظر إليه الفتاة، وكذلك ينبغ تأكيد قيمة الأنوثة داخل المدرسة.
خير الأمور الوسط...
عاملي بنتك برقة وعطف وامنحيها كل الاهتمام ونمي فيها الثقة بالنفس والخلق والإبداع وإحسان استثمار وقتها بما يفيدها في مستقبلها، ولكن في نفس الوقت كوني حازمة عندما تخطئ، وعلميها أن ليس كل شيء يريده الإنسان يحصل عليه بسهولة. وعلميها الاعتماد على نفسها، وذلك بأن تضربي لها المثل في القيام بكل شئون البيت بنفسك ولا تعتمدي على الخادمة. كما يجب أن تشعريها أنها أدنى منزلة من إخوتها الذكور. وان تكوني قريبة منها كأنك صديقة حميمة وتنتهجي معها أسلوب الصراحة وتشجعيها على أن تفضفض لك بمشاكلها الجنسية والنفسية.
ولتعلم كل أم أنها مسئولة أمام الله عن بنتها، والمسألة ليست تفريخ والسلام، بل التربية تعتبر مسئولية كبيرة.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسه إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ
فكلما ربينا بناتنا تربية مثالية، لكما ضمنا أبناء وأجيالا صالحين وأصحاء عقليا وفكريا وأبناء فاعلين في المجتمع يعتمد عليهم...