سمو الأمير المناضل راشد الخزاعي رحمه الله
التاريخ السياسي والنضالي لحكومة عجلون
كانت منطقة جبل عجلون قبيل دخول العثمانيين الذين سيطروا على البلاد العربية، بعد انتصارهم على المماليك في معركتي مرج دابق والريدانية، كانت مركز حكم وإمارة، ومنطلق زعامة، فلم يكد يستقر الأمر للعثمانيين، حتى بادروا بإعطاء عجلون رتبة متقدمة، حيث تم تشكيل سنجقية عجلون (إمارة - حاكمية عجلون) منذ عام 1517م، مما يدلل على ما تمتعت به باعتبارها بؤرة لزعامة المنطقة منذ أمد بعيد، ولعل بلدة كفرنجة هي بيت الحكم العشائري، الذي تمثل بعائلة الفريحات، الذين رسخوا إمارتهم من خلال عدد من الأمراء المفوضين بإدارة البلاد و حماية قوافل الحج في منطقة بلاد الشام، متمتعين بتأييد ومحبة كبيرين، مكنت هذه القيادات من الاضطلاع بدورها السياسي والتاريخي، عبر مراحل زمنية متصلة، وهي زعامات كانت بمثابة إدارات مدنية، وسلطة تنفيذية، بالإضافة للبعد العشائري العريق.
إن منطقة عجلون بزعاماتها التاريخية معروفة لدى أرشيف وزارة الخارجية البريطانية وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية ودارة الملك عبد العزيز آل سعود وكافة المنظمات الدولية وخاصة المعنية بالتاريخ السياسي للمنطقة العربية، حيث إن مدينة عجلون الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية حاليا كانت من المدن التي لها الذراع الأساسي في إمداد جميع حركات التحرر النضالي على الساحتين العربية والإسلامية على حد السواء وخاصة إمداد الثورة الفلسطينية في عام 1936م (ثورة الشيخ عز الدين القسام)، وفي هذا الجانب تجدر الإشارة إلى أن حكومة عجلون التي تشكلت في بدايات ما كان يسمى بإمارة شرق الأردن في عام 1920م كانت من الحكومات المميزة والغير مسبوقة برغم ما فرض عليها من تعتيم وتغيير وتسييس لتاريخها بسبب دورها النضالي والقومي على الصعيدين العربي والإسلامي، فحكومة عجلون والمذكورة في كتب التاريخ الأردني المزيف بأنها تشكلت في عام 1920م تزعمها وشكلها الأمير راشد بن خزاعي الفريحات – أمير وسنجق جبل عجلون كما كان يسمى والذي كان معتمداً من قبل السلطان العثماني كأمير حاكم لمنطقة جنوب بلاد الشام والتي شملت كل منطقة شرق الأردن قبل تشكيل حكومة عجلون في عام 1920م وقد عين الأمير الخزاعي في ذلك الوقت السيد علي نيازي التل كقائم مقام لتلك الحكومة أي (حكومة عجلون) وكلف الأمير راشد الخزاعي الملازم عبد الله الريحاني بقيادة الأمن والدرك في ذلك الوقت، وتجدر الإشارة والتنويه هنا إلى أن الأمير راشد الخزاعي كما كان مدوناً لدى العثمانيين كان ممثلا كأمير حاكم و سنجق دائم لجبل عجلون إبان الحكم العثماني ، حيث أنه كما تم الإشارة سابقاً في بداية الحكم العثماني للمنطقة تم تشكيل سنجق عجلون في سنة 1517م، وقد شملت حدوده سهول حوران وكافة أراضي الأردن الحالي ومدينة نابلس غرباً، سمي الخزاعي بأمير عجلون، أبو جبل عجلون، أبو ثورة عجلون، سنجق جبل عجلون، ولقب بالوالد والعود أيضاً.
