غالبا ما يشعر الناس بالحيرة عندما يرون امرأة متزوجة من رجل في سن والدها، وفي هذه الحالة تسمع تساؤلات تتردد مثل '' ماذا تريد هذه السيدة منه ؟''، أو '' هل يريد هذا الرجل الحياة مع من هو أصغر منه ؟''.
وفي معظم الحالات يكون الحب هو العامل الذي يلعب الدور الأكبر في الاختيار، غير أنه عندما تنطفىء جذوة العواطف المشتعلة الأولى ينتهي الحال غالبا بالزوج الأكبر عمرا والزوجة الأصغر سنا إلى أن يسأل كل منهما نفسه ذات الأسئلة التي يرددها الناس، ويمكن أن يؤدي الفارق العمري بينهما إلى الشعور بعدم الرضا والإحساس بعدم الأمان ويؤدي في أسوأ الحالات إلى الانفصال، وتعد عوامل التسامح والمصارحة والإخلاص ذات أهمية قصوى.
وتوضح فيليسيتاس هيني أخصائية علم النفس والمؤلفة أن المشكلة الأساسية تتمثل في أن الأزواج الذين يزيد الفارق العمري بينهما عن 15 عاما أو 20 عاما يكونون غالبا في مراحل مختلفة كثيرا من العمر، وقد يكون أحد الزوجين يخطط للتقاعد من العمل بينما يكون الثاني لا يزال يعمل من أجل الترقي في حياته الوظيفية حيث أن لا تزال أمامه فسحة من العمر، وقد يكون الإنجاب هدف لأحد الزوجين بينما يكون الآخر قد تخطى هذه المرحلة وتركها وراء ظهره.
ويشير جورج فيرنر إخصائي علاج المشكلات الزوجية إلى أن الاهتمامات الشخصية بين الزوجين يمكن أن تكون مختلفة تماما في الغالب، ويقول إن الشخص الأكبر سنا في العلاقة قد لا يكون مهتما على الإطلاق في التخطيط لقضاء عطلة تتميز بالنشاط بعكس الآخر الأصغر عمرا.
ويضيف فيرنر إن توقع أن يتمكن الزوجان من فعل كل شيء معا بشكل مشترك هو توقع تشوبه الرومانسية ولكنه غير واقعي، وينصح بأن يكون من الواضح أمامهما أن أحد أطراف العلاقة سيشعر بوطأة العمر قبل الآخر.
والنتيجة المنطقية لذلك هي أن كلا من الزوجين سيختار المضي قدما في طريق من الأنشطة الشخصية يختلف عن طريق شريكه في الحياة، ويوضح فيرنر أن هذا الأسلوب يتطلب ثقة هائلة وقدر صحي من الفردية، ويقول إنه ليس بوسع كل شخص أن يتسامح بشأن عدم وجود صلة له بجزء معين من شخصية شريكه.
وتنصح فيليسيتاس هيني الزوجين بإيجاد مساحة واسعة مشتركة بينهما للاستمتاع بوقتهما معا، بينما ينصح فيرنر الزوجين بالتأكد بأن يكون ثمة شيء مشترك بينهما حتى تستند العلاقة إلى قاعدة تنطلق منها وتنمو.