معلومات عن الحجامة
هي طريقة قديمة من طرق الاستشفاء من الأمراض. وقد تداوى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعنه أنه قال " خير ما تداويتم به الحجامة " وقد أمر الصحابة الكرام بالتداوي بها. وقد استمرت وبقيت واعترف بها أهل العلم والطب قديما ً وحديثاً؛ وعُثر على أبحاث عربية وأجنبية عنها.و قد عرف المصريين القدماء والإغريق الحجامة قبل ظهور الإسلام.
الأدلة الشرعية للعلاج بالحجامة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري )أخرجه البخاري. كما قال : ( إن كان في شئ من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء و ما أحب أن أكتوي ). أخرجه البخاري ومسلم - وروى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله : ( ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد مر أمتك بالحجامة). وقال هذا حديث حسن غريب. كما يقول إبن القيم في كتابه الطب النبوي: إن الحجامة في الأزمنة الحارة و الأمكنة الحارة والأبدان الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج تكون أنفع. وقد عالجت الحجامة العديد من الأمراض وتكون بأمر الله سبباً في الشفاء منها ومن خلال الكثير من الأبحاث الطبية العربية والعالمية ثبت أن الحجامة ذات أثر فعال في معالجة الشقيقة وارتفاع ضغط الدم وتمتد فوائدها حتى أنها دخلت في معالجات لبعض الأمراض السرطانية . والحجامة تقدم خدماتها العلاجية للجميع؛ رجالاً ونساء وأطفالاً.
مواضع الحجامة وزمانها:
توقف النمو في جسم الإنسان بعد سن العشرين ينعكس سلبًا على كريات الدم الهرمة في أهدأ منطقة في الظهر، فإذا ما ازدادت الكريات الهرمة سببت عرقلة لسريان الدم في الجسم وأدى ذلك إلى ما يشبه الشلل في عمل الكريات، مما يجعل الجسم فريسة للأمراض، فإذا احتجم المرء أعاد الدم إلى نصابه وأزال الفاسد منه وبقي الدم النقي بكرياته الفتية يغذي الخلايا والأعضاء بالجسم ويزيل عنها الرواسب الضارة فينشط الجسم ويزيل عنه الأمراض. ولتحقيق ذلك تم التوصل إلى تحديد 98 موضعًا للحجامة أهمها الكاهل [أعلى وسط الظهر] فهي منطقة خالية من المفاصل وهي أركد منطقة في الجسم، والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعبًا وغزارة فيها، مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتالي تحط رسوبات الدم رحالها فيها وتقل كريات الدم البيضاء فيها. وتجري الحجامة على كل ذكر يبلغ من العمر 22 عامًا وكل أنثى تخطت سن اليأس [باعتبار أن الحيض يغني المرأة عن الحجامة فهو يتولى إخراج الدم الفاسد بصفة دورية].
وروى أبو داود وابن ماجة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثَلاثـاً في الأَخْدَعَيْـنِ وَالْكَاهــِلِ ( الأخدع: عرق جانب الرقبة والكاهل بين الكتفين ، والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطة على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد ). وعند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الأَخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْن. وعند ابن ماجة في سننه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثْءٍ . وعند أبي داودِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بزه. وفي سنن النسائي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْءٍ.
وأفضل توقيت لها: عندما يميل الجو للدفء؛ فارتفاع الحرارة في الصيف يجعل الدم أكثر سيولة وبالتالي سريع الحركة في الأوعية الدموية مما يعرقل تجمع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل.
وعن أفضل يوم لإجراء الحجامة: في الربع الثالث من الشهر العربي بداية من يوم 15، 17، 19، 21 منه وقد اكتشف العلم الحديث السر في ذلك وأرجعوه إلى علاقة بين جسم الإنسان وظاهرة المد والجزر في البحر، حيث يوجد في جسم الإنسان 26 دائرة رئيسية لخطوط الطول والعرض بها 360 نقطة تستخدم للتوازن في جسم الإنسان. وأفضل الشهور تبدأ من نهاية الشتاء وبداية الصيف مروراً بشهر الربيع؛ وهي ما يوافق الشهور الإفرنجية مارس وإبريل ومايو وما يقابلها من أيام الشهر العربي.
وأفضل أوقات اليوم للحجامة: لا يمنع أن تجرى الحجامة للمريض في أي وقت شعر فيه بالألم أو هاج عليه الدم، وإن كان بعض الحجامين يرون أن يوم الثلاثاء فيه بركة كبيرة لأن الله عافى فيه أيوب عليه السلام. ووقت الحجامة أما في الصباح الباكر على الريق إلى وقت الضحى. ثم من بعد زوال الشمس إلى قبل خروج وقت صلاة العصر المفضل وهو قبل اصفرار الشمس.
مدة الصيام قبل الحجامة:
1- بالنسبة للشخص لأول مرة:
يكون الصيام أكثر من ساعة ولا يكون صائم فترة طويلة لكي لا يصاب بالدوخة. و لابد أن يكون الأكل خفيف (سبع تمرات و ماء) ولا يكون الأكل ثقيل لكي لا يصاب بالغثيان. وإذا كانت الحجامة بعد أكل ثقيل لابد أن يكون الصيام لا يقل عن أربع ساعات.
2- بالنسبة للشخص المعتاد:
#إذا كانت الحجامة في الصباح الباكر فالأفضل الحجامة على الريق ويكون الصيام أكثر من ثمان ساعات.
