لندن
كشفت دراسة جديدة أن بإمكان ملايين الأشخاص فوق سن الخمسين صيانة صحتهم بتناول ستاتين بعد أن وجدت أن هذا العقار مفيد للناس الأصحاء الذين لا يعانون مشاكل قلبية.
وقالت صحيفة غارديان إن نتائج الدراسة يمكن أن تقود إلى تغيير في سياسة هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تُقصر حاليا عقار ستاتين المخفض للكولسترول على أولئك الذين يعانون من أمراض قلبية أو لديهم نسبة خطر لا تقل عن 20% للإصابة بحادثة شديدة تتعلق بالأوعية الدموية مثل نوبة قلبية غير قاتلة أو سكتة دماغية أو عملية جراحية لشرايين تالفة خلال العقد المقبل.
وتتحدي الدراسة الجديدة لفعالية ستاتين تلك السياسة، وتستنتج أنه حتى بالنسبة للناس الذين ليس لديهم تاريخ لمشاكل قلبية فإن تناول ستاتين يمكن أن يقلل خطر إصابتهم إلى الخمس.
ويوصي معدو الدراسة بضرورة مراجعة وتوسيع المعايير الدولية للذين يتناولون ستاتين حيث إن نحو عشرين مليون بريطاني يمكن أن يُقدم لهم هذا العقار الذي سيضيف نحو 386 مليون دولار لفاتورة العقاقير السنوية لهيئة الخدمات الصحية.
وقالت الأستاذة كولين بيجنت من جامعة أكسفورد ممن شاركوا بالدراسة "إذا أردنا منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية من الظهور فجأة في الناس الذين ليس لديهم سجل بمشاكل سابقة -حيث إن نحو نصف هذه الحوادث تحدث في غياب أي تاريخ سابق للمرض- فيجب علينا حينئذ أن نحدد ونعالج الأشخاص الأصحاء حاليا، لكنْ معروف أنهم في خطر متزايد من تطوير مرض قلبي".
وكشفت الدراسة أيضا عدم وجود دليل على أن ستاتين زاد من حدوث سرطان أو وفيات من أسباب غير متعلقة بالأوعية الدموية.
وقالت جون دافيسون، كبيرة ممرضات القلب بمؤسسة القلب البريطانية، إن الأشخاص الذين لديهم أمراض قلبية بالفعل، أو على خطر كبير، يُقدم لهم ستاتين لأنه من الثابت أن هذا العقار يساعد في خفض الكولسترول وتقليل خطر أمراض القلب. وهذا البحث الشامل وجد أنه حتى الأشخاص الذين لديهم خطر قليل للإصابة بمرض قلبي يمكن أن يستفيدوا من العلاج بستاتين. ونتائج الدراسة ستساهم في تشكيل سياسة وتوجيهات علاجية بالمستقبل.
ومن الجدير بالذكر أن هناك مضاعفات جانبية لعقار ستاتين يمكن أن تشمل آلاما بالعضلات واضطرابات بالمعدة وتغيرا بوظيفة الكبد، وفي بعض الحالات مشاكل تتعلق بالنوم والذاكرة والاكتئاب وأوجاع الرأس.