ليزر الصالونات... إزالة «الشعر الزائد» محفوفة بمخاطر «جرعة زائدة»

تحول الكثير من صالونات الحلاقة الرجالية او التجميل النسائية الى عيادات طبية يمارس فيها غير المختصين أعمالا هي من صميم مهام الطبيب.
وراج في الآونة الاخيرة استخدام اجهزة الليزر في ازالة الشعر الزائد غير المرغوب فيه من الجسم، رغم التحذيرات من وزارة الصحة والاطباء بخطورة تلك الاجهزة على بشرة الانسان اذا تعرضت لجرعة زائدة مثل الحروق والتشققات، وبات الزبون مخيرا: اما ازالة الشعر الزائد او تحمل المسؤولية اذا تعرض لمخاطر الجرعة الزائدة.
واذا كان عامل الصالون الذي يتولى تشغيل تلك الاجهزة لا يحمل شهادة طبية معتمدة وكان الجهاز الذي يعمل عليه هو الآخر لا يحمل مواصفات قياسية ووجد طريقه الى الاسواق بعد ان افلت من الرقابة، فلماذا يجازف المرء ويخضع رأسه لممارسات طبية قد تضر بصحته؟
ويبدو ان بعض اصحاب الصالونات مضطر لجلب هذه الاجهزة لانهم لاحظوا ان الزبائن تقبل عليها خاصة ان ازالة الشعر بالليزر تتم دون ألم وتدوم فترة طويلة بعكس الطرق التقليدية المؤلمة وما هي الا ايام وينبت الشعر من جديد.
«الراي» التقت طبيبة مختصة لعرض وجهة النظر الطبية في اجهزة الليزر وبعض عاملي الصالونات والزبائن لايضاح واقع استخدام الليزر في الصالونات... وهنا التفاصيل:
أكدت اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية في مركز أسعد الحمد للأمراض الجلدية الدكتورة شمايل السنافي أن هناك بعض الفوضي في التعامل من قبل بعض الأفراد في أجهزة أو مواد التجميل كونها تسبب حروقا أو تشققات أو مشاكل على بشرة المستخدمين من النساء أو الرجال لافتة الى أنه يجب أن يتم وضع حد للتعامل بهذه الأشياء أو تقنين هذه العملية بحيث تكون باشراف مختصين، كذلك الاستخدامات السيئة دون دراية طبية مثل حقن البوتوكس للخدود أو الحقن الخاصة للشفاه، مبينة أنه من غير الصحيح التعامل بها دون وجود أطباء للاشراف عليها.
وأضافت السنافي أن جهاز الليزر ذو حدين فرغم امكاناته التجميلية من الممكن أن يتسبب بمشاكل في حالة عدم التعامل به وفق معايير طبية لأن الشخص الذي يعمل علية غير مختص وبعضهم يحملون شهادات غير صحيحة أو ان الجهاز من شركات غير معتمدة، مشددة على أهمية معرفة انعكاسات الليزر التجميلي وناصحة كل من يريد التوجه الى هذه الأماكن أو تلك العيادات أن يذهب للطبيب المختص لان هناك أطباء مختصين يحملون شهادات معتمدة.
وأشارت الى أن هناك بعض الصالونات تتعامل بهذه الأشياء في تجاوز كبير كون هذا التصرف خارجا عن نطاق الأطباء لافتة أن أجهزة الليزر الخاصة بتجميل البشرة لها قياسات وجرعات معينة لا يعلم بها سوى الطبيب المختص.
وبينت أن هناك بعض الأخطاء الأخرى التي يقع فيها غالبية النساء وهي استخدام الكريمات والمستحضرات التجميلية بجرعات غير صحيحة أو منظمة والتي يروجها بعض المستفيدين وقد لاحظت وجود هذه الظاهرة عند بعض الشرائح النسائية وأن بعض الكريمات يتم استيرادها من الخارج أو يتم عمل تركيبات لها في أماكن غير مرخصة، مشيرة الى بعض الكريمات تحتوي على مواد كورتيزونية يجب أن تستخدم تحت اشراف طبي والا تعرض المستخدم لمشاكل خطيرة تحتاج الى علاجات مكثفة من قبل الأطباء.