#أما إذا كان لا يتحمل الصوم لأكثر من أربع ساعات أو كانت الحجامة في وقت غير الصباح الباكر:
يكون الصيام أكثر من ساعتين ولا يكون صائم فترة طويلة لكي لا يصاب بالدوخة. و لابد أن يكون الأكل خفيف (سبع تمرات و ماء وشيء خفيف) ولا يكون الأكل ثقيل لكي لا يصاب بالغثيان. وإذا كانت الحجامة بعد أكل ثقيل لابد أن يكون الصيام لا يقل عن أربع ساعات.
3- بالنسبة لمريض السكر:
يكون الصيام لا يزيد عن ساعتين أو ثلاث. ويأكل الأكل الخفيف (سبع تمرات و ماء وشيء خفيف ودواء
السكر).
إرشادات عامة عن الحجامة:
1- الحذر من التعامل مع الحجامة مع أصحاب الضغط المنخفض.
2- التعامل بحذر مع الكهول إلا للضرورة القصوى.
3- الحجامة للنساء عند الحاجة فقط. و يراعى عدم عمل الحجامة للنساء الحوامل.
4- حجامة الأطفال تكن من نوعية الحجامة الجافة.
5- تجنب الحجامة لمرضى الأنيميا والمصابين بأمراض فيروسية وأصحاب البنية الضعيفة.
6 - لا تكون الحجامة للفرد الجديد إلا بعد التهيئة النفسية و أفضلها أن يرى إنسان يحتجهم أمامه، ولا تزيد عن أربع مواضع.
7- لا يتم عمل حجامة للمتبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة حسب صحته.
8- تتجنب الحجامة للإنسان المصاب بالبرد و درجة حرارته عالية أو مصاب برشح شديد (الإنفلونزاء)، كذلك الإنسان الذي يجري غسيل الكلى أو يتعالج من مرض عضال مثل داء الكلب أو عنده عملية جراحية.
9- الحذر من عمل الحجامة على الشبع الشديد أو الجوع الشديد ( أنظر إلى مدة الصيام قبل الحجامة).
10- يجب تجنب إجراء الحجامة في الشتاء القارص. وأفضل وقت عندما يخرج فصل الشتاء.
11- الحجامة لأمراض الكبد تحتاج لاحتياط شديد.
12- بالنسبة لمرضى سيولة الدم و مرضى السكر لا يتم لهم التشريط بل وخز بسيط.
13- بالنسبة للمصاب بالماء على الركبة لا يوضع الكأس فوق المنطقة المصابة وإنما بجوارها.
14- الأمــــراض التي تعالجها الحجامة : أمراض الرجال مثل تضخم البروستاتا وبعض أنواع الشلل وارتفاع السكر وارتفاع ضغط الدم وضعف الحيوانات المنوية والضعف الجنسي و أمراض الكلى والمرارة وسيولة الدم والشقيقة والباطنية والخمول والنعاس والأرق.أمراض النساء مثل مشكلات ما بعد ربط المبايض واضطرابات الهرمونات ومشاكل الدورة الشهرية للفتيات وانقطاع الدورة الشهرية وتنشيط المبايض وآلام ما بعد جراحات الرحم ونزيف الرحم وأمراض وأعراض سن اليأس والشقيقة والنعاس والأرق.
إرشادات خاصة قبل وبعد عمل الحجامة:
1- يجب تجنب بذل مجهود بدني أو نفسي قبل الحجامة بيوم وبعدها بيومين.
2- بالنسبة للحلاقة تكون قبل الحجامة بيوم وتكون بالموس.
3- الاستعداد قبل بدء الحجامة بالطهارة و الدعاء ومنها الرقية ودعاء الاستخارة وممكن يكون بعد أداء صلاة الشروق (الضحى) وكذلك قراءة الأذكار وخصوصاً الفاتحة و أذكار الصباح والمساء.
4- الأكل بعد الحجامة يفضل أن يكون طعام دافئ و خفيف وبدون دهون (حيوانية): شوربة مع دجاج منزوع الجلد أو شوربة مع خضار مسلوقة أو أرز أبيض بيشاور أو مصري. وعصيرات طازجة مع تجنب صفار البيض، واللبن، والحليب.
5- لابد من اليقين الكامل بأن الحجامة هي سنة دوائية مؤكدة بالقول والفعل عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا مجال للتشدق أو إنكارها، فهي علاج ووقاية ولكنها ليست كما يتصور أو يروج لها البعض من أنها الدواء الساحر الشافي من كل شئ ونحن في هذا المقام نقول بأن الحجامة قد تكون بحد ذاتها شافية ولكنها في أغلب الأحيان مساعدة ومكملة لعمل الأدوية والعلاجات الأخرى. وجاء الإسلام فحدد لها المصطفى عليه السلام ميقاتا زمنيا حسب حركة القمر من نشوءه إلى أفوله وجاء العلم الحديث ليثبت عبر التحاليل صدق معجزته عليه السلام وليقول كلمة حق في سنة أماتها الناس بعد أن ضعف الوازع الديني عند الكثير منهم وإعتقاد البعض منهم أنها من السحر والشعوذة. والواجب معرفته أنها سبب من أسباب الشفاء بأذن الله تعالى وأن الشافي هو الله وحده، وأنه من التوكل الأخذ بالأسباب والدعاء بأن ينفع الله بها.
6- معرفة أن مجرد عمل الحجامة فيه خير كثير لأنها من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن عمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه فهو على هدىً من الله.
7- معرفة أن كل شخص قد تنفع معه الحجامة وقد لا تنفع تبعاً للوقت والتاريخ الذي عملت فيه، والوضع النفسي والجسدي الذي عليه المحجوم و الحاجم، وموضع الحجامة.
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.