روايات الفلاحين: مصادر الكتب التذكارية لتاريخ قرى القدس
روشيل ديفيس
كيف نكتب عن حياة القرية الفلسطينية خلال النصف الأول من القرن العشرين؟ إن غياب الفلاحين وغير المنتمين إلى النخبة عن التاريخ الاجتماعي والثقافي لهذه الفترة يتباين مع دورهم البارز الذي تظهره الأبحاث المعاصرة عن التاريخ السياسي لتلك الحقبة. ففي الأوضاع المماثلة في نواح أخرى من العالم، ليس أمام المؤرخين سوى المجلات الرسمية التي يعيدون من خلالها بناء الماضي، وهذا ما يؤدي إلى وجود فجوات خطرة في فهم أبعاد أهمية السكان الريفيين ومشكلاتهم.(1) أما في حالة فلسطين، فقد شهدت الأعوام العشرون الماضية ظهور مؤلفات عدة لكتّاب فلسطينيين تقدم لنا رؤية عن حياة القرية في تلك الفترة. وتركز هذه المقالة على كتب تذكار القرى كمصادر لفهم حياة قرى القدس قبل سنة 1948.
الكتب ا لتذكارية
الكتب التذكارية، كما تعرّفها سوزان سلايوموفيكس (Susan Slyomovics) في كتابها المطول عن الموضوع، تشكل فئة هجينة على نحو فريد من الفلكلور وتاريخ القرى. ويؤلف هذه الكتب الأرمن ويهود أوروبا الشرقية والفلسطينيون والبوسنيون لتذكر بلداتهم وقراهم وبيوتهم وأراضيهم المفقودة وحفظها.(2) وقد شهدت ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته انتشاراً للكتب التذكارية المعنية بالقرى الفلسطينية التي فقدت في حرب 1948. ولا يستخدم مصطلح "كتب تذكارية" في أي من هذه الكتب، بل إنها تصنف نفسها بطرق عدة تحمل عناوين فرعية مثل: "فلسطيننا في قصة قرية"، أو "قرية مقدسية في الذاكرة"، أو "إحدى القرى الفلسطينية المدمرة".
شرعت الكتب التذكارية في إنشاء سجل تاريخي للقرية من خلال شهادات المقيمين بها، وما عايشوه في أثناء حرب 1948، والأدلة الموثقة المتوفرة. وهي تركز على الأنساب، وأوصاف أراضي القرية والتعليم والثقافة والتراث. وقد كتبت عن طريق المزج بين الشهادات الشفهية المجموعة من المقيمين السابقين (فضلاً عن ذكريات المؤلف إذا كان من القرية)، وبين الوثائق المدونة، مثل السجلات العقارية والخرائط والصور الفوتوغرافية. وتسعى هذه النصوص لرسم صورة للقرية كما كانت قبل سنة 1948. ألّف الكتب التذكارية عن القرى الفلسطينية أفراد أو مجموعات، في مجلد واحد أو سلسلة من المجلدات، عن قرية واحدة أو مجموعات من القرى، أو أفراد يتحدثون عن القرى التي ولدوا فيها (أو التي ولد فيها آباؤهم)، فضلاً عن باحثين غرباء عنها يرون أن تاريخ القرى جزء مهم لا يتجزأ من التاريخ الفلسطيني الوطني.(3)
إن جغرافية الشتات الفلسطيني، والصعوبة التي تواجه في السفر إلى دول المنطقة، تجعلان هذه الأعمال مقصورة على روايات مستقاة من أفراد يعيشون في بلد المؤلف نفسه (إسرائيل/فلسطين، أو الأردن).(4) ونظراً إلى تدني معدل التعلم بين أوساط القرويين الفلسطينيين، فإن الكتب التذكارية الفلسطينية ترتكز بأكملها تقريباً على التصنيف الشفهي.(5) بل إن القرويين الذين توفرت لديهم فرصة ضئيلة لتدوين رواياتهم، أو إسماع أصواتهم، أو رواية قصصهم، يقصدون باعتبارهم مصادر لهذه الكتب التذكارية. غير أن عدداً قليلاً من الكتب فحسب يعرض المقابلات بالعربية العامية (وخصوصاً سلسلة بيرزيت)، بينما أعيدت رواية معظم الروايات في السلاسل الأخرى بلغة عربية فصحى حديثة. وفي حين أن المقابلات أجريت بالعربية العامية على الأرجح، ولا سيما مع المسنين والنساء، اختار مؤلفو الكتب التذكارية إعادة كتابة المقابلات بالعربية الفصحى.