ونصحت النساء بالمحافظة على البشرة عن طريق الحفاظ على ترطيبها بشكل دائم واستخدام الكريمات المعتمدة من قبل الأطباء فضلا عن الحاجة لحماية البشرة من الأجواء الحارة كذلك يجب على النساء غسل المواد التجميلية بشكل جيد بحيث لا تتسبب بحساسية، مبينة أن طبيعة أجوائنا مشمسة ويجب استخدام كريمات واقية من الشمس كما أنه يجب أن يتم تحديد نوع البشرة مثل أن تكون دهنية أو جافة أو سمراء وهو عمليا يعتبر مهماً بحيث تحدد طبيعة البشرة وعليه توضع خطة علاجية لها.
وقال أحمد شكري الذي يعمل في صالون تجميل أن انتشار أجهزة الليزر في صالونات الحلاقة زاد في الفترة الأخيرة لان الكثير من الزبائن يريدون أن يزيلوا بعض الشعر الزائد بطريقة الليزر التي تستمر لفترة طويلة بخلاف الطرق العادية التي لا تستمر إلا لفترة قصيرة جدا واستدرك أننا لا نستخدم الليزر لأن له الكثير من الاضرار في حالة استخدامه من غير المتخصصين.
ولفت الى أن صاحب الصالون حذرنا من استخدام الأجهزة الطبية حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية.
وبين أن الأكثر استخداما وطلبا من زبائن الصالون هو حمام البخار والتدليك والصنفرة لازالة الطبقة الدهنية للكثير من الزبائن والكثير من الاعمال التي لا تضر البشرة ولا تسبب لها مشاكل، مشيرا الى أن جميع العاملين في الصالون يتبعون الوسائل الطبية التي تخدم الزبائن التي لا تنقل الكثير من الامراض التي تنتقل من الاستخدام المتكرر لبعض الأشياء.
ومن جانبه، قال الحلاق نبيل صادق ان الليزر المستخدم في الصالون هو الليزر الأمن الذي ليس منه ضرر على البشرة لأنه من النوع المسموح به ولا ننصح باستخدامه نهائيا الا اذا طلب منا من بعض الزبائن من أجل ازالة الشعر غير المرغوب فيه.
وبين صادق أن استخدام الأجهزة الحديثة في صالونات الحلاقة يؤدي الى زيادة اقبال الزبائن على الصالون وهذا بدوره يؤدي الى زيادة دخل الفرد العامل في المحل وزيادة ايراد المحل في الوقت نفسه.
ولفت الى أن الصالون يتبع الاشتراطات الصحية من حيث اتباع الوسائل التي من شأنها منع نقل الأمراض بين الزبائن من خلال استخدام جهاز تعقيم الأدوات المستخدمة وكذلك استخدام الأدوات المستهلكة مرة واحدة فقط.
وأوضح صادق أن هناك رقابة ومراجعة دائما من قبل أجهزة البلدية المختصة والتي لا تترك صغيرة ولا كبيرة الا وتابعتها متابعة جيدة وفي كثير من الأحيان تعطي مخالفات على أبسط الأشياء التي لا تضر بصحة الزبائن وهي ليست من الأساسيات في صالونات الحلاقة.
وفي احد الصالونات التقينا زبونا قال انه يستخدم الليزر بصفة دائمة كل فترة لازالة الشعر غير المرغوب فيه في الوجه، مؤكدا أن الليزر يريح كثيرا في ازالة الشعر لمدة طويلة وهو أفضل من الطرق القديمة لأنه لا يؤلم ويستمر لفترة طويلة اذا ما قورن بالطرق التقليدية.
وبين أن الليزر المستخدمة في صالونات الحلاقة هو جهاز ليزر غير ضار لأنه ضعيف جدا ولا يؤثر على البشرة ولا الخلايا لأنه مخصص للاستخدام من الأشخاص غير المتخصصين، وهناك أفراد كثيرون يستخدمونه في منازلهم وهو بالتالى يتوافر فيه عنصر الأمان بصورة كبيرة جدا.
