التاريخ القديم: فلسطين تحت الحكم الروماني المسيحي
الدولة الرومانية إلشرقية والغربية
فلسطين تعتنق المسيحية:
أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للرومان وكان ذلك سنة 313 م.
ظل الرومان يمنعون اليهود من دخول "القدس" حتى تولى الإمبراطور "قسطنطين" في بداية القرن الرابع الميلادي، والذي اعتنق المسيحية، وأعاد للمدينة اسمها القديم "أورشليم القدس".
أصبحت "القدس" عهد "الرومان" تغلب عليها الصبغة الدينية المسيحية، بعد أن كانت منذ عهد "دواد" وابنه "سليمان"- عليهما السلام- ذات صبغة يهودية، وقد تأكدت تلك الهوية الجديدة عندما قامت الملكة "هيلانة"- والدة الإمبراطور "قسطنطين"- سنة (335 م) بزيارة "القدس"، وأمرت بهدم المعبد الذي بناه الوثنيون على جبل (الجلجلة)، وأمرت ببناء "كنيسة القيامة" التي يحج إليها المسيحيون حتى الآن، وأمرت كذلك ببناء العديد من الكنائس والأديرة على جبل الزيتون "الطور"، ومن أشهر هذه الكنائس "كنيسة الجثمانية" و"كنيسة مريم العذراء".
سنة 395 من الميلاد انقسمت الدولة الرومانية إلى شرقية وغربية وأصبحت الشرقية عاصمتها القسطنطينية والغربية أصبحت عاصمتها روما. ونحن طوال قصتنا هذه نتكلم عن الدولة الرومانية ككيان واحد يحيط بالبحر الأبيض المتوسط من جميع الجهات، وحصل في سنة 476 سقوط الدولة الرومانية الغربية تماماً وبذلك آلت أملاكها بكاملها إلى الدولة الرومانية التي عاصمتها القسطنطينية هي التي تشرف إشرافاً مباشراً على فلسطين وما حولها من أراضي الشام.
الدولة الرومانية إلشرقية والغربية
بقيت أرض فلسطين بالرغم من إنها تحت السيطرة الرومانية محل صراع بين الفرس وبين الرومان ومن هذا الصراع ما حدث سنة 614 يعني زمن البعثة النبوية وانتصر فيه الفرس وأخذوا فيه فلسطين من الرومان وهو ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿2﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿3﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾} (سورة الروم:2-4).
وحصل بعده من سبع لتسع سنوات - حسب الروايات - نصر مرة أخرى للرومان.
استمرَّت فلسطين خاضعة للحكم الرومانى إلى أن فتحها العرب المسلمون سنة (15هـ- 636 م)، في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الآن من هذا المصدر:
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2719&SecID=373======================================================
التاريخ القديم: كيف أصبحت فلسطين مسلمة؟
ظل الحكم الروماني لفلسطين من سنة 63 ق.م إلى 636 م حين فتحها المسلمون.
ولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سنة 571 م.
إسراء النبي إلى المسجد الأقصى سنة 620 م (عام الحزن 10 من البعثة).
توفي النبي سنة 633 م – 13 هـ.
قاتل المسلمون الرومان وانتصروا عليهم بقيادة خالد بن الوليد في معركة أجنادين – جنوب غربي القدس – سنة 634 م – 13 هـ.
الفتوحات الاسلامية في مدن فلسطين
انتصر المسلمون على الرومان في معركة عظيمة كبيرة فاصلة هي معركة اليرموك سنة 635 م – 14 هـ في بلاد الشام وفتحت غزة ونابلس واللد ويافا ورفح وغيرها وتحصن النصارى في القدس.
طال حصار القدس طيلة 4 أشهر حتى استطاع أبو عبيدة - قائد الجيش المسلم - الانتصار فاستسلم أهلها من الروم وكان ذلك سنة 636 م / 15 هـ . وخرج عمر بن الخطاب مع غلام له من المدينة المنورة إلى فلسطين ليكون أول الداخلين إليها.
بعد الحصار استسلم أهلها وطلب بطريرك القدس ألا يدخلها أحد قبل أمير المؤمنين. فأرسل أبو عبيدة بذلك إلى عمر فأجاب عمر وقرر أن يذهب.