نشأة أمير أردني قومي
ضمن هذا السياق الذي شمل المنطقة العربية وبالأخص جنوب بلاد الشام، ولد الأمير والزعيم العشائري راشد الخزاعي وهو أمير موثق من البلاط السلطاني العثماني، ولد في عام 1850م في بلدة كفرنجة مركز قبيلة الفريحات التي ينتمي إليها الأمير الخزاعي، وهو سليل شيوخ وأمراء، حيث ورث حكم المنطقة من أبيه وأجداده، الذين تعاقبوا على الزعامة جيلا بعد جيل، فهو إبن الأمير الخزاعي بن ضرغام بن فياض بن الأمير مصطفى بن سلامة الفريحات، وهم من تمكنوا من جعل جبل عجلون إمارة وعاصمة لمنطقة ممتدة تحت إمارة حكمهم والتي شملت سهول حوران، و درعا، و إربد، و جرش، و عجلون وامتد نفوذ حكمهم إلى مدينة نابلس غرباً، الأمر الذي لم تستطع الحكومة العثمانية أن تتنصل منه، بل لجأت إلى هذه الزعامة من أجل توطيد إدارتها لهذه البلاد، فاعترفت بهم أمراء مفوضين و ممثلين لها في قيادة وإدارة شؤون الناس في ظل فرمانات الباب العالي.
نشأ الأمير راشد الخزاعي في بيت إمارة عريق ومتوارث من سلسلة من الأمراء عبر مئات السنين وهو محور الزعامة التي حكمت منطقة جنوب بلاد الشام قبل قدوم الملك عبد الله الأول و إنشاءه لإمارة شرق الأردن بدعم من الإنتداب البريطاني و حلفائه، وتلقى الأمير راشد الخزاعي تعليمه وحفظه للقرآن على يد عدد من شيوخ الدين، فيما كان يعرف بالكتاب، والتي عوضت غياب المدارس الحكومية، أو حتى الخاصة التي اقتصرت وقتها على بعض الطوائف في أماكن محددة، أما التعليم الحقيقي، فقد تلقاه في بيت والده الأمير الخزاعي، وفي مقره الذي كان يعد جامعة في علوم الحياة، فلقد كان ذلك المقر مكان اجتماع رجالات المنطقة، والزوار، ودار حكم تطرح فيها القضايا ويبت فيها حسب الأعراف والتقاليد، وقد وفر مقر حكم والده مادة حياتية خصبة، كونه المكان الذي يؤمه أصحاب الحاجة، وتعقد فيه الاجتماعات العامة، وتتخذ فيه القرارات التي تسري على الجميع، وكانت قلعة ابن فريح في العهد العثماني هي مقر حكم قبيلة الفريحات رسمياً ومنها كانت تجيش جيوشهم المدعومة من قبل السلطان العثماني للغزوات ولمهام إستتباب الأمن وكان الأمير الخزاعي والد الأمير راشد قادرا على أن يجيش جيش يعد بالآلاف في عدة ساعات وكانت قبيلة العدوان الأردنية في ذلك الوقت من المشاركين في هذه الجيوش كونهم كانوا في حلف مع الفريحات، وتجدر الإشارة إلى أنه إستمرت قلعة إبن فريح تحت سيادة قبيلة الفريحات و خاضعة لحكمهم حتى تاريخ 1922م حيث إستولت عليها واستملكتها الدولة الأردنية تحت قيادة الأمير عبد الله الأول في ذلك الوقت وتم تغيير إسم القلعة إلى قلعة الربض ومن ثم إلى قلعة عجلون وهو الإسم الحالي لها.
واكب الأمير راشد الخزاعي أحداثا كبيرة، كان لها أثرها في أعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة برمتها، وهو الذي ورث زعامة المنطقة منذ دخول العثمانيين حتى تأسيس إمارة شرق الأردن، لذا فقد لعب دورا نضاليا بارزا تعدى حدود المنطقة العربية، حيث كان له إسهامات واضحة في سوريا وفلسطين ولبنان وهو الأمير الأردني الوحيد الذي ساهم بشكل مباشر في دعم ثورة الشيخ المجاهد عمر المختار ضد الإستعمار الإيطالي في ليبيا، حيث أيد نضال الليبيين ضد المستعمر الإيطالي وزودهم بالأموال والذخائر والأسلحة اللازمة عبر وسطاء من الثوار الليبيين إلتقى معهم الأمير راشد الخزاعي عدة مرات في عجلون وفلسطين بالإضافة للقاهرة التي شهدت إرسال العديد من الثوار الأردنيين والفلسطينيين أتباع راشد الخزاعي إلى الأراضي الليبية ، وهذا واقع يكشف عن الأبعاد القومية العروبية، لدى هذا الشيخ، فلقد استبصر واقع الأمة، وأدرك بفطرته النقية، ومتابعته لما يجري من أحداث، أن ما يدبر من مكائد ومؤامرات، يستوجب التصدي لها في نطاق يشمل الوطن العربي الكبير، لذا عمل منذ تسلمه مسؤولية الزعامة، وتعيينه كأمير مفوض من قبل الحكومة التركية، على توثيق صلاته بالزعماء في محيطه، وباشر بعقد اللقاءات والاجتماعات، وتبادل الرسائل مع عدد من رجالات وزعماء الحجاز وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق، بغية الاطلاع على الأوضاع العامة، وتبادل الآراء حول واقع الأمة وكيفية مواجهة التحديات التي تعصف بالأمة.