يمكن تصنيف الكتب التذكارية الفلسطينية في ثلاث مجموعات وفقاً للمؤلف وعلاقة المؤلف بالقرية: سلسلة بيرزيت، القرى الفلسطينية المدمرة؛ الكتب التي نشرتها جمعيات القرى؛ الكتب التي ينشرها أفراد.(6)
أقدم الكتب التذكارية الفلسطينية هي جزء من مشروع يقوم به مركز الوثائق والبحوث في جامعة بيرزيت لتوثيق القرى الفلسطينية المدمرة. فقد تصور المركز، برئاسة شريف كناعنة، الاختصاصي البارع بالفلكلور، الكتب التذكارية بمثابة مشروع وطني، واختار ست قرى لإجراء مقابلات مع سكانها.(7) في البداية كانت المجموعة تضم كناعنة وخمسة باحثين آخرين وضارباً على الآلة الكاتبة وراسم خرائط، وقد بدأ العمل في سنة 1985. لم يكن مؤلفو هذه الكتب، خلافاً لمؤلفي معظم الكتب التذكارية الأخرى، من القرى التي جمعوا منها التاريخ الشفهي.(
وقد وضع إنشاء هذه الكتب في سياق نكبة 1948. يقول النص التوضيحي: "إن سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة مجموعة من الصور الإثنوغرافية للقرى الفلسطينية التي دمرت سنة 1948 ذ 1950 كما كانت في الأربعينيات من هذا القرن".(9)
يتبع كل كتاب النسق نفسه كجزء من نية المشروع تفحص القرى المدمرة في كل أنحاء فلسطين بشكل شامل ومتساو. يصف الفصل الأول "التاريخ الشعبي للقرية"، بما في ذلك موقعها والقرى أو البلدات المجاورة. وتندرج الفصول المتبقية تحت العناوين الفرعية: "الحارات والحمائل"؛ "القرية في الأربعينيات"؛ "السياسة، الحروب، الهجرة". ويغيب المستجوبون الذين جمعوا المعلومات غياباً تاماً عن أي قسم من النص، كما حذفت أسئلتهم. وعلى الرغم من تشابه الكتب في الإخراج العام، فإن كلاً منها يتباين تبايناً كبيراً في نوع المعلومات وطريقة عرضها. وألحقت بنهاية الكتاب صور فوتوغرافية ووثائق وغيرها من المواد المهمة، شكلت في بعض الحالات قسماً كبيراً من الكتاب في الإجمال. وقد أنتج بإدارة كناعنة ثلاثة عشر كتاباً من هذه السلسلة على الأقل. وظهرت سبعة كتب أخرى بإشراف مدير المشروع التالي، الاختصاصي بالعلوم السياسية صالح عبد الجواد.(10) استكملت وجهة النظر الوطنية لسلسلة بيرزيت بمجموعة ثانية من الكتب التذكارية التي كتبها مؤلفون يتحدرون من القرى موضوع البحث. وقد نشرت كتبهم الجمعيات الخيرية للقرى في الأردن، التي تتشكل عضويتها من لاجئي تلك القرى نفسها في فلسطين. ومن المرجح أن المؤلفين وجدوا سبيلاً للوصول إلى مقيمين سابقين بالقرية، لا ينتمون إليهم بصلة قرابة، عن طريق العضوية في جمعية القرية. وتتفاوت الكتب في هذه المجموعة بشكل واسع في أسلوب كتابتها ومصادرها وإخراجها العام ومحتواها، على الرغم من أنها جميعاً تدرج معلومات عن القرية وتاريخها قبل سنة 1948، وهي تبحث أيضاً في تفصيلات تتعلق بإنشاء جمعية القرية في الشتات وأنشطتها.(11) كان الخوف على الهوية المحلية ضمن الإطار الوطني الدافع وراء ظهور المجموعة الأخيرة من الكتب التذكارية. وقد أصدر هذه الكتب غير المنتمية إلى جمعيات منظمة للقرى أشخاص من تلك القرى بمبادرة شخصية، أو باحثون من الخارج. وتتفاوت هذه الكتب كثيراً في الشكل، والمحتوى، وطريقة العرض.
قرى القدس
تشمل الكتب التذكارية عن القرى في قضاء القدس ستاً من القرى السبع الأكثر تعداداً للسكان، وفقاً لإحصاءات السكان التي أصدرتها سلطات الانتداب سنة 1944.(12) وهذه القرى هي: عين كارم (3180)؛ لفتا (2550)؛ بيت محسير (2400)؛ دير آبان (2100)؛ الولجة (1650)؛ قالونيا (1260). أمّا المالحة (عدد سكانها 1940)، وهي خامس أكبر قرية في الناحية، فليس لها كتاب تذكاري.(13) وعلى غرار ذلك، تشمل الكتب التذكارية عن القرى معظم القرى التي تضم أكبر الأراضي العربية المملوكة: عين كارم (13449 دونماً)؛ بيت محسير (15428 دونماً)؛ الولجة (17507 دونمات). ومن القرى الأخرى غير المشمولة، لكنها تمتلك أراضي شاسعة: البريج (عدد سكانها 720 نسمة، ومجموع أراضيها 18856 دونماً)؛ دير رافات (عدد سكانها 430 نسمة، ومجموع أراضيها 12966 دونماً)؛ علاّر (عدد سكانها 440نسمة، ومجموع أراضيها 12353 دونماً). وثمة قرية هي صوبا (عدد سكانها 620 نسمة، ومجموع أراضيها 4082 دونماً) وضع عنها كتابان، أحدهما كتبه مؤلف يعيش في الأردن، والآخر ألّفه مقيم بالضفة الغربية.
ويمكن أيضاً رسم القرى من خلال الموقع الجغرافي في قضاء القدس. فمن الواضح من خريطة قضاء القدس المدرجة في كتاب All that Remains، أن جميع القرى الأقرب إلى مدينة القدس وضع لها كتب تذكارية، باستثناء المالحة والقسطل والجورة. وتقع القرى الأخرى في منتصف الطريق على امتداد تلال القدس نحو مدينتي اللد والرملة. وتسعى هذه المشاريع كلها لعرض صورة إجمالية للقرية، فضلاً عن المعالجة الشاملة لتفصيلات حياة القرية قبل سنة 1948.
