كامبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): مايكل كريغ ميلر*
لقد قمت بثلاث محاولات للإقلاع عن التدخين. ولذا فقد اقترح زميل لي بأن أقوم، بدلا من الامتناع الفوري عن التدخين، بالامتناع تدريجيا عنه. وسؤالي هو: أي الطريقتين أفضل لوقف التدخين؟
إن وجهة النظر التقليدية ظلت تدور حول تحديد «يوم معين» للتوقف عن التدخين، لأن ذلك يساعد على زيادة فرص النجاح لدى الأشخاص الذين سيتمكنون في واقع الأمر، من التخلص من هذه العادة نهائيا.
إلا أن مراجعة أجرتها مؤسسة «كوشران كولابريشن» الدولية توصلت إلى استنتاج مفاده أن المنطلق التدريجي فعال بنفس فاعلية المنطلق الفوري لوقف التدخين، ويمكن أن يكون جذابا أكثر لكي يستخدمه المدخنون الراغبون في الإقلاع عن التدخين.
نجاح متقارب وقد راجع الباحثون 10 دراسات مراقبة عشوائية شملت 3760 شخصا، وقارنوا في ما بين نتائج الامتناع الفوري أو الامتناع التدريجي عن التدخين. فوجدوا أن معدلات الإقلاع عن التدخين ظلت متقاربة سواء أخذ المشاركون بالإقلاع فورا عن التدخين أو بالإقلاع عنه تدريجيا، وسواء أكانوا يستخدمون وسائل تعويض النيكوتين العلاجية، أم أنهم كانوا يقلعون أنفسهم فقط عن التدخين من دون استخدامها، أم كانوا قد شاركوا في مجموعات للدعم.
ولسوء الحظ فقد أكدت نتائج التحليلات العلمية تلك حقيقة مريرة تشير إلى أن الكثير من الراغبين في الإقلاع عن التدخين - كما هو حالك - لم يتمكنوا من الإقلاع عن هذه العادة بعد إجرائهم محاولة واحدة.
وبلغ كل الذين توقفوا عن التدخين 202 شخص من أصل 1979 (أي ما يقابل نسبة 10.2 في المائة) من المدخنين الذين امتنعوا عن التدخين تدريجيا ونجحوا في الإقلاع عنه نهائيا طيلة 6 أشهر لاحقة مقابل 192 شخصا من أصل 1781 من المدخنين، تمكنوا من الإقلاع عن التدخين بعد امتناعهم الفوري عنه.
ومع هذا، فإن المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين يملكون خيارات أخرى. وتقترح الأبحاث حول الإقلاع عن التدخين على المدخنين مواءمة وسائل الإقلاع عن هذه العادة، مثل المشاركة في مجموعة للدعم إضافة إلى استخدام وسيلة تعويض النيكوتين العلاجية، لأنها تعزز فرص نجاح الإقلاع النهائي عن التدخين.
وإضافة إلى ذلك تجب الإشارة إلى أن باحثي مؤسسة «كوشران» لم يبحثوا في تأثير الأدوية، مثل «بابروبيون» (bupropion) «زيبان» Zyban)) الذي يمكن توظيفه سويا مع وسائل تعويض النيكوتين العلاجية. والخيار الآخر هو دواء «فارينيسلين» varenicline)) »تشانتيكس« Chantix)) الذي يحاكي النيكوتين ويوقف تأثيره في الوقت نفسه، ويقلل من التوق الشديد للتدخين لدى بعض المدخنين.
ولكن ومهما فعلت.. فإن عليك تكرار المحاولة، فالكثير من المدخنين يقومون بمحاولات متكررة قبل أن يفلحوا في الإقلاع عن التدخين.
* طبيب رئيس تحرير رسالة هارفارد للصحة العقلية خدمة تريبيون ميديا