تأتي زعامة الأمير راشد الخزاعي كإمتداد لتاريخ أجداده من أمراء قبيلة الفريحات تلك القبيلة التي برز منها عدة أمراء عبر التاريخ كانت لهم السيادة والحظوة لدى البلاط السلطاني العثماني عبر مئات السنين أمثال الأمير يوسف بن بركات الفريحات والذي حكم تلك المنطقة من خلال السرايا التي كانت تابعة له في منطقة إربد والمعروفة الآن ب "سرايا إربد" وكذلك الأمير مصطفى بن سلامة الفريحات فضلاّ عن مشاركة جيوش الفريحات في فك حصار عكا عام 1831م وقد كان لقبيلة الفريحات عضواً دائماً في مجلس المبعوثان العثماني الأمر الذي زاد من ثقل هذه القبيلة ودورها البارز في إدارة شؤون تلك المنطقة من بلاد الشام فضلاً عن جاهزية الجيوش المنظمة التابعة لها والمدعومة مباشرة من قبل السلطان العثماني.
الأمير راشد الخزاعي و وحدة الأديان
كان للأمير راشد الخزاعي دور في كثير من الأحداث الإقليمية، فعندما اندلعت الفتنة الطائفية في لبنان وسوريا ومحيطها أواخر العهد العثماني إستقبل الأمير راشد الخزاعي اللاجئين إليه من المسيحيين القادمين من بلاد الشام وعمل على احتضانهم وحماية مسيحيي شرق الأردن في ذلك الوقت ، حيث كانت شرارة تلك الفتنة بدأت في عام 1860م واستمرت لسنوات طويلة واكمل الأمير راشد الخزاعي دور الأمير عبد القادر الجزائري حيث أعلن الأمير راشد الخزاعي في ذلك الوقت بأن كل من يتعرض أو يعتدي على أي مسيحي أو كتابي فان ذلك سيعتبر اعتداء على شخصه وعلى قبيلته وعلى كل القبائل الخاضعة لحكمه وسيكون جزاء ذلك العقاب بالمثل دون تهاون أو هوادة وقد احتضن الأمير راشد الخزاعي في منطقة حكمه أبناء الطوائف المسيحية من جميع أرجاء بلاد الشام وعمل على حمايتهم من أي تنكيل أو قتل داعيا إلى التعايش السلمي بين الأديان وإحترام جميع العقائد مما ساهم بشكل مباشر في إخماد نار تلك الفتنة، وقد لقيت هذه اللفتة التاريخية صدى واسعا بين الطوائف المسيحية في جميع منطقة بلاد الشام ونال على أثرها الأمير راشد الخزاعي وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في عام 1887م فكان أول من حصل عليه من الوطن العربي قاطبة، ونظرا للدور الذي نهض به، وتوارثه عن عائلته، فقد منحه قبل ذلك الباب العالي لقب باشا بمرسوم خاص، تقديرا لدوره وعائلة الفريحات التي حظيت بممثل دائم في مجلس المبعوثان العثماني، ويعتبر الخزاعي الأمير الوحيد الذي حاز على لقب الباشوية بموجب مرسوم سلطاني عثماني صدر من الباب العالي في الأستانة له فقط وللأمير محمد علي باشا الكبير من مصر مما أثار حفيظة الكثيرين في ذلك الوقت، وقد تميز الخزاعي بمكانة مرموقة بين زعماء وقادة المنطقة، فقد لعب دورا سياسيا واضحا.