من الولجة إلى قالونيا: مسح للنصوص
اشترك عزيز أبو خيارة وصالح فنّوش ومحمود سليمان وموسى عاشور معاً في تأليف كتاب "الولجة: حضارة وتاريخ". وقد أدرج المؤلفون فصولاً عن تارخ القرية وجغرافيتها، وحياتها الاقتصادية وحياتها الاجتماعية، والقتال في سنة 1948 والشهداء، والفلكلور الخاص بها. ويحتوي الكتاب أيضاً على خريطة للقرية وصور فوتوغرافية لها، فضلاً عن أشعار عنها كتبها مقيمون سابقون بها، ووصف وخريطة لقرية جديدة أنشئت على أراضي القرية التي بقيت في أيدي العرب بعد سنة 1948. وخصص فصل آخر لوصف جمعية الولجة التعاونية. ويبدو الكتاب للقراء أنه تأليف مشترك، ولا ينسب أي من المؤلفين الفضل إلى نفسه في تأليف أي قسم منه.(14)
يقارب كتاب "عين كارم: الحقيقة والحلم"، لمؤلفه عطية عطية، المشروع التذكاري للقرية بطريقة شخصية أكثر. فبعد مقدمة مطولة تصف ذكريات الطفولة عن مغادرة عين كارم سنة 1948، يبدأ عطية قسماً يدعوه "إضاءات"، يكرس فيه الإطار الذي يفهم من خلاله تاريخ فلسطين: الجذور في الأرض، والأنساب العربية، والولاء/الهوية، والمنفى وتأثيراته، والأيديولوجيا الصهيونية، والحنين إلى الوطن. وتدرس ثلاثة أرباع الكتاب الباقية قرية عين كارم، وبخاصة كما كانت قبل سنة 1948، والعناصر الطبيعية والسياسية للقرية، والدين والآثار التاريخية الدينية، والأوقاف، والقتال الذي نشب في القرن العشرين، والتقاليد والعناصر الثقافية للحياة في القرية، والرجال ذوي الشأن، والرحالة، والخيارات السياسية لعين كارم، وأهلها في المنفى.(15)
كتب إبراهيم عوض الله أحد الكتابين اللذين ألفا عن قرية صوبا.(16) يبحث الفصل الافتتاحي في تاريخ فلسطين وقرى القدس، وصولاً إلى سنة 1948. ويشرح الفصل الثاني الأنساب العربية، وكيف تتوافق العشائر الفلسطينية مع هذه البنية الأوسع، إلى جانب لمحة تاريخية عن بنية عائلات القرية. وتتوجه الفصول المتبقية إلى جغرافية القرية، وأحداث حرب 1948، وأنساب أهل القرية، والحياة الاجتماعية والاقتصادية، وآثار العهد الصليبي التي استخرجت مؤخراً من البيوت المهدمة.
في سنة 2000 ظهر كتاب آخر عن صوبا، وضعه محمد سعيد مصلح رمان. والكتاب، على غرار الكتب الأخرى، يركز على جغرافية القرية، وتوزيع الأراضي، وتاريخ القرية واسمها، والمقيمين بها وزعامتها، وأنساب الحمايل والعشائر، وسجلات ميراث بعض العائلات، والحياة الاجتماعية والتعليمية، واقتصاد القرية، ومؤسسات الوقف والمباني الدينية، وصوبا في أثناء حرب 1948، والاكتشافات الأثرية.
يركز كتاب "بيت محسير"، لمؤلفه عثمان صالح، على اسم القرية نفسه، وتاريخها، وتقسيمات أراضيها، وأنسابها، والحياة الاجتماعية والاقتصادية، والزراعة، والقتال في سنة 1948.(17)
وكتب غالب سمارين "قالونيا: الأرض والجذور". وعلى غرار الكتب الأخرى، يبحث هذا الكتاب في الجغرافيا، وتقسيمات ملكية الأراضي، والأصول التاريخية للقرية، والقتال في الفترة 1947-1949، والتعليم، والفلكلور. ويضم الكتاب أيضاً عدداً من الفصول الفريدة، بعنان "الزواج والحب"، و"التعرف إلى قرية قالونيا"، وقسماً يحتوي على وصف مفصل لعمارة المنزل القروي واستخدامه.(18)
كما هناك كتاب وضعه عبد العزيز أبو هدبة عن قرية دير آبان، ويعتبر أحد أطول الكتب التذكارية وأكثرها شمولاً، إذ يقع في 450 صفحة. وأبو هدبة اختصاصي بالفلكلور، وينتمي إلى جمعية إنعاش الأسرة في البيرة في الضفة الغربية. وقد أدرج خرائط متنوعة المعالم للقرية والمنطقة المحيطة بها، ووضع فصولاً تحتوي على وصف مفصل لكل عناصر حياة القرية. وعلى غرار بعض الكتب الأخرى، ثمة قسم في الكتاب عن "شهداء القرية"، إذ كانت دير آبان قدمت 37 شهيداً بين سنة 1916 وسنة 1948.(19)
تقدم سلسلة بيرزيت عن القرى الفلسطينية المدمرة كتابين عن قريتي دير ياسين ولفتا في منطقة القدس. وكان كتاب دير ياسين في هذه السلسلة محور بعض الجدل في سنة 1998 عندما نشرت المنظمة الصهيونية الأمريكية "Deir Yassin: History of a Lieس (دير ياسين: كتاب كذبة). وفي تلك الدراسة يتقصى المؤلفون عدداً كثيراً من المصادر الأولية والثانوية لـ "إيضاح ما الذي وقع فعلاً في دير ياسين في ذلك اليوم المشؤوم."(20) كما يستشهدون بالكتاب التذكاري لجامعة بيرزيت الذي قدم ذكريات بعض الناجين عن القرويين الذين قتلتهم القوات اليهودية في دير ياسين. تذكّر الناجون أسماء 107 قتلى في الإجمال (نحو 17% من سكان القرية تقريباً)، و12 جريحاً.(21) وهذا الرقم يتضارب، وفقاً للمنظمة الصهيونية الأمريكية، مع رقم 254 قتيلاً الذي وجدته الأكثر شيوعاً في 170 كتاباً بالإنجليزية، ومع الرقم الذي أورده مردخاي رعنان، قائد مقاتلي إرغون تسفائي لئومي (المنظمة العسكرية القومية) في دير ياسين. فغالباً ما يتجاهل الباحثون الصهيونيون، المصادر الفلسطينية التي تعتمد على الشهادة الشفهية، على أساس أن الذكريات لا تشكل سجلات دقيقة عن الماضي.(22) لكن في هذه الحالة، مال مؤلفو المنظمة الصهيونية الأمريكية، الذين يحاولون إثبات عدم وقوع المجزرة، إلى تصديق هذا المصدر الفلسطيني باعتباره "أكثر دقة"، نظراً إلى تدني الرقم الذي يسوقه. ويتجاوز الدافع السياسي لمشروع المنظمة الصهيونية الأميركية المقولة التعديلية الظاهرة في خلاصته غير المقنعة بعدم وقوع أي مجزرة في دير ياسين استناداً إلى "الحكم القضائي الإسرائيلي في سنة 1952؛ وهو اعتراف رسمي ... بأن المعركة كانت في الواقع عملية عسكرية مشروعة ضد قوات معادية مسلحة."(23) وبتغيير التركيز في اتجاه تقديم صور مختلفة للحدث (مجزرة في مقابل عملية عسكرية) بدلاً من عرض الأحداث نفسها (قتل الرجال والنساء والأطفال)، تسعى المنظمة الصهيونية الأميركية لتقديم تناقضات روايات ثانوية إلى حد كبير، ونزع الشرعية عن أي تفسير للماضي، باستثناء تفسيرها هي.(24) ويبقى كتاب بيرزيت عن دير ياسين أكثر المصنفات شمولاً عن المقابلات المتأخرة مع الناجين.