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وكان هو أمير المؤمنين بذلك الوقت – وحيداً مع غلام له على بعير واحد. فكان يتناوب هو والغلام في الركوب عليه وعمر لو أراد لحمل إلى القدس في موكب مهيب تتصدع له الأرض تحت أقدام الفرسان. ولكنه أراد أن يعطي لملوك الأرض درساً في التواضع والعزة بالله لا بغيره.
ولما وصل عمر والغلام القدس كان دور الغلام ليركب البعير وأراد الغلام أن يقدم أمير المؤمين عليه ليراه الناس راكباً ولكنه أبى ذلك ودخل القدس ماشياً والغلام راكب ولما رآه المسلمون كبروا وهللوا وسمي الجبل الذي كبر عنده عمر بن الخطاب جبل المكبر فيما بعد. واقترب أمير المؤمنين من الجيش فإذا عليه ثياب متواضعة مشققة الجوانب وجعل النصارى ينظرون من أسوار القدس إلى هذا المنظر العجيب ولسان حالهم يقول أهذا أمير كل هذه الجيوش الجرارة!!
ثم إن الأمير وصل إلى مخاضة في أرض مليئة بالطين وحاول الغلام مرة أخرى أن يجعل أميره يركب البعير خوفاً من أن يصيب الطين والبلل ثيابه فقال له عمر: اركب. فركب الغلام وأخذ عمر بزمام البعير يجره في المخاضة ونزع نعليه فاحتملهما وشد البعير والناس تنظر متعجبة إلى هذا المنظر.
لم يحتمل أبو عبيدة رضي الله عنه هذا المنظر فاستعجل إلى أمير المؤمنين وقال: يا أمير المؤمنين قد صنعت اليوم صنعاً عظيماً عند أهل الأرض، فهل لك أن ... فضربه عمر في صدره مؤنباً وقال: أما لو قالها غيرك يا أبا عبيدة لقد كنا قوماً أذلاء فأعزنا الله بالإسلام وكنا ضعافاً فقوانا الله.
أعطى عمر بن الخطاب الأمان لأهل القدس وأمّن عبادتهم وكنائسهم ومقدساتهم وأنها لا تهدم ولا تمس وبذلك عرفت القدس أرحم فاتح لها في تاريخها. وسمي ذلك العهد المكتوب بالعهدة العمرية. وصلى عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى بعدما نظفوه من القمامة والأوساخ وكانت تلك أول صلاة للمسلمين في المسجد الأقصى وقرأ فيها عمر سورة "ص" وسورة "الإسراء".
هذه رسمة صممها ملتقى القدس الثقافي توضح مسيرة النبي والصحابة إلى القدس:
======================================================
التاريخ القديم: فلسطين تحت الحكم الإسلامي من الخلافة الراشدة إلى الحروب الصليبية
- الخلافة الراشدة : 634 م / 13 هـ
- الحكم الأموي الإسلامي: 660 م / 40 هـ
- الحكم العباسي الإسلامي: 750 م / 132 هـ
- الحكم الفاطمي الإسلامي: 969 م / 359 هـ
- الحكم السلجوقي التركي الإسلامي: 1067 م / 459 هـ
- الحكم الفاطمي الإسلامي مرة أخرى قبيل الحروب الصليببية
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: كيف احتلت فلسطين؟
أعلن البابا "أوربان الثاني" الحروب الصليبية على المسلمين وكان ذلك سنة 1088 م / 480 هـ. بعد أن بدأ ينشر شائعات عن أذى المسلمين للحجاج النصارى إلى بيت المقدس وأن المسلمين يدنسون قبر المسيح عليه السلام.
تم عقد اجتماع مسيحي عظيم بقيادة البابا "أوربان الثاني" عام 1095 م / 488 هـ وأعلن فيه الدعوة لتشكيل جيش مسيحي لاحتلال القدس. وظهرت في أوروبا حركة التطوع للحملات الصليبية من معظم الدول.
أسباب الحروب الصليبية باختصار:
الحماس الديني وتحرير المقدسات في القدس.
وجود طبقة فقيرة معدمة في أوروبا وجدت لها باباً للعيش في القتال ودخول بلاد الأغنياء.
التوجيه الفكري والديني الذي قام به الرهبان بين الناس لتحريضهم على قتال من اغتصب مقدساتهم.