مدى تأثير الأمير راشد الخزاعي في القضية الفلسطينية من الناحية السياسية و الثورية
قبيل تشكيل إمارة شرق الأردن وقبل ظهور الحكومات المحلية والتي جاءت منها حكومة عجلون في عام 1920 كان حكم الأمير راشد الخزاعي قائماً أيام العثمانيين، وقد إمتدت ولاية حكمه وأفراد قبيلته "عشيرة الفريحات" أيام الحكم العثماني لتشمل مناطق واسعة إبتداء من سهول حوران ودرعا إلى إربد، وعجلون،وجرش، وحتى مدينة نابلس غربا، هذا وقد عرف الأمير راشد الخزاعي بدعمه المباشر للثورة الفلسطينية عام 1936م "ثورة عز الدين القسام" حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح عن طريق منطقة تسمى مخاضة كريمة قرب عجلون فضلاً عن لقاءاته المباشرة مع الشيخ المجاهد عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني وقيادات فلسطين وزعماء آل جرار و آل عبد الهادي وتموليه المباشر للسلاح والأموال اللازمة للثوار الفلسطينيين عبر الوسطاء الذين كانت مهمتهم إرسال معونات الامير راشد الخزاعي للثورة الفلسطينية مباشرة، بالإضافة لقيام الأمير راشد الخزاعي بزيارات متعددة لفلسطين هذه الزيارات التي كان يرافقه بها مناضلون أردنيون أرسلهم الأمير راشد للقتال في فلسطين وتحت إمرة الثورة الفلسطينية مباشرة كما أستقدم الأمير راشد الخزاعي مناضلين فلسطينيين عدة مطاردين من اليهود والانتداب البريطاني واخفاهم في الأردن وعند كثير من القبائل الأردنية.
وثيقة تاريخية نادرة من مجلة الصباح الصادرة في القاهرة بتاريخ التاسع والعشرون من آذار عام 1938م تبين لجوء الأمير المناضل راشد الخزاعي وأسرته وأتباعه الشيوخ عام 1937م إلى الملك عبد العزيز آل سعود نتيجة لدعم الأمير راشد الخزاعي لرفيق نضاله الشيخ المجاهد عز الدين القسام الذي استشهد في 19/11/1935، و على إثر لجوء الأمير راشد الخزاعي إندلعت ثورة عجلون من قبل الثوار الموالين للأمير المجاهد راشد الخزاعي.
كنتيجة مباشرة وبشكل خاص لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام في فلسطين والدعم المباشر من الأمير راشد الخزاعي لها الأمر الذي استدعى منه ومن معظم العشائر الأردنية الوطنية الموالية له للمواجهة مباشرة مع النظام الأردني وخاصة مع الملك عبد الله الأول والانتداب البريطاني والذي حاول تصفية الأمير الخزاعي بقصف مواقعه وقتل كثير من الثوار الأردنيين الموالين للخزاعي في ذلك الوقت مما اضطره بعدها إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى السعودية، وتحت سياسة الضغط والإرهاق من قبل الإنتداب البريطاني وأعوانه في إمارة شرق الأردن في ذلك الوقت فقد إضطر الأمير راشد الخزاعي ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية حيث عاش الأمير راشد الخزاعي لعدة سنوات في ضيافة الملك الراحل عبد العزيز آل سعود في فترة عصيبة من التاريخ السياسي الأردني واللافت للنظر أنه ومن خلال وجوده في الأراضي الحجازية استمر الأمير في قيادة وتوجيه أتباعه القوميون العرب والموالين لفكره النضالي برغم صعوبة الإتصال في ذلك الوقت وعلى فور إنتشار خبر لجوءالأمير راشد الخزاعي إلى الديار السعودية إنطلقت عدة ثورات شعبية في الأردن سميت ب "ثورة عجلون" تشكلت من مجموعة من الثائرين الموالين للزعيم الأمير راشد الخزاعي وقاموا بتفجير خط البترول (أنابيب النفط) القادمة من العراق مروراً بالأراضي الأردنية لفلسطين والذي كان تابعا للإنتداب البريطاني في ذلك الوقت وقد إعتمد الثائرون الأردنيون في ثورتهم تلك على أسلوب حرب العصابات كوسيلة ضغط على الإنتداب البريطاني وأعوانه للقبول بعودة الأمير راشد الخزاعي ورفاقه للأراضي الأردنية و بالفعل تمت العودة بعد عدة سنوات نتيجة مطالبة معظم القبائل والمشايخ الأردنية بها وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمير المناضل راشد الخزاعي أمثال الشيخ الراحل مثقال باشا الفايز زعيم قبائل بني صخر والشيخ حديثة الخريشا من مشايخ بني صخر والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة الفلسطينية والمساندة للأمير راشد ، وقد كان إستقبال الأمير راشد الخزاعي ورفاقه حين قدومهم من الحجاز إستقبالاً قومياً مهيباً شارك فيه جميع مشايخ وأمراء القبائل الأردنيون بالإضافة للقوميين والثوار العرب وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني .
جمع من زعماء و رجالات الأردن في إستقبال الأمير في مدينة كفرنجة و ذلك بعد عودة الأمير راشد الخزاعي رحمه الله من الأراضي الحجازية بعد أن أمضى ثمانية سنوات في ضيافة الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
الصف الأول من اليمين : الأستاذ علي خلقي الشرايري ، الأستاذ عبدالمهدي الشمايلة ، الأستاذ عيسى المدانات، الشيخ زعل المجالي، الشيخ عطالله الطراونة.
الصف الثاني من اليمين: الأستاذ ناجي أبونوار ، حسين باشا الطراونة، الشيخ عضوب الزبن، الأمير راشد الخزاعي ، الشيخ سليمان السودي ، الشيخ حديثة الخريشة، سالم باشا الهنداوي، وأخيرا الأستاذ شمس الدين سامي .
تعلق الكثير من المناضلين الفلسطينيين بهذا الأمير الأردني وربما كان السبب وراء ذلك هو إرتباطه بشكل وثيق مع الشيخ المجاهد عز الدين القسام رحمه الله، حيث لوحظ أن أغلب المقاتلين الفلسطينيين من الفدائيين إبان حرب لبنان عام 1982م قد احتفظو بصور الأمير راشد الخزاعي في جيوبهم وبين ذخائرهم وحتى بين قطرات دمائهم، جنبا إلى جنب مع صور المناضل الكوبي جيفارا والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) بما يؤكد صورا مباشرة من صور التضامن العربي.
البعد القومي للأمير راشد الخزاعي
إن فكرة المؤتمر الوطني الأردني وتاسيسه وخروجه الى النور كانت من قبل الأمير المناضل راشد بن خزاعي الفريحات رحمة الله وتم إخفاء و تزوير هذه الحقيقة في التاريخ الأردني المكتوب رسميا والذي يخفي كل تاريخ هذا الأمير الأردني الثائر، كما وتم عقد المؤتمر الوطني الأول عام 1928م بزعامة الأمير راشد الخزاعي بهدف رفض إعطاء فلسطين لليهود ومقاومة الخونة في شرق الأردن وفلسطين والعالم العربي ومقاومة القيادات العربية التي باعت فلسطين بكل الوسائل حيث قام الأمير راشد الخزاعي بفضح ومحاربة وتصفية عملاء وسماسرة الوكالة اليهودية في شرق الأردن والذين قاموا للأسف ببيع أراضي أردنية في ذلك الوقت لحساب الوكالة اليهودية وهذا مثبوت رسميا برغم اخفائه.
المؤتمر الوطني الأردني الذي عقد عام 1928م و تزعمه الأمير المناضل راشد الخزاعي رحمه الله و الذي تم عقده لعده أهداف سياسية ووطنية و منها المعارضة لإعطاء و بيع فلسطين لليهود من قبل القيادات و الزعامات العميلة التي واكبت تلك الفترة و كان من بين الحضور جمع من زعماء فلسطين و الأردن في ذلك الوقت
من الصور النادرة التي التقطت لزعماء يتحدثون ويدلون بآرائهم لبحث سبل مقاومة الإستعمار وعملائه ودعم الثورة الفلسطينية وفي إنتظار توصيات من الأمير المناضل راشد الخزاعي رحمه الله والذي يظهر متوسطا الحضور
دعم الأمير راشد الخزاعي حركات التحرر العربية مثل الثورة السورية حيث استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية اعتبارا من 25 تموز (يوليو) عام 1920 وقدم لهم الأمير راشد الخزاعي بدعم من جميع قبائل وعشائر المنطقة كل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم، وباتت منطقة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي باتت من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال أيضاً، في حين كان قادة الثورة السورية يعدون للثورة من منزل الأمير راشد الخزاعي والذي انطلقت منه الرسائل والاتصالات إلى مغظم المجاهدين السوريين، كما كانت للأمير راشد الخزاعي علاقات مميزة جدا وتعاون وثيق مع الأمير سلطان باشا الأطرش وزعامات جبل لبنان عامة إضافة لدعمه المنقطع النظير للثورة الليبية ضد الإستعمار الإيطالي.