النساء كموضوعات ومصادر
يكشف تفحص الكتب التذكارية في مجموعتي المذكورة أعلاه عن أن النساء لم يكن يعتبرن، في معظم الأحيان، مصادر للتاريخ أو موضوعات له. فالرجال هم الذين يصفون دور النساء في القرية. ويعبر أحد المؤلفين عن ذلك بقوله إن الذين عاشوا في القرية هم وحدهم من يعرف حقاً ما كانت عليه حياة النساء: إذا امتدح المؤرخون النساء في موقف أو حدث ما، فقد كان دورهن طبيعياً. ويضيف قائلاً إن نساء الولجة كن يتمتعن بمساواة تفوق وصف المؤرخين، وبالتالي يشعر المؤلف بأن عليه أن يضع بين أيدي القراء، رجالاً ونساء على السواء، ما سمعه من نساء القرية وبعض الأدوار التي كانت نساء الولجة يقمن بها ويمارسنها على مر الأجيال في البناء وتربية الأطفال وكسب العيش.(25)
ويتابع سرد ووصف المجالات المتعددة التي قامت المرأة فيها بدور مهم: فقد كانت سيدة بيتها، تساعد زوجها في الحقول والبساتين، وفي بيع المنتوجات الزراعية، وتحوك السلع المنزلية، وتساعد زوجها في الدفاع عن أرضه.(27) لكن حتى في قسم "النساء في القرية"، وهو قسم موجود في ثلاثة من الكتب التذكارية، لم تدرج قصص عن النساء، ولم تورد أي امرأة كمصدر لذلك القسم.
لم أستطع العثور في الكتب التذكارية، أو في مجموعات التاريخ الشفهي، باللغة العربية، على أي رواية لامرأة فلسطينية عن الحياة قبل سنة 1948.27 ومن الصعب تقدير ما إذا كانت النساء لا يعتبرن أنفسهن مصادر للمعلومات عن الماضي، على الرغم من أن عدد التواريخ الشفهية التي جمعت من نساء فلسطينيات عن موضوعات أخرى يوحي بأنهن يرين أنفسهن مصادر للمعلومات.(28) ويعبر بعض الكتب التذكارية عن سبب إضافي يظهر لماذا قد لا ينظر إلى حياة نساء القرية باعتبارها تستحق رواية من المصدر مباشرة. فقد جاء في أحد تلك الكتب: "نرى النساء قد عملن وشاركن الرجال في أفراحهم وأتراحهم، وأعمالهم اليومية."(29) وتشير هذه الرؤية إلى أنه كان ينظر إلى حياة النساء باعتبارها في الجوهر مكافئة في كل الأمور، على الرغم من أن المؤلف نفسه يلاحظ أن النساء "لم تكن لهن فترة راحة كالتي كان يتمتع بها الرجال."(30)
تقدم الكتب التذكارية الفلسطينية صورة محددة على وجه الخصوص لمشاركة النساء في نقل المعارف عن القرية، وهو ما يظهر في عدد النساء المدرجات كمصادر شفهية. ففي مقدمة كل كتاب في سلسلة بيرزيت، بعد إيراد تاريخ قصير عن القرية، يذكر المؤلفون أسماء المشاركين على التوالي الذين قدموا المعلومات للكتاب ويشكرونهم. ويتراوح هذا العدد بين خمسة أشخاص وواحد وعشرين شخصاً للقرية الواحدة. ويغلب الرجال على الأسماء المذكورة. ففي خمسة من الكتب الأحد عشر التي حصلت عليها، لم تجرِ مقابلة مع أي امرأة قط.
وعندما أجرت البحث لبنى عبد الهادي (مؤلفة ثلاثة كتب والمؤلفة الأنثى الوحيدة في السلسلة)، ارتفع عدد النساء اللواتي أجريت مقابلات معهن إلى ست نساء وتسعة رجال في أحد الكتب وامرأتين وامرأة واحدة على التوالي في الكتابين الآخرين.
ولا تورد الكتب التذكارية الباقية في هذه الدراسة، وعددها سبعة في الإجمال، أي امرأة تقريباً كمصدر. فقد غابت أصوات النساء على الرغم من أنهن يعمّرن مدة أطول من الرجال، ومن ثم يرجح توفرهن أكثر من الرجال للمساهمة في هذه الكتب.