أمل البابا ومن والاهم من الحكام في توحيد أوروبا (أرثوذكس وكاثوليك) تحت قيادتهم.
رويداً رويداً زحفت جيوش الأوروبيين إلى بلاد الشام محتلةً المدن التي في طريقها مثل أنطاكية وطرابلس وبيروت وصيدا وخلفت فيها حاميات لها حتى وصلت إلى القدس.
وقعت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099 م / 492 هـ . وحصلت في المسجد الأقصى مجزرة عظيمة لم يفرق فيها الصليبيون بين الأطفال والشيوخ والنساء والشباب حتى قال الكاهن ريمون: "لقد أفرط قومنا بسفك الدماء في هيكل سليمان حتى صارت الجثث تعوم على الدماء ، وصارت الأيادي والأرجل تسبح وما عاد الجنود يطيقون رائحة البخار الذي يخرج من الجثث".
بعد هذه المجزرة قسم الصليبيون المسجد الأقصى أقساماً، قسم أصبح كنيسة وآخر مساكن للفرسان وآخر مستودع للذخائر وآخر إسطبل للخيول.
احتل الصليبيون القدس 1099 – 1187 م / 492 هـ - 583
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: الجيل المسلم المناضل
قبيل الحروب الصليبية وأثناءها برز عدد من العلماء الذين أحيوا الدين في الأمة مثل "أبو حامد الغزالي". وبتحركه تحرك عدد من الوزراء والعلماء الأفاضل مثل "نظام الملك" والعالم "أبو بكر الطرطوشي" والعالم "عبد القادر الجيلاني". وكان لهؤلاء العلماء وتلامذتهم أثر ممتد ظهر فيما بعد بظهور جيل مجاهد فيه القادة عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي وشيركوه.
يجدر بالذكر أن من أحد أسباب ثبات الصليبيين في بلاد الشام هو تواطؤ عدد من حكام المسلمين من الفاطميين ومن غيرهم أيضاً مع الصليبيين أثناء حملتهم وخيانتهم لوطنهم وشعبهم ودينهم.
استرد الزنكيون طرابلس وبعلبك ودمشق وقاوموا المحتلين ونجوا من الحصار على دمشق سنة 1148 م / 543 هـ.
دخل نور الدين زنكي دمشق عام 1152 م / 546 هـ وفتحت حلب والموصل.
حصلت معركة عظيمة هي معركة "حارم" وانتصر فيها المسلمون على الصليبيين وأسر أمير أنطاكية وأمير طرابلس وكانت تلك هزيمة نكراء تصدعت لها دويلات الصليبيين في بلاد الشام. حدثت المعركة سنة 1164 م / 560 هـ.
استولى الأيوبيون بقيادة شيركوه ونور الدين زنكي على حكم مصر وتم تعيين شيركوه كوزير للحاكم الفاطمي بعدما قتل صلاح الدين الوزير الفاطمي شيروه الخائن. وكان ذلك حوالي 1169 م / 564 هـ.
ثم مات شيركوه وأصبح صلاح الدين وزيراً في مصر وحاكمها الفعلي. ووقع الصليبيون في فلسطين بين فكي كماشة: نور الدين من الشام وصلاح الدين من مصر.
بعد بعض المناوشات استقر الوضع في مصر لصلاح الدين الأيوبي واتجه إلى فلسطين ففتح غزة وعسقلان.
بعد موت الخليفة الفاطمي ألغى صلاح الدين الحكم الفاطمي في مصر وعزل القضاة الفاطميين وعين بدلاً منهم قضاة شافعيين وخرج بالناس خطيباً باسم الخليفة العباسي وكان ذلك سنة 1171 م / 567 هـ.
بنى نور الدين زنكي منبر مزخرف وأعلن أنه سيضعه في المسجد الأقصى إن شاء الله وكان ذلك سنة 1173 م / 569 م.
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: وفاة نور الدين زنكي وتنازع الزنكيين الحكم
توفى نور الدين زنكي عام 1174 م / 569 م وكان فقيهاً عالماً راوياً للحديث ألف كتاب في الجهاد. وكان ملتزماً بأحكام الإسلام مجلاً للعلماء فأعطاهم صلاحيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقام بإعمار وبناء الأوقاف العظيمة وقام بإصلاح اقتصادي اجتماعي شامل فاضت منه زكاة الأموال وتحسنت التجارة ورفع الضرائب عن الناس. حتى أن بعض العلماء كالدكتور طارق سويدان يرون إنجازاته أنها أهم وأعظم من صلاح الدين الأيوبي.