تمكن الأمير راشد الخزاعي من تحويل كفرنجة وعجلون إلى مركز نضالي، في نهاية الحكم العثماني الذي دام أربعة قرون، وأصبح عضوا في عدد من الحركات والأحزاب النضالية، منها القوميون العرب، وحزب الشعب الأردني، وقاد عددا من مظاهر الاحتجاج، حيث قاد مظاهرة اربد الشهيرة والتي أشعلها احتجاجا على إعدام المناضلين الفلسطينيين فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد خليل جمجوم من قبل الإنجليز في 17 يونيو 1930 وذلك إثر ثورة البراق التي اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929 أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان له دور بارز في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس، والذي منح لقضية القدس بعدها الإسلامي المؤثر، لقد كانت وحدة العرب وتخليصهم من الإستعمار والأنظمة العميلة هي همه الأول، حيث رأى خلاص الأمة في وحدتها، وبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق هذه الغاية، وقد تأكد ذلك خلال مشاركته في مؤتمر بلودان في لبنان، الذي عقد من قبل عدد كبير من رجالات البلاد العربية شرق المتوسط، من أجل وحدة بلاد الشام، والذي ترأسه حينها ناجي السويدي، مما يكشف عن الوعي القومي الذي تمتع به.
نتائج نضال الأمير راشد الخزاعي
تم تغييب كبير وإخفاء كثير من المعلومات الخاصة بتاريخ الأمير راشد الخزاعي وقبيلة الفريحات ودورها المحوري الذي كان في التاريخ السياسي الأردني القديم بسبب التاريخ العريق لهذا الأمير ومواقفه الجريئة والنضالية وضرباته الموجعة والموجهة ضد الإستعمار والإنتداب البريطاني في بلاد الشام بالإضافة لمعارضته السياسية العلنية إبان إنشاء إمارة شرق الأردن ودوره الحيوي الرئيسي في دعم الثورة الفلسطينية ومحاربة الصهيونية وخاصة فيما يتعلق بفضحه ومحاربته لعمليات بيع الأراضي لعملاء الوكالة اليهودية في شرق الأردن، وترتب على ذلك محاربة النظام الأردني بشراسة لتاريخ هذا الأمير وعائلته بشتى الوسائل والطرق وتغييب سلالته واحفاده بشكل واضح عن تسلم أي موقع أو منصب رسمي في المملكة الأردنية الهاشمية دونا عن باقي الزعامات الأردنية وذلك كمحاولة لطمس وإخفاء كل ما يتعلق بتاريخ هذا الأمير وعائلته وأحفاده ودورها النضالي في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وللأسف فقد تنكر الكثير من الأردنيون المزاودين والمنتفعين من الأنظمة الإمبريالية والعميلة للإستعمار لتاريخ هذا الأمير والمجاهد العربي والإسلامي.
بصمات و مآثر عربية
الأمير الشيخ راشد الخزاعي له بصمات ومآثر لن تنسى من الذاكرة العربية والإسلامية وكان دائما رمزا للنضال والكفاح العربي كالشيخ المجاهد عز الدين القسام في فلسطين والشيخ المجاهد عمر المختار في ليبيا.
وفاته
وافته المنية بمدينة كفرنجة في عجلون مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي وذلك في عام 1957م بعد حياة عاصفة وغامضة إختفت فيها فصول كثيرة من حياة هذا الأمير الأردني العربي و ذلك من قبل الحكومة الأردنية و بعض الزعامات الحديثة العهد التي خلقت في الأردن من قبل الإستعمار و النظام الأردني.