هذا لا يعني أن النساء كن غائبات تماماً عن الكتب التذكارية. فتقليدياً، لم تكن عائلات النساء ونسبهن بالدم ومسقط رأسهن تسجل في الأنساب المحفوظة في النصوص والروايات الرسمية، على الرغم من أن الجميع تقريباً يعرفون أسماء أمهاتهم وجداتهم وأسماء عائلاتهن ومساقط رؤوسهن. لذا، فإن المعلومات المحفوظة من خلال العلاقات الشخصية تفقد في الروايات الرسمية. وعندما تفقد الأجيال التالية ارتباطها الشخصي بالماضي، تختفي المعلومات عن السلف الأنثوي معها. لكن نظراً إلى اهتمام الفلسطينيين بتدوين الماضي "المفقود" في الكتب التذكارية، فإنني أزعم أن الأساليب الفلسطينية المعاصرة لتسجيل التاريخ وكتابته تقدم طرقاً جديدة لإشراك النساء.
يستغل مؤلف الكتاب عن قرية قالونيا هذه المعرفة الشخصية للعائلات في تأليف كتابه التذكاري. ففي القسم المعنون "جذورنا: سكان قريتنا من الأزمنة القديمة إلى الشتات في سنة 1948"، يصف الحمايل والعشائر المتعددة في القرية. ويتبع هذا الوصف القياسي والرسمي لجذور العائلات بقسم من 53 صفحة عن المقيمين في الفترة الممتدة 150 عاماً قبل سنة 1948. ومن المقتطفات الصغيرة:
فصائل دار سلامة هي:
سلامة شعبان سلامة تزوج سيرية عطية (والدة حسين سلامة شعبان سلامة) في مقابل أخته فاطمة شعبان التي تزوجت عطية، المنتمي إلى حمولة مخلوف.
حسين سلامة شعبان سلامة. تزوج ثلاث نساء:
* عثمانة عثمان سمور "إم سلامة"؛
* صبحة محمود عبد ربه من قرية الرام "إم محمد"؛
* عزية محمد علي سلامة "إم أحمد"، وكان هذا زواجها الثاني بعد أن توفي زوجها الأول، حمدان بركات، في الجيش العثماني.
سلامة حسين سلامة شعبان سلامة كان متزوجاً من فاطمة محمد علي سلامة شعبان سلامة عسكر "إم شعبان".
محمد حسين سلامة شعبان سلامة تزوج امرأتين: الأولى كانت نعمة العبد عثمان صلاح من [عائلة] مخلوف "إم حسين"، وبعد وفاتها، كانت الثانية عزيزة محمد عطوة من [عائلة] مخلوف "إم خليل".(31)
إن المعلومات الواردة في هذا الكتاب التذكاري استثنائية لأسباب عدة. فهذا العمل يقدم لنا معلومات غير مدونة في سلاسل الأنساب الرسمية، أو المروية شفهياً، أو أشجار العائلات المكتوبة، أو الوثائق التاريخية. بل إن سجل قالونيا يقدم لنا معارف شخصية عن العائلات، من نوع المعلومات التي قد لا تكون مدونة في ذلك الوقت (مثل أسماء الأمهات والأخوات). كما تقدم اللائحة أيضاً، عند تدوينها، معلومات مهمة عن عدد الرجال الذين تزوجوا أكثر من امرأة واحدة، إما في وقت واحد، وإما بعد وفاة الزوجة، فضلاً عن عدد النساء اللواتي تزوجن مرة ثانية. ويقدم الكاتب معلومات عن العائلة أو العشيرة التي تنتمي إليها العروس، أو إذا ما كانت من قرية أخرى. ويوفر مثل هذا التوثيق فرصة نادرة لرؤية حضور النساء، بعد عدة أجيال، في تواريخ العائلات، والعلاقات بين القرى (ومنها القرى المتجاورة) عن طريق المصاهرة، وإمكانات فهم التاريخ الاجتماعي للقرية، وأعداد الزواجات المتعددة، والوفيات، والزواجات من داخل العائلة أو العشيرة أو الحمولة، أو من خارجها.
ومن الكتاب المنتقى أعلاه وحده، والذي يغطي ثلاثة أجيال فقط (تتواصل لثلاثة أجيال أخرى)، نجد تشكيلة متنوعة من المعلومات التي غالباً ما يشدد على أنها "مميزة" أو "غير عادية"، عن علاقات المجتمعات والقرى العربية - لكن من النادر أن يكون لدينا بيانات عن سكان القرى نستطيع استخدامها. فمن الأجيال الستة لعائلة سلامة شعبان سلامة، يذكر المؤلف 19 زواجاً. وبينها حالة لتبادل الزواجات (لخفض تكليف المهر على الأرجح)، حيث العريس من عائلة يتزوج عروساً من عائلة أخرى، وفي المقابل تصبح شقيقة من عائلة العريس عروساً لرجل من العائلة الأخرى، ونجد سبع عرائس قدمن من قرى أخرى، وكانت خمس زوجات بنات عم من العائلة نفسها، وثلاث زوجات من عائلات أخرى داخل الحمولة نفسها، وثلاث زوجات من حمائل أخرى (على الرغم من أنهن من العشيرة نفسها).(31) ويقدم لنا المؤلف إمكانات لفهم العلاقات الاجتماعية في القرية في ذلك الوقت من خلال هذه الإحصاءات غير المألوفة عن الزواجات وطبيعتها وجذور النساء وعائلاتهن. وفي حين أنه لا يذكر بشكل مباشر مصادر هذه القائمة بعائلات قالونيا، أفترض أنه أعيد بناؤها من ذكرياته وذكريات الآخرين، وربما من سجلات العائلات. وتكمن أهمية هذه المواد في تضمينها معلومات عائلية محددة (أسماء النساء وعائلاتهن وجذورهن) غالباً ما يحتفظ بها لبضعة أجيال فقط، ونادراً ما تدرج، إن أدرجت أصلاً، في تواريخ الأنساب الفلسطينية الجماعية الشفهية أو المكتوبة الأكبر. ففي هذا الكتاب التذكاري تدون معلومات متخصصة لا يعرفها إلا مجموعة صغيرة من الأشخاص في تاريخ جماعي أوسع للقرية، ومن ثم يحتل موقعة في الإدراكات الفلسطينية الجماعية للماضي. فليس هناك مجموعة واحدة فقط تروى من المعلومات، وليس هناك طريقة واحدة فقط لروايتها.