وبين أنه في كثيرا من الأحيان يلجأ الى المعاهد الصحية التي بها مساج لأن له الكثير من الفوائد الصحية والنفسية، فهو يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويجعل الجلد يأخذ ما يكفيه من الأكسجين كما أنه يقوي العضلات، ويزيل التعب والاجهاد، وكذلك التخفيف من الضغوط المختلفة كالشعور بالعصبية والقلق، وافتقاد جو الأمان، وشد العضلات، والكثير من المشاكل التي تزيد من الضغوط على الفرد.
ومن جانبه، قال الحلاق سمير عليضصش اننا نستخدم في كثير من الأحيان جهاز الليزر بناء على طلب الزبائن من أجل ازالة الشعر غير المرغوب فيه في الوجه، مضيفا أن الأجهزة التي تستخدم في صالونات الحلاقة آمنة بدرجة كبيرة لأنها مخصصة للاستخدام من قبل الأفراد وغير المتخصصين في هذا المجال.
وكذلك العامل في صالون ناجي التركي يرى انه أصبح من الضروري أن تتوافر في الصالونات أحدث الأجهزة الخاصة بازالة الشعر وتصفيفه وازالة البقع التي تصيب البشرة، مشيرا أن الأجهزة التي تستخدم في الصالونات أمنة بدرجة كبيرة جدا، ومخصصة للاستخدام من قبل الأشخاص العاديين.
وأشار الى أن الصالونات التي لا تستخدم تلك الأجهزة لا تلقى اقبالا من الزبائن لأنهم يردون استخدم تلك الأجهزة، وبالأخص جهاز الليزر الذي يخلصهم لفترة طويلة من الشعر غير المرغوب فيه، مشيرا أنه منذ ان استخدم جهاز الليزر لم يشاهد ولم يتضرر أي شخص استخدم الليزر.
ومن جانبه، قال المتردد على الصالون سمير الجوهري أنه لا يفضل استخدام جهاز الليزر، لان الاسلام نهى عن ازالة الشعر غير المرغوب فيه، مشيرا الى أن أي شيء منعه الدين من المؤكد أنه يجنب الكثير من الأضرار.
ولفت الجوهري الى أنه منذ أن استخدمت تلك الأجهزة بكثرة زادت نسبة الأمراض في المجتمع بصورة مخيفة، ومن أكثر الأمراض التي تصيب البشرة، وكذلك أمراض سرطان الجلد، مبينا أنه أجهزة الليزر يجب أن تستخدم من قبل الأطباء وفي الأماكن المخصصة لذلك وليس الاستخدام العشوائي من الأفراد العاديين.
وبين يجب أن يكون هناك تشديد في الرقابة على صالونات الحلاقة التي تستخدم تلك الأجهزة، ولا تقتصر الرقابة على البلدية فقط بل يجب أن تشمل الرقابة فريقا طيبا من وزارة الصحة من اجل المحافظة على صحة الفرد، مبينا أن جهاز الليزر من ضمن الأجهزة التي تستخدم في الصالونات، لان هناك الكثير من الأجهزة التي لا يجوز استخدامها الا في العيادات الطبية تستخدم الآن في الصالونات.
ومن جانبه، قال المتردد على الصالون أحمد الجميعي انه لا يحبذ استخدام تلك الأجهزة من قبل أفراد، لان تلك الأجهزة يجب أن تستخدم من قبل الأطباء لأنهم يعرفون ما تسببه من مضاعفات وأعراض ويعرفون ما مدى مقدار الأشعة التي يتحملها الجلد والبشرة بصورة آمانة وتجنب المستخدم الكثير من الأضرار.
ولفت الجميعي إلى ضرورة التشدد في الرقابة على صالونات من أجل المحافظة على صحة الأفراد، لان ما يحدث في الكثير من الصالونات مخالفة صريحة وواضحة للقانون، لأن الكثير من الأجهزة المستخدمة لا يجوز استخدامها الا في المستشفيات والعيادات الطبية من قبل الأطباء وليس الأفراد العاديين الذين لا يعرفون التعامل مع تلك الأجهزة وما هي مخاطرها، وما هو مقدار الأمن للأشعة لكل بشرة، مشيرا أن صالونات التجميل أصبحت أشبه بعيادات طبية في ظل وجود رقابة غائبة.