الشهيد المجاهد "مصطفى قطوش"

كم هو مؤلم أن نتحدث نحن الأحياء عن عظمة الشهداء، ففي كل أسبوع نرصد حياة شمعة من شموع هذا الوطن، شموع اشتعلت لتضيء الطريق نحو فلسطين كل فلسطين، فكم أنت عظيمة يا فلسطين بتضحيات أبنائك التي لم تتوقف رغم كل الأزمات والمراهنات والمناكفات والتحديات، بقيت يا فلسطين حاضرة بقوة في كل الميادين بفضل عطاء أبنائك المتواصل، فلم يكن الشهيد المجاهد مصطفى قطوش 19عاماً أبو حفص إلا واحداً من طابور طويل منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، فهل تستحق فلسطين بعد كل الدماء التي سالت من اجلها أن تباع في سوق النخاسة الأمريكي بدءا من مدريد وأوسلو وليس انتهاءا بـ"أنابوليس"؟!

ميلاد شهيد
ولد شهيدنا المجاهد مصطفى حسين قطوش "أبو حفص " في السادس من فبراير عام 1988م بالمملكة العربية السعودية.

وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية متواضعة مؤمنة بربها، اجتمعت المحبة بين أفرادها التسعة، الوالدين وأربعة من الأبناء وثلاثة من الاخوات وكان ترتيبه الأخير بين الجميع.

ترجع جذور أسرته إلى قرية "سلمة" قضاء يافا التي هجر أهلها عنها عنوة عام 1948م.

لقد عاش الشهيد حياة اليتم والحرمان حينما فقد والده وهو طفل صغير لم يتجاوز الخمس سنوات.

تلقى شهيدنا تعليمه الأساسي في مدارس المملكة العربية السعودية، ثم أكمل تعليمه الإعدادي بعد عودة أسرته إلى الوطن في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين،وحصل على شهادة إتمام المرحلة الثانوية بنجاح قبل استشهاده بأسبوعين.

وقال صديقه عبد الله عثمان أن الشهيد تلقى نبأ نجاحه في الثانوية العامة بفرحة عارمة، حيث كان يرغب في إكمال تعليمه الجامعي ضمن كلية الشريعة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية، لكن استشهاده حال دون إكماله.

صفاته وعلاقاته
لقد تميز الشهيد أبو حفص بنبل الأخلاق وشجاعة المؤمنين، كان رحمه الله بسيطاً هادئا متسامحاً، زاهداً في الدنيا.

عرف بزياراته الدائمة لأرحامه وأقاربه وأصدقائه ومشاركته لهم في كافة مناسباتهم. كما عرف شهيدنا مصطفى طريق المساجد منذ نعومة أظفاره، فكان يحافظ على أداء جميع الصلوات في مسجد الشهيد يحيى عياش والعديد من مساجد مخيم المغازي.

مشواره الجهادي
انضم شهيدنا في مطلع عام 1999 إلى الإطار الطلابي للرابطة الإسلامية في حركة الجهاد الإسلامي. حيث تميز بمشاركته الفاعلة للحركة في كافة أنشطتها، حيث عمل ضمن اللجنة الثقافية للرابطة آنذاك. كما انضم شهيدنا الى صفوف سرايا القدس في العام 2004 وتلقى العديد من الدورات التدريبية على ايدي ثلة من مجاهدي السرايا من بينهم الشهيد القائد بكر خضورة. ومن بين تلك الدورات دورة "استشهادي" حيث كان مقرر له أن يشارك في عملية استشهادية داخل فلسطين العام عام 1948م، إلا أن القدر لم يشأ ذلك.

يسجل للشهيد مشاركته في تفجير عبوة ناسفة بسيارة " تويتا" أسفرت عن قتل وإصابة من بداخلها بالقرب من حاجز أبو هولي "كوسوفيم"الصهيوني خلال عملية مشتركة لسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى.

كما شارك شهيدنا في قنص جندي صهيوني كان يعتلي برج مراقبة في منطقة مستوطنة "كفاردروم" الحدودية المقامة على أراضينا.

كما وشارك في دك العديد من المغتصبات الصهيونية المقامة على أراضينا المحتلة بصواريخ سرايا القدس

كما يسجل للشهيد مصطفى مشاركته الفاعلة في رصد تحركات العدو الصهيوني المغتصب والتصدي لاجتياحاته ضد مخيماتنا وقرانا ومدننا الفلسطينية حيث يعتبر من الشباب المتميز في التعامل مع العبوات الجانبية والموجهة.

موعده مع الشهادة
في فجر يوم 19/7/2006 كان شهيدنا مصطفى قطوش" أبو حفص" على موعد مع الشهادة عندما كان مرابطاً مع إخوانه المجاهدين على ثغرة من ثغور الوطن، حيث كان يقف على مسئولية تفجير العبوات الموجهة ضد الآليات الصهيونية التي كانت تجتاح مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وقد استمر الاجتياح الصهيوني للمخيم أكثر من ثلاثة أيام متواصلة ظل شهيدنا أبو حفص مرابطاً مجاهداً متنقلاً من ثغر لآخر، حيث تمكن شهيدنا من تفجير عبوة ناسفة في إحدى الآليات الصهيونية وإصابتها إصابة مباشرة، فحاول شهيدنا زرع عبوة أخرى في محاولة لمنع الآليات الصهيونية من التقدم نحو المخيم الصامد، فباغتته طائرات العدو الصهيوني بصاروخ أصابه إصابة خطيرة نقل على أثرها إلى مستشفى المخيم حيث فارق الحياة هناك.