كلمة تحفظ
تهدف هذه المراجعة للكتب التذكارية عن القرى، في المقام الأول، إلى تقديم وصف عام للمواد الغنية المتوفرة لفهم حياة القرية قبل سنة 1948. وثمة ناحية أخرى مفيدة للباحثين هي الأقسام المتعلقة بحرب 1948، ومقاومة القرويين وقتالهم، وتأثيرات الحرب في السكان. وهكذا تستفيد هذه الكتب من العمل التاريخي الشفهي، الذي قام به نافذ نزّال في كتابه
The Palestinian Exodus from the Galilee, 1948 في تتبع هذه الفترة المشؤومة من التاريخ من وجهة نظر القرويين الفلسطينيين.
ثمة خصائص أخرى للكتب التذكارية تشجع الباحثين على أن يكونوا انتقائيين في استخدامها. فقد يجد الباحثون الأقسام الطويلة عن الأنساب مملة. وسيجد باحثون آخرون، وأنا أعد نفسي منهم، أن الافتقار إلى توثيق الإحصاءات ومزاعم بعض المؤلفين وتوكيداتهم، إلى جانب تعميماتهم، أمر محبط. وفي بعض الحالات تجعل التعميمات التي يشرح فيها المؤلف وضعاً ما- وليكن التعليم في القرية-المواد عديمة الفائدة تقريباً بالنسبة إلى الباحث:
كان نظام "الكاتب" يسري في أواخر العهد العثماني وبداية الانتداب البريطاني في الولجة، على غرار القرى المجاورة. وكان التلاميذ يدرسون الدين الإسلامي والقرآن واللغة العربية والحساب. وكان التلميذ يبقى في "الكتاب" إلى أن يختم القرآن.
وبهذه المناسبة كان يقام احتفال، فيتوجه شيخ "الكتاب" وتلاميذه إلى منزل التلميذ الذي ختم القرآن للغداء. وكان التلاميذ الذين ينهون جزءاً من القرآن يوزعون الحلوى على زملائهم. واستمرت هذه الحال حتى سنة 1938. وكان أولاد الولجة يدرسون في بيت المعلم لقاء رسم زهيد.(33)
يبدو أن مثل هذه الروايات عن حياة القرية يرتبط بماضي القرية بشكل عام، ويوفر بضعة تفصيلات تربط المعلومات بقرية معينة، أو يمكن أن تكون مفيدة للباحث في تلك الفترة، أو في ذلك الموضوع (على الرغم من أنها ولا شك قيّمة ومثيرة لاهتمام من يتحدر من تلك القرية).
ينبغي للباحثين المهتمين بحياة القرى قبل سنة 1948 أن يمعنوا النظر، في بعض الحالات، في التوطئات والمقدمات والخلاصات التي تشهد على حقوق الفلسطينيين في الأرض والحنين الشديد إلى الماضي الريفي الرومانسي. على سبيل المثال، يبدأ أحد المؤلفين كتابه بما يلي:
قريتي قالونيا جزء مما خلق الباري لهذه الأرض؛ فهي تدعو العقل وتجذب الروح إلى تأمل جمالها الطبيعي. تحيط بها أرض خضراء مملوءة فاكهة، ويجملها مناخ منعش وطقس معتدل معظم أشهر السنة. ترويها ينابيع ماء سلسبيل، تروّق قوّتها ونقاؤها العقل والقلب والروح. جبالها مكسوة بأشجار التين والزيتون المباركة.(34) التين يحبه الناس والطيور، وله مذاق مهم متميز لم يتغير منذ ظهوره. والزيتون، أسمى علامات الله جمالاً، يزين سفوح جبالها.(35)
وفي حين أن من السهل علينا نسبة هذه المشاعر إلى الحنين إلى الماضي الغائب والأرض المفقودة، وبالتالي استبعاد الصورة المثالية للحياة في تلك الأوقات، من المهم أيضاً أخذ سياق الذكرى في الحسبان. فبالنسبة إلى كثير من اللاجئين، كانت الحياة في قراهم، بصرف النظر عن مقدار صعوبتها، أفضل كثيراً من الحياة التي اضطروا إلى عيشها في المخيمات بعد سنة 1948. وقد علق أحدهم بالقول: "والله كانت حياتنا أفضل في فلسطين مما هي عليه الآن حتى لو كنا متسولين."(36) وهكذا غالباً ما تنجز هذه الكتب من الشهادات الشفهية المستقاة من رجال ونساء عاشوا حياة زراعية ثم أصبحوا فجأة بلا أرض- لقد كان ماضيهم أفضل حقاً. وفي مخيمات اللاجئين، وجد القرويون مهاراتهم الزراعية عديمة الجدوى، فاضطروا إلى العيش مع أناس لا يعرفونهم في مخيمات مزدحمة وغير صحية، وإلى الاعتماد على الآخرين، ولاسيما الأمم المتحدة، في معيشتهم اليومية.(37)
غير أن هذه المادة ستكون مثيرة لاهتمام الباحثين في المجتمع الفلسطيني والسياسة الفلسطينية المعاصرين: فهذه الكتب التذكارية التي كتبت مؤخراً، بعد 40-50 عاماً على حرب 1948 وقبل التوصل إلى أي تسوية سياسية، تساعدنا في فهم كيف تستغل الذكريات الفردية والجماعية في صوغ صورة للماضي في الحاضر. وتفيد النصوص التي تتألف من مادة تاريخية وذكريات شخصية في إثبات ما كان موجوداً، وتقديم شهادة إلى "فلسطين" ما عندما تسجل ككيان محسوس على الخرائط.