توفي القائد نور الدين زنكي بعد حكم استمر 28 سنة حرر فيها 50 مدينة وقلعة كانت بأيدي الصليبيين.
حصل انشقاق بين أولاد نور الدين زنكي بعد موته فتزعزت أركان الدولة الزنكية فرأى صلاح الدين الأيوبي أهمية توليه الحكم مع أنه ليس من عائلة زنكي فحارب النصارى من جهة وحارب آل زنكي من جهة أخرى.
دامت هذه الحروب 12 سنة حتى استتب الحكم لصلاح الدين الأيوبي ووحد معظم بلاد الشام سنة 1182 م / 578 هـ ووضع أخوه العادل على مصر.
حتى ذلك الوقت كان الصليبيون النصارى يسيطرون على معظم فلسطين بما فيها القدس وجميع السواحل الفلسطينية.
أرسل حاكم الكرك الصليبي جيوش نحو مكة والمدينة المنورة إلا أنها هزمت. وحصلت مناورات بين جيش صلاح الدين وقلعة كرك عدة مرات خلال 3 سنين وقام حاكم الكرك "أرناط" بالإغارة على قافلة حجاج مسلمين متجهة نحو مكة فكان ذلك سبباً في تجمع المزيد من المجاهدين حول صلاح الدين وقوي جيشه .
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: فتح القدس وغيرها من المدن على يد صلاح الدين
معركة حطين
فتح صلاح الدين قلعة طبرية سنة 1187 م فجهز النصارى جيوش من عدة ممالك ليقاوموا جيش صلاح الدين فكانت معركة حطين قرب سهل جبل طبرية.
انتصر المسلمون (12 ألف) بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين (63 ألف) في معركة حطين الحاسمة بتكتيكات عسكرية رائعة. وكان ذلك بتاريخ 1187 م / 583 هـ.
أسر صلاح الدين ملوك الصليببين ومنهم "أرناط" حاكم الكرك إلا أنه قتله لأنه خان الوعود والمواثيق أكثر من مرة. وحصل على "صليب الصلابوت"، وهو صليب كبير يظن النصارى أن المسيح صلب عليه وهو من أقدس مقدساتهم.
معركة حطين
خلال شهرين من معركة حطين فتح صلاح الدين عكا والناصرة وحيفا ونابلس وجنين وبيسان ويافا وصفد وبيروت والرملة وبيت لحم والخليل.
بقيت للصليبيين ممالك قائمة مثل جزء من أنطاكيا (جنوب تركيا شمال الشام) وطرابلس (في لبنان) وبيت المقدس.
تجمع النصارى الهاربين من الممالك التي استرجعت في بيت المقدس ولم لكن ليدعوها بسهولة لأنها تضم أقدس مقدساتهم.
بعد حطين توجه جيش المسلمين إلى القدس وحاصرها وأدرك أهلها (60 ألف) أنهم عليهم الاستسلام . وكان ذلك عام 1187 م / 583 هـ.
سمح صلاح الدين للنصارى بمغادرة القدس بشرط ألا يأخذوا معهم سلاح لكن يسمح لهم بأخذ أموالهم ومتعاهم.
كان هذا التسامح من صلاح الدين شيء لم يعرفه التاريخ إلا في سير الأنبياء والمرسلين. وهذا التسامح بإطلاق سراح المقاتلين والشباب والنساء والشيوخ والأطفال من بيت المقدس معاكس تماماً لما فعله الصليبيون من جرائم فظيعة لأهل القدس عندما احتلوها.
استعاد المسلمون القدس ودخلوا المسجد الأقصى بتاريخ 1187 م / 583 هـ وأنهوا بذلك احتلال دام 88 سنة ميلادية.
منبر نور الدين زنكي
أمر صلاح الدين أن يؤتى بالمنبر الخشبي العظيم الذي بناه نور الدين زنكي فوضع في المسجد الأقصى وظل كذلك حتى عام 1969 عندما حصل حريق المسجد الأقصى على يد مايك روهان اليهودي. وبقيت آثار من المنبر حتى اليوم في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى.
