«ديوان النصرة».. كتاب يجمع137 قصيدة شعرية على محبة سيد الخلق

صدر عن مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة
«ديوان النصرة».. كتاب يجمع137 قصيدة شعرية على محبة سيد الخلق



هيثم السيد من الرياض
137 قصيدة فصيحة على الشكل التناظري تم اختيارها من أصل 500 قصيدة اجتمعت كلها على موضوع محبة سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام، وتأمل سيرته الكريمة، لتشكل بالإضافة إلى قراءة في سيرة ومعجزات وفضائل النبي المصطفى.. كتاب "ديوان النصرة" الصادر عن مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة.. والذي أشرفت على تقييم مادته الأولية واختيار مادته النهائية لجنة علمية متخصصة مكونة من أسماء نقدية وأكاديمية معروفة في الوسط الثقافي وهي: الدكتور فواز اللعبون، والدكتور محمد القسومي، والدكتور حمود الزنيدي، والدكتور صالح المحمود.

الكتاب اشتمل على تجارب أدبية وإبداعية متنوعة في أدواتها وطرق تناولها للموضوع، حيث استلهم الشعراء والشاعرات الذين ينتمون إلى عدد من الدول العربية جوانب من حياة النبي الكريم ومكارم أخلاقه وعالمية رسالته وتأثيرها وتنوعت نصوصه عبر مستويات عدة من الرؤية الشعرية والحضور اللغوي والإيقاعي وكذلك في درجات الخطابية والاشتغال الفني واستحضار التراث وتعميق الحس الإيماني برسالة النبي الكريم ومواقف النصرة والاقتداء والاعتزاز وغيرها من المشاعر النبيلة التي يستمدها أبناء أمته من واجبهم نحوه، عليه الصلاة والسلام.

الدكتور ناصر عبد اللطيف البابطين الأمين العام لمركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة قال إن هذا الديوان جاء نتيجة لمسابقة أقامها المركز لأفضل القصائد الشعرية في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، وتعداد فضائله وشمائله، مشيدا بجميع الشعراء المشاركين بقصائدهم، والذين كان منهم شاعران من الطائفة النصرانية عبروا عن قيم السلام والرحمة التي جاء بها نبي الإسلام المصطفى.. وتمنى البابطين أن تكون فكرة الجائزة والديوان قد حققت ثمرتها، وأضاف "نرجو الوصول إلى مزيد من الأفكار الإبداعية التي تخدم الدين الحنيف وتنمي في الأجيال الصاعدة حب لغتها التي نزل بها القرآن الكريم وتسنم ذروة فصاحتها خير الورى محمد، صلى الله عليه وسلم.

وقد تضمن الكتاب في بدايته عرضاً يتناول دور الرسل في تحقيق العدالة الإلهية والحكمة العظيمة لرب العالمين ومن ثم ينتقل إلى بيان أن دعوة الرسول، عليه الصلاة والسلام، كانت استجابة ربانية لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم، عليه السلام، ومصداقا لبشارة المسيح، عليه السلام، مع استعراض لأبرز مقومات الرسالة المحمدية من الخير للبشرية وجمعها لكل الشرائع والأديان في أعظم كتاب على الإطلاق وهو القرآن الكريم.. مع الوقوف عند مواقف وأخبار ومعجزات إلهية جاءت لتأييد خاتم المرسلين، إضافة إلى عدد من البشارات والميزات التي أكرم الله بها نبيه محمدا، صلى الله عليه والسلام.. كما ضمن الكتاب مقدمته عددا من الشهادات التي سجلها التاريخ لكبار المفكرين والفلاسفة من شتى أنحاء العالم الذين سجلوا انبهارهم وإعجابهم الكبير بشخصية الرسول الكريم، فيتحدث المهاتما غاندي عن جملة السمات التي تشمل الدقة والصدق في الوعود والتفاني والشجاعة والثقة المطلقة في ربه عز وجل، والتي تميز النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ويؤكد المناضل الهندي التاريخي الذي عرف بثورته السلمية الشهيرة على اقتناعه التام أن السيف لم يكن الوسيلة التي اكتسب بها الإسلام مكانته وإنما في البساطة التي ميزت رسوله وقائده محمدا. كما يتحدث المفكر الفرنسي الشهير لامارتين قائلا "هذا هو محمد، صلى الله عليه وسلم.. الفيلسوف الخطيب النبي المشرع المحارب قاهر الأهواء.. بالنظر إلى كل مقاييس العظمة البشرية.. هل هناك من هو أعظم من النبي محمد، صلى الله عليه وسلم؟"

على مدى 500 صفحة، لا يمثل كتاب "ديوان النصرة" عملاً إبداعيا ضخماً فقط ولكنه كذلك يمنح القارئ نزهة جمالية في أكثر الموضوعات تكريما ومكانة وقدرا وهو موضوع الحبيب، عليه الصلاة والسلام.. إنها فرصة لقراءة نصوص والتمتع بها أدبيا وروحيا من خلال 137 قصيدة مختارة تحتوي كل منها على خصائصها وخطابها الخاص الذي يدفع للتأمل ويحفز للتأسي والاقتداء بسنة وتعاليم خير الخلق.. هذا الديوان يفعل أشياء كثيرة جميلة على مستوى الروح والعقل والإدراك والمحبة.. لعل أكثرها بديهية أنه سيجعلك في كل حرف فيه تلهج بالصلاة والسلام على رسول الله محمد، وتدعو الله أن يجزيه عن أمته خير الجزاء.