ما هي بدانة الأطفال؟
يتم تعريف بدانة الأطفال ببساطة على أنها زيادة في كميات الدهون في الجسم، ولا يوجد حتى الآن تعريف محدد لبدانة الأطفال من حيث الطول والوزن كما هو الحال مع الكبار، لكن بعض الأطباء قد يعتبرون الطفل بدين إذا زادت نسبة الدهون في أجسادهم عن 20% أو 25% من الوزن الطبيعي لأعمارهم.
وعلى الرغم من ندرة بدانة الأطفال في الماضي، إلا أن هذه الظاهرة قد أخذت في الانتشار مؤخراً، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن ظاهرة بدانة الأطفال تنتشر في شتى بقاع العالم، وتتركز في الدول ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة، خاصة في المدن الحضرية، وفي عام 2010 قدر عدد الأطفال البدناء تحت عمر الخمس سنوات تقريباً بحوالي 42 مليون طفل، يعيش منهم 35 مليون علي الأقل في الدول النامية.
وقد اعتبر الأخصائيون هذه الظاهرة مؤرقة وانتشارها يدق ناقوس الخطر، فيما يتعلق بصحة أطفالنا لما لها من تبعات على صحة الطفل على المدى البعيد والقصير.
فالطفل البدين أكثر عرضة للبدانة عند البلوغ، وما يتبعها من أمراض مثل ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم، ارتفاع ضغط الدم، بعض أمراض القلب، مشاكل العظام والمفاصل، وقد تؤدي زيادة الوزن عند الطفل أيضاً إلى بعض المشكلات الجلدية.. كالطفح الجلدي، العدوى البكتيرية وحب الشباب في مرحلة المرهقة، هذا بالإضافة إلى بعض المشاكل الاجتماعية للطفل البدين، التي قد تؤثر سلباً على حالته النفسية ومقدرا الثقة بالنفس.
أسباب بدانة الأطفال
يوجد العديد من الأسباب التي قد يرجع إلى أحدها منفرداً أو أكثر من سبب مجتمعين سمنة الأطفال، ومن أهمها:
العادات الغذائية الغير صحية.. معظم الأطفال في هذه الأيام يتناولون كميات كبيرة من الحلوي والمشروبات المعلبة الغنية بكميات كبيرة من السكريات، أيضاً مع سرعة إيقاع الحياة.. تعتمد الكثير من الأمهات على الأطعمة السريعة والمقليات التي تحتوي على كميات من الدهون المشبعة غير الصحية، التي تساعد بشكل كبير في ارتفاع الوزن.
أسلوب الحياة الخاطيء.. أثناء طفولتي كان من الشائع وجود مجموعات من الأطفال يقومون باللعب بالكرة أو الدراجات في النوادي أو الشواطىء أو حتى الشارع، والآن أصبح من النادر أن أرى أطفالاً يمارسون أي نشاط جسماني، وبالمقابل أصبح الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام التليفزيون وألعاب الكومبيوتر، مما يعوق أي فرصة لحرق السعرات الحرارية أو تمرين العضلات.
بعض الأسباب المرضية.. في بعض الحالات قد يعاني الطفل من بعض المشاكل المتعلقة بالهرمونات، التي قد تؤدي إلى السمنة، وعادة ما يستطيع الطبيب تحديد هذا الخلل عن طريق اختبارات الدم.
والآن هل تظنين أن طفلك يعاني من البدانة أو عرضة لها؟ إذن دعينا نرى ما يمكنك فعله لتجنيبه هذه المشكلة أو تداركها في حينها.
• في البداية يجب أن تعلمي أنه بإمكانك تجنيب طفلك للبدانة منذ مرحلة الرضاعة، وذلك بتأخير إدخال الأطعمة الصلبة للطفل والاعتماد على الرضاعة لأطول فترة ممكنة.
• عليكِ تشجيع طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة، وتحفيزه بمشاركته اللعب أو اصطحابه للتمشية، أيضاً إلحاقه بأحد الرياضات من الحلول الرائعة.
• كسوبر ماما من أهم مهامك.. هو اعتماد نظام غذائي صحي لأسرتك وعدم الاعتماد على الأطعمة السريعة، وجعل الخضر والفواكه الطازجة جزء من التغذية اليومية، حاولي قدر المستطاع تقديم العصائر الطازجة بدلاً من المعلبة، واجعلي للحلوي والشيكولاته كميات محدده يومياً أو أسبوعياً.
• قنني ساعات مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكومبيوتر، وفي المقابل شجعي أطفالك في شغل وقت الفراغ في اللعب داخل المنزل بألعابهم، أيضاً يمكنك تشجيعهم على أداء بعض المهام المنزلية البسيطة، كترتيب أغراضهم أو مساعدتك في المطبخ.
أخيراً إذا ما شعرتِ بأن المشكلة مستمرة مع أبنائك ولا تستطيعين السيطرة عليها، لا تترددي في طلب مساعدة الطبيب لتحديد ما يمكن فعله مع الطفل