بعد استرجاع بيت المقدس فتح صلاح الدين عكا وطرابلس. فكان ذلك سبباً في زلزلة أوروبا وتحضيرها لهجمة صليبية ثالثة. ثم فتح اللاذقية والكرك وصفد فتجمع النصارى في صور
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: إعادة الاحتلال وسقوط المدن الفلسطينية بأيدي الصليبيين
توافدت الحملات الصليبية إلى مدينة صور (ملك فرنسا وملك ألمانيا وملك انجلترا) ثم تقدم الصليبيون إلى عكا وكان عدد قواتهم 250 ألف وحاصروا عكا. وأصبح جيش صلاح الدين (12 ألف) يقاتلهم من الخلف، وكان ذلك عام 1189 م.
ظلت عكا محاصرة طيلة سنتين ودارت مناوشات ومعارك بين الطرفين ومفاوضات حتى اتفق حاكم عكا بتسليمها على أن يسمح للمسلمين بالخروج بأنفسهم وأموالهم فوافق الصليبيون.
عندما فتحت عكا سرعان ما غدر ملوك الحملة وعلى رأسهم ملك انجلترا ريتشارد قلب الأسد بالعهد وزادوا في طلباتهم ثم اقتاد 3,000 رجل خارج عكا وقتلوهم بمجزرة عظيمة وسقطت عكا من جديد عام 1191 م.
يجدر بالذكر أن الكثير من حكام المسلمين لم يستجيبوا لنداءات صلاح الدين وأخيه عادل وحاكم عكا وظل الكثير من الملوك بعيدين عن ساحة القتال.
ثم سقطت حيفا وأرسوف ويافا على يد قوات ملك انجلترا ريتشارد قلب الأسد ثم سقطت اللد والرملة ثم توجه إلى القدس التي تجمع فيها جيش المسلمين وتحصن فيها صلاح الدين تحصناً منيعاً.
بعدما درس ريتشارد مناعة القدس وتحصنها استنتج أنه لا يمكن فتحها طالما صلاح الدين ولم تأت المفاوضات بين الطرفين بنتيجة.
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: صمود القدس وفترة الهدنة وموت صلاح الدين الأيوبي
صلح الرملة
بينما ريتشارد في فلسطين قام أخوه "يوحنا جون" ببسط سيطرته على انجلترا وأعلن أنه ملكها فقرر ريتشارد التخلي عن القدس والعودة إلى انجلترا إن اتفق الطرفان.
وبعد مفاوضات عدة اتفق الطرفان (صلاح الدين وريشارد) على أن تبقى مدن الساحل من صور إلى يافا بيد ريتشارد على أن يتخلى عن باقي المدن وعن القدس ويعترف أنها مدينة إسلامية.
وتمت المعاهدة وعرفت باسم "صلح الرملة". فأخذ النصارى الساحل (عكا صور يافا طرابلس أنطاكيا وغيرها) بينما أخذ المسلمون باقي مدن فلسطين وكانت مدة الهدنة 3 سنين و 3 شهور وسمح للنصارى بالقدوم إلى القدس بأعداد صغيرة غير مقاتلة. وكانت الهدنة عام 1192 م / 588 هـ.
الدولة الأيّوبية
بعد هذه الهدنة عم الأمن والسلام في المنطقة وأصبح المسلمون يدخلون المدن المحتلة من قبل والنصارى والنصارى يدخلون مدن المسلمين ويشترون ويخرجون دون مشاكل كما حصل بعد صلح الحديبية.
عاد صلاح الدين إلى بيروت ثم إلى دمشق عاصمته القديمة وتوفي سنة 1193 م / 589 هـ فحزن المسلمون لموته وحتى النصارى أيضاً لما شاهدوا فيه من أخلاق رفيعة.
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: تنازع الأيوبيين على الحكم وإعادة احتلال القدس
الحملة الصليبيّة ضد دمياط
بعد موته تفتت الحكم بين أولاد صلاح الدين وعائلته وأصبحوا يحاربون بعضهم البعض حتى استتب الحكم للعادل وجدد الهدنة مع النصارى.