* المصدر: مترجم عن :Jerusalem Quarterly File, no.20 (January 2004), pp. 62 -72
المصادر
(Endnotes)
1 استفاد تاريخ فلسطين من عدد من الأعمال التي تركز على السكان الريفيين. تصف الروايات المبكرة لهيلما غرانكفيست وتوفيق كنعان حياة القرية وممارساتها في أوائل القرن العشرين. ويشكل عمل بشارة دوماني عن جبل نابلس في القرن التاسع عشر مساهمة مهمة في العلاقات الريفية الحضرية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر:
Rediscovering Palestine (Berkeley: University of California Press, 1995)
ويغطي عمل سليم تماري عن القرويين نصفي القرن العشرين:
"The City and its Rural Hinterland" in Jerusalem 1948 : The Arab Neighborhoods and their Fat in the War. Ed. Salim Tamari (Jerusalem: Institute Of Jerusalem Studies and Badil, 1999) و "From the Fruits of Their Labour: the Persistence of Share tenancy in the Palestinian Agrarian Economy" in The Rural Middle East: Peasant Lives and Modes of Production. Eds. Kathy Glavanis and Pandeli Glavanis (London: Birzeit University and Zed Books Ltd., 1990). ويركز كتاب Ted Swendenburg, Memories of Revolt (Minneapolis: University of Minnesota Press, 1995)
على مقاتلي المقاومة الريفية الفلسطينية وذكرياتهم عن ثورة 1936 ذ 1939.
2 Susan Slyomovics, "The Memory of Place: Rebuilding the pre-1948 Palestinian Village" in Diaspora 3.2 (1994); The object of Memory: Arab And Jew Narrate the Palestinian 7 Village (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 1998), pp. xii-xiv and 1-وللحصول على مقدمة مطولة عن الكتب التذكارية التي كتبتها الجوالي اليهودية في بولندا وعلى مقتطفات منها، انظر:
Kugelmass and Boyarin, From a Ruined Garden (Bloomington: Indiana University Pres, 1998.
3 تستند هذه المقالة إلى أطروحتي: Rochelle Davis, The Attar of History: Palestinian Narratives of Life before 1948. Ph. D. dissertation, University of Michigan, 2002.
4 لا يتجاوز أي من المؤلفين حدود جمع المعلومات من اللاجئين المقيمين [أماكن أخرى، على الرغم من أن أعمالاً كثيرة جمعت من روايات على ألسنة اللاجئين المقيمين بإسرائيل والضفة الغربية وغزة. وأنا أدرج إسرائيل والضفة الغربية وغزة ككيان جغرافي واحد بسبب الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي السهولة النسبية في التنقل بينها (قبل سنة 1991)، والصلات بين المجتمعات الفلسطينية عبر الحدود بعد سنة 1967.
5 هذا مخالف للكتب التذكارية ليهود أوروبا الشرقية التي طلبت وجمعت في صيغة مكتوبة، أنظر:
Kugelmass and Boyarin , op.cit.
6 نشرت الكتب التذكارية كلها، الواردة في هذه الدراسة، إما في الأردن وإما في فلسطين.
7 القرى من ألوية حيفا (قرية عين حوض)، ويافا (قرية سلمة)، والرملة (قرية عنابة)، والقدس (قرية دير ياسين)، والخليل (قرية الدوايمة)، وغزة (بلدة مجدل عسقلان).
8 ربما يتحدر بعض الباحثين من هذه القرى، لكن لا توجد إشارات في النص إلى أنهم كذلك. وتشير أسماء بعض آبائهم إلى أصول أخرى. كما أن بعض المؤلفين عمل على أكثر من كتاب واحد.
9 شريف كناعنة ورشاد المدني، "مجدل عسقلان" (بيرزيت: جامعة بيرزيت مركز الوثائق والأبحاث، 1987)، ص 3.
10 القرى المعروضة، وفقاً لتوزيعها الجغرافي، هي: كفر برعم (قضاء صفد)؛ عين حوض وطيرة حيفا (قضاء حيفا)؛ لوبيا (قضاء طبرية)؛ زرعين (قضاء جنين)؛ كفر سابا ومسكة وقاقون (قضاء طولكرم)؛ دير ياسين ولفتا (قضاء القدس)؛ سلمة وأبو كشك (قضاء يافا)؛ عنابة وأبو شوشة (قضاء الرملة)؛ بيت جبرين (قضاء الخليل)؛ الفالوجة وكوفخة ومجدل عسقلان (قضاء غزة). وباستثناء قرى الجليل الأعلى التي نزح سكانها إلى لبنان وسورية (وبالتالي لم يكونوا متوفرين لباحثي بيرزيت)، تمثل القرى المنتقاة معظم مناطق فلسطين التي أصبحت إسرائيل في سنة 1948. غير أن هذه الأعمال لا تشمل العدد الكثير للمجتمعات البدوية التي نزحت عند إنشاء إسرائيل ، وبخاصة من النقب، وانتهت إلى التشتت في إسرائيل والأردن.
11 الكتب كلها في هذه المجموعة صدرت عن جمعيات قروية أسست في الأردن.
