قد تكون أفلام الخيال العلمي الأكثر اثارة للجدل في عالم السينما، لطبيعة القضايا التي تثيرها، وقد نجحت هوليوود في تقديم هذه النوعية من الأفلام، لدرجة أنها باتت تعيد انتاج أفلام سبق لها تقديمها إلى العالم، كما حدث مع فيلم «توتال ريكول»، والذي يستنسخ فكرة «توتال ريكول» الأصيلة، والتي قدمها لنا أرنولد شوارزنغر في 1990، ليعيد بذلك الحنين إلى أفلام شوارزنغر، مع مراعاة الاختلاف في شخصيات النسخة الجديدة، التي ضمت الإيرلندي كولين فاريل، وجيسيكا بيل، وكيت بيكينسيل، ودوغلاس كويد.
اعادة كولين فاريل تمثيل دور سبقه إليه شوارزنغر، كان بمثابة نقش للذاكرة الإنسانية، وفيه إثارة للحنين إلى ذلك الفيلم الذي مر عليه نحو 22 عاماً، حيث كانت فكرته جديدة ومناسبة لتلك الفترة، في ظل التقنيات والتطور التكنولوجي الذي يستعرضه الفيلم، والتي كانت حينها ضرباً من الخيال، وهو أمر مختلف عن زماننا هذا. وعلى الرغم من أن تبني فاريل لهذا الدور قد أثار الخوف في نفوس معجبيه من الفشل، إلا أنه لا يمكن تجاهل أن هذا الفيلم قد أعاد اكتشاف قدرات فاريل الذي تعودنا عليه خلال السنوات الماضية في أفلام أصغر حجماً، وبالتالي، قد يكون ذلك فاتحة خير على فاريل لتقديم نماذج جديدة من أفلام الحركة والأكشن والخيال العلمي، خصوصا أن قدراته الجسدية وحركته السريعة كانت واضحة في الفيلم.
فكرة الفيلم، التي لاتزال حتى الآن قيد «الخيال العلمي» بالعموم، جيدة وجديرة بالمناقشة سينمائياً، خاصة في ظل ما توفره لنا شركات التكنولوجيا من أدوات تسهل تنفيذها، إلا أن المتابع للفيلم سيشعر حتماً أنه أمام عمل درامي معقد، من ناحية الكتابة والأداء، يحتاج منه إلى تركيز عال لفهم تقلبات الشخصية الرئيسة (كولين فاريل) التي تدور في فلك الانفصام، فمثلاً نجده في بداية الفيلم باسم وشخصية، وتبدأ هذه الشخصية بالتغير نفسياً واسمياً أيضاً مع توالي الأحداث، الأمر الذي يدخلنا في جدال معها ووضعها بالنسبة لنا.