مارلين ماركيونه من لندن: أنزل الأطباء بنجاح أول ''قنبلة ذكية'' حول سرطان الثدي، باستخدام دواء يدخل حمولة سامة إلى خلايا الأورام ويترك الخلايا الصحية وحدها. وفي اختبار مهم شمل نحو ألف امرأة يعانين مرحلة متقدمة جدا من المرض، استمر العلاج التجريبي على مدى أشهر عدة، أدى إلى إطالة الوقت الذي عاشت فيه النساء دون أن يسوء السرطان لديهن، وهي حقيقة يعتزم الأطباء تقديم تقرير بشأنها يوم الأحد في مؤتمر حول السرطان في شيكاغو.
الأهم من ذلك، يبدو أن العلاج يحسن فرص البقاء على قيد الحياة؛ لا شك أن التأكد من ذلك سيتطلب المزيد من الوقت. فبعد عامين من العلاج، كانت نسبة 65 في المائة من النساء اللواتي تلقين العلاج لا يزلن على قيد الحياة مقابل 47 في المائة من النساء في مجموعة المقارنة اللواتي تم إعطاؤهن دواءين معروفين للسرطان.
لكن هذا الهامش قصَّر عن بلوغ المعيار الدقيق الذي وضعه الباحثون لوقف الدراسة وإعلان نجاح العلاج الجديد، ويأملون أن تصبح فائدته أكثر وضوحا مع الوقت. في الواقع، لا يزال كثير من النساء اللواتي يأخذن العلاج الجديد على قيد الحياة بحيث لا يستطيع الباحثون حتى الآن تحديد متوسط البقاء على قيد الحياة للمجموعة.
تحذير للمريضات اللواتي يتمنين أن يساعدهن العلاج: لا يزال الدواء تجريبيا، لذا ليس متوافرا بعد. يأمل مؤيدوه أن يصل السوق في غضون عام.
يعتمد العلاج على هيرسيبتين، وهو أول علاج يستهدف جينات سرطان الثدي. ويستخدم لنحو 20 في المائة من الممرضات اللواتي تنتج أورامهن كمية مفرطة من بروتين معين.
جمع الباحثون هيرسيبتين مع علاج كيماوي سام جدا بحيث لا يمكن إعطاؤه لوحده، بالإضافة إلى مادة كيميائية لإبقاء الاثنين مرتبطين إلى أن يصلا الخلية السرطانية حيث يمكن إطلاق السم لقتلها.
هذا السلاح المزدوج الذي يسمى T-DM1، هو ''القنبلة الذكية''، على الرغم من أنه ليس في الواقع بهذا الذكاء- ذلك أن الهيرسيبتين فهو ليس جهازا موجها، بل هو مجرد مادة تربط خلايا سرطان الثدي حين تواجهها.
واختبر الأطباء T-DM1 على 991 امرأة يعانين سرطان ثدي منتشر ويسوء على الرغم من العلاج الكيماوي والهيرسيبتين العادي. وقد تم إعطاؤهن إما دفعات من T-DM1 كل ثلاثة أسابيع أو دفعات من Xeloda إضافة إلى حبوب Tykerb العلاجات الوحيدة الأخرى المعتمدة لمثل هذه الحالات.
كان متوسط الوقت حتى يسوء السرطان نحو 10 أشهر لدى النساء اللواتي تم إعطاؤهن T-DM1 مقابل أكثر من 6 أشهر للنساء الأخريات. وهذا هو تقريبا نفس حجم الفائدة الذي شوهد مع علاج هيرسيبتين، الذي تبين لاحقا أنه يحسن فرص البقاء على قيد الحياة، أيضا، كما قال الأطباء.
وسبب T-DM1 آثاراً جانبية أقل من الأدوية الأخرى. وظهرت لدى بعض النساء اللواتي أعطين T-DM1 إشارات تدل على تلف الكبد ومستويات منخفضة من العوامل التي تساعد على تجلط الدم، ولكن لم يعان معظمهن من المشكلات المعتادة للعلاج الكيماوي.
وقال بلاكويل، الذي أجرى مشاورات في الماضي لشركة جينتيك، راعية الدراسة: ''لا يفقد الناس شعرهم، ولا يتقيأون. ولا يحتاجون إلى أدوية للغثيان، ولا يحتاجون إلى عمليات نقل دم.''
ويقول الدكتور مايكل لينك، وهو أخصائي سرطان الأطفال في جامعة ستانفورد: ''إنه نوع من أنواع القنبلة الذكية، سم يتم إيصاله إلى الورم... وليس كثيرا من الأضرار الجانبية الأخرى لأعضاء أخرى''.
ويقول الدكتور لويس وينر، مدير مركز جورج تاون لومباردي للسرطان، إن النتائج تشير بقوة إلى أن علاج T-DM1 يحسن فرص البقاء على قيد الحياة، فهو يوصل المزيد من الدواء مباشرة إلى الأورام مع آثار جانبية أقل ''وهو تقدم واضح'' كما قال.
تعتزم شركة جينتيك، وهي جزء من شركة روش السويسرية، الحصول على موافقة في وقت لاحق من هذا العام لبيع الدواء في أوروبا والولايات المتحدة. وقدمت شركة أخرى، هي أميونجين انك، التكنولوجيا التي تجمع بين الأدوية.
وتبين جينتيك أن سعر T-DM1 لم يتم تحديده بعد. ويكلف هيرسيبتين أكثر من أربعة آلاف دولار شهريا إضافة إلى رسوم الأطباء لحقنه. ولن تنتهي صلاحية براءة اختراع هيرسيبتين في الولايات المتحدة حتى عام 2019.