جاءت حملة صليبية جديدة من ألمانيا هدفها القدس فاحتلت بيروت ثم اختلف أمراءها فتفرقوا واقتتلوا ثم عادوا أدراجهم دون احتلال القدس مع أن الفرصة مواتية لتنازع الأيوبيين. وكانت تلك الحملة عام 1197 م / 594 هـ.
تم تجديد الهدنة أكثر من مرة حتى توفي العادل سنة 1210 م / 607 هـ.
تفتت الحكم وقامت حملة صليبية جديدة احتلت دمياط في مصر عام 1219 م / 616 هـ.
القدس في أيدي الصليبيّين
لم يستطع الصليبيون احتلال مصر فانسحبوا إلى عكا (واحدة من ممالك الصليبيين في فلسطين).
حدثت خلافات واقتتال بين الأيوبيين وبعضهم تحالف مع النصارى مما أدى إلى أن سلم "الكامل" الأيوبي القدس والناصرة وبيت لحم وصيدا إلى "فريدريك" الألماني قائد النصارى على أن يترك له مصر وذلك في معاهدة مدتها 10 سنين. وكان ذلك عام 1229 م / 627 هـ.
بقيت القدس في أيدي النصارى الصليبيين 1229 – 1239 م / 627 – 637
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية: تحرير القدس ثم إعادة احتلالها ثم تحريرها
عودة فلسطين الى الدولة الأيّوبية
في هذه العشر سنين تمزقت الدولة الإسلامية وتقاتل المغول والخوارزميون والأيوبيون والسلاجقة. وتقاتل أيضاً ملوك أوروبا.
استطاع الناصر داوود ومعه الخوارزميون من استعادة القدس وأصبح الناصر داوود حاكم القدس عام 1239 م / 637 هـ.
قام حاكم القدس وحاكم دمشق بطلب المعاونة من الصليبيين من أجل أن يسيطروا على الحكم في مصر مقابل تسليم القدس فوافقوا فوقعت القدس بهذه الخيانة من جديد بأيدي الصليبيين عام 1243 م / 641 هـ.
قام علماء المسلمين وعلى رأسهم السلطان العز بن عبد السلام برفض البيعة لحاكم دمشق فطرد العز منها ونفي خارج دمشق.
ودخل النصارى القدس بدون مقاومة وانتهكوا المحرمات والمقدسات الإسلامية وشربوا الخمر على الصخرة المشرفة فكانت تلك من أشد الأحداث السوداء في تاريخ الأمة الأسلامية وكان سببها حاكم دمشق الملك اسماعيل الذي خان شعبه ووطنه ودينه وسلم القدس إلى الصليبيين.
ثم انطلق نجم الدين أيوب حاكم مصر من استرداد المدن فاستعاد الشام والأردن وفلسطين واستعاد القدس بمساعدة الخوارزميين وعادت وحدة الدولة الأيوبية على يده عام 1244 م / 642 هـ.
وبقيت القدس بيد المسلمين إلى أن دخلها الانجليز عام 1917 م.
======================================================
التاريخ القديم: الحروب الصليبية:عهد المماليك المسلمين ثم استرداد عكا وانتهاء الحكم الصليبي
هجوم المغول
استلم المماليك الحكم في مصر وتنازعوا مع الأيوبيين في بلاد الشام إلى أن استقر الصلح - بوساطة عباسية - واتفقوا أن تبقى القدس وغزة ونابلس تحت حكم المماليك وتبقى الشام وبقية المناطق بأيد الأيوبيين وكان ذلك عام 1251 م.
في عام 1258 م / 656 هـ دخل المغول إلى بغداد في العراق وقتلوا الخليفة العباسي وعائلته وأحدثوا مجزرة عظيمة يقال أن 800 ألف مسلم استشهد فيها ورميت عشرات الآلاف من كتب المكتبة في النهر في بغداد.
قام سلطان العلماء العز بن عبد السلام بعزل حاكم مصر (ابن العشر سنين) وأعلن سيف الدين قطز من المماليك حاكماً على مصر بشرط إعلان الجهاد ضد المغول. وكان قطز قائد الجيوش وبدأت التعبئة للجهاد في سبيل الله.
معركة عين جالوت
تحرك المغول بقيادة هولاكو إلى دمشق فاحتلوها ثم إلى حلب فاحتلوها ثم أرادوا مصر فتحرك قطز إلى فلسطين للقائهم هناك.