12 استقيت إحصاءات سنة 1944 للسكان والأراضي من كتاب :
Walid Khalidi, ed., All that Remains: The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948 )Washington D.C.: Institute for Palestine Studies, 1992).
وكانت بضع قرى في قضاء القدس تضم أيضاً سكاناً يهوداً، أكثرهم عدداً في قالونيا (350 يهودياً و910 من العرب)، وكان هؤلاء اليهود يمتلكون أراضي (بلغ مجموع الأراضي التي يملكها اليهود في قالونيا 1084 دونماً، والتي يملكها العرب 3594 دونماً).
13ليس على حد علمي على الأقل.
14 عزيز أبو خيارة وآخرون، "الولجة: حضارة وتاريخ" (عمان: جمعية الولجة التعاونية، 1993)، 208 صفحات.
15 عطية عبد الله عطية، "عين كارم: الحقيقة والحلم" (عمان، 1991)، 280صفحة.
16 إبراهيم نافع عوض الله، "صوبا، إحدى قرى فلسطين المدمرة العام 1948 في بيت المقدس، تاريخ وطن وحياة قرية" (عمان: جمعية صوبا التعاونية، 1996)، 291 صفحة.
17 عثمان محمود صالح، "بيت محسير" (عمان، 1988)، 140صفحة. وهذا الكتاب مخطوط باليد.
18 غالب محمد سمارين، "قريتي قالونيا: الأرض والجذور" (عمان، 1993)، 339 صفحة.
19 عبد العزيز أبو هدبة، "قرية دير آبان" (البيرة: جمعية إنعاش الأسرة، 1990). سقط اثنان من الشهداء في سنة 1916، وواحد في سنة 1929، واثنان في سنة 1936، والاثنان والثلاثون الباقون في سنة 1948، بينهم خمس نساء (ص 413 ذ 414).
20 Zionist Organization of America (ZOA), "Deir Yassin: History of Lie" (1998). Web Page. URL:
http://www.zoa.org/pubs/deiryassin.html. 22July 2002, Introduction21 ZOA, ("Arab researchers‘ surprising discovery" section),
عدد السكان الإجمالي لدير ياسين كما كان مسجلاً سنة 1944 بلغ 610 نسمة، وبالتالي فإن قتل 107 أشخاص من القرية يمثل 17% من السكان.
22 إن بني موريس (Benny Morris)، مؤلف كتاب
The Birth of the Palestinian Refugee Problem (Cambridge: Cambridge University Press, 1989)
الذي أعاد صوغ التفكير بشأن حرب 1948 عند كثيرين، لم يستخدم المصادر الشفهية في بحثه. وهو يعتقد "أن الوثائق المعاصرة قد تضلل أو تشوه أو تحذف أو تكذب، إلا إنها تفعل ذلك، في رأيي، بقدر أقل كثيراً مما يفعله المقابلون الذين يتذكرون أحداثاً مثيرة لخلافات كبيرة وقعت قبل 40 عاماً. [...] لقد وجدت أن للمقابلات فائدة في الحصول على "لون" وصورة للأوضاع السائدة. ولم أعتمد على التاريخ الشفهي في إثبات الوقائع إلا نادراً جداً" (p.2). انظر أيضاً الخلاف الذي أحاط بأطروحة كاتس، وهو طالب في جامعة حيفا:
IIan Pappe‘, "The Tantura Case in Israel: The Katz Research and Trial," Journal Of Palestine Studies, vol.xxx, no. 3 (Spring 2001), pp. 19-39
23 ZOA, Conclusion.
24 يقدم هوغان وماكغوان نقداً مقنعاً لتقرير المنظمة الصهيونية الأميركية، أنظر:
Introduction,
http://www.deiryassin.org/op5000.html25 أبو خيارة وآخرون، مصدر سبق ذكره، ص99.
26 المصدر نفسه، ص99-100.
27 لا شك في أنه يوجد البعض، لكن لم أجد أحداً في المصادر التي أستخدمها في هذه الدراسة. في المقابل، ثمة كثير من الروايات تحوكها نساء عما حدث في سنة 1948 (انظر: امتياز دياب وزياد فاهوم، "حكاية قرية: قرى فلسطينية مدمرة العام 1948 في منطقة القدس" (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1990) على سبيل المثال)، كما أن هناك عدداً من الروايات عن حياة النساء القرويات بالإنجليزية. انظر:
Gorkin and Othman, Three Daughters (Berkeley: University Of California, 1996);
Orayb Aref Najjer and Kitty Warncock, Portraits of Palestinian Women (Salt Lake Sity:
( University of Utah Press, 199228
انظر على سبيل المثال:
Ebba Augustin, ed., Palestinian Women: Identity and Experience (New York: Zed Press, 1993); Najjar and Warncock, op. cit., Suha Sabbagh , ed., Palestinian Women of Gaza and the West Bank (Bloomington: Indiana University Press, 1998), Gorkin and Othman, op.cit
29 عوض الله، مصدر سبق ذكره، ص199.
30 المصدر نفسه.
31 سمارين، مصدر سبق ذكره، ص93-95.
32 أدرجت إحدى الزوجات باسمها وبدا أنها لم تتوافق مع أي من العائلات أو الحمايل المدرجة.
33 أبو خيارة وآخرون. مصدر سبق ذكره، ص69.
34 ذكرت أشجار التين والزيتون في القرآن بصفتها الأشجار المباركة.
35 سمارين، مصدر سبق ذكره، ص13.
36 أبو أحمد (عيسى أحمد موسى سليمان) في: شريف كناعنة ورشاد المدني، "الفالوجة" (بيرزيت: جامعة بيرزيت- مركز الوثائق والأبحاث، 1987)، ص42.
37 Rosemary Sayigh , Palestinians: From Peasants to Revoltionaries (London: Zed Press, 1979