إستطاعت سميرة طاهر حسن ، المعروفة بـ"المعلمة سميرة" إمرأة من طريق الجديدة في بيروت، اختزال مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة بدخولها معترك عمل مخصص عادة للرجال. فإستبدلت طلاء الأظافر والمرطبات بالشحم والزيوت، وإنطلقت مع زوجها الى عالم تصليح النارية.
باشرت سميرة وهي أم لفتاة في ال 21 من العمر العمل بهذه المهنة منذ 35 سنة. وذكرت أنها كانت تشكل طموحها آنذاك، فضلا عن رغبة تملكتها باكتسابها. غير أن اليوم تطوّرت سميرة وإنطلقت من كاراجها الذي كانت تصلح بها الدراجات تصليح مولدات الكهرباء من الحجم الصغير، ومحركات الآليات البحرية بما فيها محركات اليخوت والقوارب على أنواعها.
بالرغم من أن زوجها عماد كنعان لم يحبّذ هذه الفكرة، مؤمنا أن مكان المرأة الطبيعي هو المنزل ولكنه تجاهل الموضوع بعدما أثبتت سميرة تفوقها في المهنة. ويقول: "أنا اليوم فخور بها وممتن لها لوقوفها إلى جانبي"
في البداية، شعر الزبائن بالغرابة من الموضوع، وكان الرفض يأتي على ألسنتهم بصيغ متنوعة.
زبائن سميرة من مختلف الأعمار، معظمهم من كبار السن نظرا للراحة والخدمة الجيدة التي يجدونها في كراجها، ومنهم من يفضل مراقبتها أثناء العمل. يذكر أن سميرة بدأت بمساعدة زوجها، حتى تدريجيا صار يعتمد عليها في إجراء بعض التصليحات، إلى أن غاصت في معظم خفايا هذه المهنة.
سميرة التي تعمل 10 ساعات يوميا، تؤكد أن ما يميز زبونا عن آخر هو أسلوبه في التعاطي معها، مشددة على أن الاحترام من الأمور التي لا تطلب بل تفرض فرضا، مما يدفعها إلى طرده دون تردد على أساس أن "الرزق على الله".
في مقابلة لصحيفة الشرق الأوسط، تقول سميرة إن المرأة قادرة على منافسة الرجل إذا ما عرفت كيف تدبر أمورها وتديرها بحنكة وذكاء وبإرادة مصحوبة بطول البال.