التقى جيش قطز بجيش المغول في منطقة عين جالوت شمال شرق فلسطين. وكانت معركة عظيمة فاز بها المسلمون على المغول ثم استعاد جيشه مدن الشام من أيدي المغول. وكانت المعركة عام 1260 م / 658 هـ.
حتى الآن ولا تزال مدن الساحل (عكا بيروت طرابلس أنطاكيا) بأيدي الصليبيين.
بعد وفاة قطز تولى الحكم بعده نائبه الظاهر بيبرس وكان ذلك عام 1264 م / 662 هـ.
معركة عين جالوت
حرر المماليك على يد بيبرس من أيدي الصليبيين قيسارية وحيفا وصفد ويافا وأنطاكية التي كانت تعتبر أكبر الممالك النصرانية في الشام ثم حرر حصن الكرك الذي هو من أقوى حصون طرابلس.
بعد وصول الإمدادات للممالك النصارى عقدت هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات وكان ذلك عام 1272 م / 670 هـ.
توفي بيبرس واستلم "قلاوون" الحكم. ترك بيبرس بعد وفاته مملكة شاسعة تمتد من البحر الأسود إلى المحيط الهندي ومن الفرات إلى تونس.
فلسطين في العهد المملوكي
بحركة خيانة تحالف والي دمشق الذي عينه المماليك مع المغول والنصارى ضد قلاوون وقامت معركة عظيمة فاز فيها قلاوون وجنده وكان ذلك عام 1289 م / 688 هـ.
ثم فتح قلاوون طرابلس وفتح ابنه عكا الحصينة التي طالما تحصن بها النصارى وكان ذلك عام 1291 م / 690 هـ.
ثم تحررت باقي أرض فلسطين وكان ذلك إنهاءً للوجود الصليبي في فلسطين بعد 200 سنة من دخولهم إليها وبقيت فلسطين تحت حكم أسرة قلاوون.
======================================================
التاريخ القديم: فلسطين تحت حكم العثمانيين المسلمين
دولة المماليك
استطاع العثمانيون عام 1300 م / 700 هـ أن يحلوا محل الأتراك السلاجقة في تركيا فسيطروا على آسيا الوسطى ولكن بقي المماليك يسيطرون على مصر والشام وفلسطين.
القسطنطينية
فتح السلطان محمد الفاتح قسطنطينية (الآن إسطنبول) التي استعصى فتحها على المسلمين مدة 600 سنة وكان هذا نصراً مؤزراً عام 1451 م / 855 هـ.
العثمانيّون في أوربا
بعد قتح القسطنطينية فتح العثمانيون عدداً من الدول الأوروبية مثل اليونان وبلغاريا والبوسنة والهرسك.
بشكل عام شهد اليهود التسامح الإسلامي والعدل والرحمة أثناء عيشهم بأرض المسلمين بينما كانت العادة هو اضطهادهم في أوروبا في تلك العصور والتاريخ يحفل بالكثير من الأمثلة على الحالتين.
الصراع بين الدول المملوكية و الصفوية والعثمانية
تصاعد التوتر والقتال بين ثلاثة جهات: دولة الصفويين التي كانت بالعراق وإيران، وبين المماليك، وبين العثمانيين وكلهم مسلمون لكن من أعراق ومذاهب مختلفة.
هزم العثمانيون الدولة الصفوية عام 1514 م / 920 هـ.
هزم العثمانيون المماليك في معركة كبيرة تسمى مرج دابق عام 1516 م / 922 هـ فسيطروا على الشام وفلسطين والعراق وظلت مصر بيد المماليك.
استتبّ الحكم للعثمانيّون
هزم العثمانيون المماليك في مصر وسيطروا عليها عام 1517 م / 923 هـ فانتهت بذلك دولة المماليك المسلمة وبلغت الدولة العثمانية المسلمة أوج توسعها في ذلك الوقت.
بنى السلطان العثماني "سليمان القانوني" أسوار القدس ورمم الصخرة عام 1537 م / 943 هـ.
استتب الحكم للعثمانيين طيلة 250 سنة حتى بدأ عصر النهضة في أوروبا (1789 م) وكان مقدمة لاستعمار دول العالم ومن بينها الدولة الإسلامية.