تعتمد ربة المنزل بشكل أساسي على العبوات البلاستيكية لحفظ المشروبات والأغذية بالرغم من التحذيرات المتكررة من استخدام مثل هذه الأدوات لاحتوائها على مادة "لاكسين" ، التي كانت أهم أسباب رفض المدافعين عن البيئة في إعادة استخدامها بأي الأشكال من جديد.
من أكثر العبوات تداولاً فى البيوت وخارجها هي زجاجات المياه والمشروبات البلاستيكية ، ويشير الخبراء إلى أن خطورة إعادة استخدام هذه العبوات تكمن في احتوائها على بعض المواد الكيميائية وتلوث الأغذية والمشروبات نتيجة التفاعل معها ، مما يؤدي إلى تداخل مع نظام الجسم الخاص بالرسائل الهرمونية الطبيعية.
خطر سرطاني
وقام مؤخراً مركز كاليفورنيا للأبحاث والدراسات البيئية بعمل حصر شمل 150 دراسة تناولت مخاطر استخدام هذه المواد التي يعاد استخدامها ويمكن أن تتلف خلال الاستعمال اليومي أو الغسل ، مما يزيد من فرصة تسرب المواد الكيميائية من الشقوق الصغيرة، والتي تتطور عبر الوقت والاستخدام.
وربطت هذه الدراسات بين هذه المادة والإصابة بسرطان الثدي والرحم وزيادة خطر الإجهاض، وانخفاض مستويات هرمون تستستيرون في الجسم ، كما تساهم مادة BPA الموجودة في العبوات البلاستيكية فى إفساد أنظمة المناعة لدى الأطفال .
كما كشفت دراسة مصرية للمركز القومي للبحوث سابقة أن استخدام الأكياس البلاستيك والنايلون أو علب البلاستيك في نقل أو حفظ الأطعمة والمواد الغذائية، يشكل خطورة على الصحة، وقد يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، خاصة إذا كانت هذه الأطعمة ساخنة .
وقد أكدت الدراسة التي قامت بإعدادها سحر العقبي رئيسة قسم علوم الأطعمة والأغذية بالمركز القومي للبحوث أن سبب خطورة استخدام البلاستيك يرجع إلى وجود مادة كيميائية، تدخل في تركيبه حيث يمكنها التفاعل مع المادة الغذائية ، وأضافت الدراسة أن حدوث تفاعل بين العبوات والأغذية خاصة المواد الدهنية يسهل ذوبان المادة البلاستيكية بها، حيث يحدث نفاذ الدهون من الغذاء إلى مادة العبوة البلاستيكية ، كما يحدث تسرب للمواد البلاستيكية إلى الغذاء ،وأن هذا التسرب يتوقف على درجة الحرارة وطول فترة التخزين بداخل العبوة، مشيرة إلى انه كلما ازدادت هذه العوامل يزيد معدل التسرب والنفاذ.
البلاستيك .. ماله وما عليه
وعن مخاطر استخدام البلاستكيات الضارة وبدائلها يقسم د. محمد سعد عبد اللطيف استشاري التغذية وأستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة العبوات إلى أقسام :
- زجاجات المياه البلاستيكية : لا يتكرر تعبئة زجاجات المياه إلا لاستخدام مرة واحدة ، لأن الماء سلعة رخيصة لا توضع فى عبوات غالية ، ولذلك فهي من الناحية الصحية لا تصلح إلال مرة واحدة فقط.
- عبوات الزيوت النباتية : عند تنظيفها بمادة قلوية وماء ساخن ، يكون البلاستيك قابل للتفاعل مع أي مادة غذائية تخزن بها ، وبذلك تكون غير صالحة للاستخدام الآدمي لأي غرض من الأغراض.
- عبوات PTA وهى عبوات مخصوصة لحفظ الطعام ، وعادة يتم تعبئتها بمواد غذائية غالية ، مثل عبوات عسل النحل وغيرها من المواد المرتفعة الثمن ، هذه العبوات يمكن استخدامها عدة مرات تصل إلى سبع مرات.
- العبوات غير الشفافة الملونة قليلة الكثافة كعلب (المربي - الطحينة - المخلل .. الجراكن ..وغيرها ) : هذه العبوات لا تستخدم سوى مرة واحدة فقط ، لأنها خطيرة وتتفاعل مع الغذاء .
- عبوات الكشري والزبادي : تحتوي على مادة "بولي بربولين" وهي عبوات رخيصة لا يمكن أن يمكث فيها الغذاء أكثر من 6 : 8 ساعات ، وغير صالحة للاستخدام مرة أخرى ، كما تعمل الطباعة الموجودة على العبوة إلى تسمم الطعام بمادة الرصاص ، الذي يعمل كمادة مجففة لأحبار الطباعة ، وتسلل الرصاص يأتي نتيجة رص العبوات بطريقة متداخلة مع الاحتكاك.
- حفظ الجبن : تلجأ جميع السيدات إلى تعبئة الجبن في عبوات بلاستيكية ، هذه الطريقة خطيرة نظراً لتفاعل المحلول الملحي مع مادة "البوليمر" وتنتج منها بعض التفاعلات الضارة.
- الأكياس البلاستيكية : غير صالحة لحفظ الطعام وخاصة الساخن منها مثل الفول .
- عبوات الألبان : لا يجب حفظ الألبان في البلاستيك ، لأنه يتم تعقيم الألبان بأنواع من الأشعة التي تسمح بالتفاعل مع البلاستيك ومكونات اللبن .
- عبوات المياه الغازية : لا تصلح للحفظ أساساً فى العبوات البلاستيك ، ولا ينصح د.محمد بشراء المياه الغازية بالحاويات البلاستيكية أو تداولها لأنها تحتوي على حامض الفسفوريك والستريك وغاز ثاني أكسيد الكربون ، كل هذه المواد تتفاعل بشكل طبيعي مع البلاستيك.
ويؤكد د. محمد سعد لـ "لهنّ" أن التغيرات التركيبية لمادة البلاستيك غير مطابقة فى التركيب لأغراض حفظ الطعام ، وفي حالة استخدامه يتسبب في تكوين مركبات ضارة تؤثر على الـDNA ولها تأثير مطفر على الخلية الحيوية.
وينصح د. محمد سعد باستبدال البلاستيك بأنواع أخري لحفظ الأطعمة مثل السوليفان بديل آمن للأكياس البلاستيكية ، أما الأواني فيمكن استخدام ( الأواني الزجاجية - الفخار – الأركوبال والاستانلس تيل)