التجمع الدولي الخاص بالأمير المناضل راشد الخزاعي
وفاءا وتقديرا للشيخ المناضل يزيد الراشد الخزاعي نعلن تأسيس التجمع الدولي الخاص بالأمير المناضل راشد الخزاعي كائتلاف دولي متعدد الجنسيات في المهجر معني بشؤون الحريات في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط، ويأتي هذا الإئتلاف كخطوة أولية لمجموعة من المبادرات والمشاريع والخطط التنفيذية لحماية ورعاية قضايا القادة النهضويين في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي وتوفير الإسناد والحماية الدولية لهم ضد ممارسات الأنظمة العربية وتعسفها بالإضافة لإبراز الدور التاريخي الهام للأمير الراحل راشد الخزاعي في حماية الأديان وتكريمه من بابا الفاتيكان عام 1887م، فضلا عن التوضيح الإعلامي في كافة المحافل الدولية لما تعرض له هذا الأمير وعائلته الكريمة من سياسة إبعاد و تنكيل وحصار إقتصادي وتعتيم وإخفاء متعمد من النظام الأردني لكل ما يتعلق بقضية الأمير المناضل راشد الخزاعي ودوره التاريخي المشرف في المنطقة.
نبذة عن الدور النضالي العالمي لسمو الأمير الثائر راشد الخزاعي رحمه الله
من بؤرة عالمنا العربي والإسلامي المضيء نحيي من هنا تاريخ أمير النضال العربي، تاريخ الأمير راشد الخزاعي رحمه الله وبعزيمة وإرداة المناضلين نوضح للعالم أجمع تاريخ أمير اجتمعت ضده كل إمكانات القوى الإستعمارية لمحو كل ما يتعلق بنضاله، عاش حياته مخلصاً لمبادئه ولفلسطين التي مافارقت يوما روحه الطاهرة، حاربه النظام الأردني بشراسة وحاول رخيصاً بائساً تدمير كل ما يتعلق بتاريخه وحتى بعائلته الكريمة وبشتى الوسائل وكل ذلك بسبب إخلاص الأمير الراحل راشد الخزاعي لدينه أولاً ولمبادئه القومية إبتداء من دعمه للقضية الفلسطينية مباشرة ولكل قضية عربية وإسلامية شريفة، غادر الدنيا شريفا بنفس كفن شيخنا المجاهد عز الدين القسام رحمهم الله أجمعين بينما غادر الدنيا ملوكا فرضهم الإستعمار والصهيونية وسجلت فضائحهم في روايات الخيانة العربية.
عرف الأمير راشد الخزاعي بدعمه المباشر للثورة الفلسطينية عام 1935م "ثورة عز الدين القسام" حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح عن طريق منطقة تسمى مخاضة كريمة قرب عجلون فضلاً عن لقاءاته المباشرة مع الشيخ المجاهد عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني وقيادات فلسطين وزعماء آل جرار و آل عبد الهادي وتموليه المباشر للسلاح والأموال اللازمة للثوار الفلسطينيين عبر الوسطاء الذين كانت مهمتهم إرسال معونات الامير راشد الخزاعي للثورة الفلسطينية مباشرة، بالإضافة لقيام الأمير راشد الخزاعي بزيارات متعددة لفلسطين هذه الزيارات التي كان يرافقه بها مناضلون أردنيون أرسلهم الأمير راشد للقتال في فلسطين وتحت إمرة الثورة الفلسطينية مباشرة كما أستقدم الأمير راشد الخزاعي مناضلين فلسطينيين عدة مطاردين من اليهود والانتداب البريطاني واخفاهم في الأردن وعند كثير من القبائل الأردنية.
ترتب على ذلك محاربة النظام الأردني بشراسة لتاريخ هذا الأمير وعائلته بشتى الوسائل والطرق وتغييب سلالته واحفاده بشكل واضح عن تسلم أي موقع أو منصب رسمي في المملكة الأردنية الهاشمية دونا عن باقي الزعامات الأردنية.
هيئة التجمع الدولي الخاص بالأمير المناضل راشد الخزاعي
Prince Rashed International Union
E-Mail Adress:
princerashedunion@gmail.com