يظل الرجل مهتما بلياقته البدنية، والاحتفاظ بجسمه رشيقا ومشدودا وجذابا حتى الزواج، لكن فجأة تتعطل نشاطاته كلها بسبب حياته الجديدة وأعبائها وجدوله المزدحم دوما بالمهام المتتالية.
ويزداد الأمر سوءا عندما يستقبل الرجل أطفاله، ليصبح مشغولا بمعدل سبعة أيام في الأسبوع، وهنا يودع تماما حياته السابقة التي كان يجد فيها مكانا ووقتا لممارسة الرياضة والاهتمام بنفسه.
سنحاول من خلال هذا الموضوع أن نقدم مجموعة من النصائح التي تعين الرجل على تجديد شبابه واستعادة رشاقته وحيويته.
دراسة علمية
أكدت دراسة علمية بريطانية مؤخرا أن الرجال تزداد أوزانهم بصورة مطردة بعد انجاب أول أطفالهم، وذلك نتيجة ضيق الوقت وصعوبة تخصيص وقت لممارسة الرياضة، في ظل حاجة الطفل الوليد للرعاية الكاملة من والديه وكذا تقلص ساعات النوم للأب بسبب استيقاظه المتكرر جراء بكاء الرضيع، خصوصا في العام الأول له.
وكشفت الدراسة أن 40% من الرجال الذين يصبحون آباء لأول مرة لا يتمكنون من استعادة أوزانهم السابقة بعد وصول الطفل، وذلك بسبب الضغط العصبي الذي يتعرض له يوميا منذ اليوم الأول لوصول الطفل، وكذا محاولته تعويض الاجهاد الجسماني والعصبي من خلال الأكل، وانتهاز أي وقت فراغ للنوم والاسترخاء، مما ينتج عنه زيادة كبيرة في الوزن.
بداية الحل:
عليك عزيزي الرجل أن تحاول أن تعد نفسك قبل أن تقوم زوجتك بوضع الطفل بالفعل.
منذ أول شهور الحمل، ستبدأ بمصاحبة زوجتك في عمليات التسوق للطفل وزيارات الطبيب المتتابعة، وهنا عليك أن تضع جدولا جديدا بالمهام التي دخلت على روتين حياتك، حتى تضع لنفسك أوقاتا معينة للاسترخاء وممارسة أنشطة تقلل التوتر العصبي، وكذا تحديد أوقات معينة لممارسة الرياضة، وعليك أن تحاول بقدر الإمكان أن تتناول غذاء صحيا.
ويقترح العديد من إخصائيي اللياقة البدنية، أن يجعل الزوج منزله موقعا لممارسة الرياضة بدلا من اهدار الوقت في رحلات الذهاب من وإلى أندية اللياقة البدنية، وكذلك ليس شرطا أن يخصص الرجل وقتا طويلا لكل جلسة، فعشرين دقيقة كافية تماما، اذا كان سيلتزم بها على المدى الطويل.
وينصح مدربو اللياقة البدنية أيضا بأن يهتم الرجل بالتمارين التي تعود بالنفع على عدة مناطق بالجسم في آن واحد، مثل تمارين شد العقلة، حيث يمكنك ببساطة تركيب عارضة معدنية بأعلى أحد حوائط المنزل، وممارسة هذه التمارين عليها بصورة منتظمة.
كما يمكنك أن تستبدل الدمبلز بزجاجات الماء "المملوءة بالماء أو الرمال"، وكذلك يمكنك استخدام بعض الكتب كأوزان اضافية على يديك.
التعامل مع الاجهاد
مع وصول الطفل، سيكون الاجهاد المزمن هو حالتك وزوجتك طوال الوقت، ولذا سيبحث كلاكما عن أي لحظات فراغ فقط للاسترخاء..
ولكن لا تستلم لهذا الواقع لأنه سيتسبب في نتائج أكثر ضررا من الاجهاد نفسه.
ويحذر الأطباء من اللجوء للأطعمة اللذيذة عالية السعرات لمجرد أنها تعمل كنوع من الالهاء لمواجهة تناقص ساعات النوم اليومية، حتى أنهم ربطوا بين زيادة الوزن وبين قلة النوم، ذلك أن عدم الحصول على فترة نوم كافية يتسبب في أن يبحث الشخص عن الأطعمة والمشروبات التي تشحن طاقته من جديد، وفي الغالب تكون هذه الأصناف غنية بالسكريات والكربوهيدرات، لأن هرمون الأنسولين يقوم وقتها بتخليص الجسم من السكريات بطريقة ضارة، حيث يحوله إلى خلايا دهنية.
ولكي تحاول تجنب هذا الأمر، التزم بالنوم لمدة خمس ساعات متواصلة يوميا على الأقل.
كيف تتناول طعامك بشكل صحي؟
عليك أن تحاول أن تقوم بتطبيق هذا الاجراء على زوجتك أيضا، حيث يجب أن يحتوي طعامكما بصفة أساسية على البروتين وفيتامين بي والأملاح المعدنية والحديد، ولذلك أكثرا من تناول السمك والبيض والتونة والخضار السوتيه والمكسرات والفاكهة المجففة.
كوّن ثنائيا مع زوجتك:
لا تنس أنك لن تكون الشخص الوحيد الذي سيزداد وزنه في هذه المعادلة، لأن زوجتك أيضا ستعاني من بعض الكيلوجرامات الزائدة عقب الولادة، واذا لم تنتبه جيدا سيزيد وزنها مجددا، وهنا عليك أن تقوم مع زوجتك بتشكيل ثنائي للتدريب معا، ليحفز كل منكما الآخر، وتبدآن معا رحلتكما لاستعادة رشاقتكما، وتجديد شبابكما.
ابدآ الروتين الجديد بممارسة رياضة المشي حول منزلكما بصحبة طفلكما، ثم يمكنكما بعد عدة أسابيع تصعيد الأمر بالذهاب للسباحة مرتين أسبوعيا.