منقول
هداية نت-القدس
السبت 24 فبراير 2007م الساعة9:49:26 مساءً بتوقيت مكة المكرمة
ذكر د. ابراهيم ربايعه الباحث في الوثائق الأرشيفية
أنه ثم العثور على
وثيقة عثمانية تؤكد على حرمة دخول اليهود باحات المسجد الأقصى. مشيراً إلى
أن مدينة القدس تتعرض لمحاولات مستمرة لنزع هويتها الدينية والقومية بطمس معالمها الاسلامية لتكون خالصة لهم.
وأكد د. ربايعه أنه ومن خلال تعامله مع الوثائق التي تحمل في طياتها معلومات غزيرة وفريدة في شتى الميادين الحياتية
، أراد أن يشير الى أهمية هذه المصادر في التفرع الى تاريخنا استنادا الى ما حوته هذه المصادر من معلومات،
وفي مقدمتها سجلات المحاكم الشرعية ووثائق المسجد الأقصى.
وقال ربايعه إنه وبسبب الظروف والمتغيرات التي تعصف بالقدس فإنه
تبرز أهمية الوثائق والسجلات في الكشف عن بعض القضايا التي تحددت بمبوجبها وظيفة اليهود في مدينة بيت المقدس
،مؤكداً أن هذه الوثيقة كانت منهجاً خلال العصور الاسلامية الطويلة.
وأضاف ربايعه أنه تعرف على هذه الوثيقة أثناء بحثه في ثنايا سجلات محكمة القدس الشرعية،
فقد لفت انتباهه واحده من الأحداث التي وقعت داخل المدينة تتعلق باليهود وتحرم دخولهم للحرم القدسي والتي تعود الى
1052هـ/1642 م. ونوه د. ربايعه إلى أن اليهود منعوا من دخول الحرم القدسي عبر مراحل التاريخ الإسلامي بأي صفه كانت،
إلا أن اليهود بدهائهم ومكرهم استعملوا وسائل عديدة تساعدهم في كسر هذا الواقع ليدنسوا أرض الحرم ببراثنهم.
وأضاف د. ربايعه: قبل أن نقف على هذه الحادثة ينبغي أن نتعرف الى الشخص الذي كشف عن خطورة هذه الحادثة على المسجد الأقصى
والمتمثلة بالدخول الى الحرم القدسين انه الشيخ الجليل صاحب الشهرة في ذلك العصر
الشيخ منصور بن علي السطوجي الشافعي مذهباً والذي ولد في مدينة المحلى بمصر،
حيث نزل القاهرة وأخذ فيها عن كبار علمائها في الأزهر، ثم غادرها الى القدس الشريف، فدرس وأصبح له جماعه كبيرة داخل الحرم،
وبعد ذلك سافر الى دمشق الشام، فأقام في جامع المدرسة الصابونية فتبعه خلف كبير".
وأكد ربايعة أن هذه الوثيقة تشير الى ثورة أتباع الشيخ منصور على إثر
دخول طبيب يهودي الى المدرسة القايتبائية من الباب الخارجي
والذي تم إستدعائه لمعالجة جماعة من مرافقي " علي آغا" دار السعادة القادم من استنبول لزيارة الحرم القدسي،
فقد تعرض للمرض جمع كبير من مرافقيه اثناء اقامتهم في المدرسة المذكورة،
وما ان علم الشيخ منصور بأمر دخول اليهودي المذكور
حتى شرعت جماعته التي كان مقر إقامتها في رواق المسجد الأقصى
وبالتعاون مع أهل المدينة بمحاصرة المدرسة غضياً لتدنيس أرض الحرم الشريف.
واشار د. ربايعه أنه كان واضحاً من هذه الحادثة الصغيرة في حجمها والعظيمة في مدلولها أمور نافعة تصلح لنا هذا الزمان،
فقد تنبه المسلمون الى حرمة دخول اليهود الى الأقصى، فلم تغفل أعينهم يوماً عن ذلك لأنهم يدركون مدى خطورة ذلك على مقدساتهم،
فالأمر لا يتعلق بطيب يهودي او صاحب حرف، لكنه مربوط بقضايا تمس عقائد راسخة في الفكر الأسلامي.
ومن جهة أخرى، فإن القدس كانت في ذلك العصر محيط أنظار لقاصديها من الحجاج وطالبي العلم من مختلف الأقاليم الإسلامية،
وما الزوايا والمدارس التي تحمل أسماء هؤلاء إلا خيرة دليل على ذلك.
ويستدل من هذا على أن الذين وقفوا مع الشيخ منصور الملاوي مسلمون بغض النظر عن مرجعياتهم القومية،
ودليل ذلك هو الشيخ نفسه الذي جاء من الأزهر ليستزيد من حياض الأرض المباركة ويسهم في حمايتها من الأخطار.
وكان الشيخ اراد ببعد نظره الثاقب أن ينبه إلى حقيقة الخطر العظيم وراء اليهود في السيطرة على الأقصى بشكل مبكر، وارد أن يقول " القدس مسؤولية أمة، وشعب في آن واحد