الشيخ أحمد إسماعيل ياسين (28 يونيو 1936 - 22 مارس 2004) من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين والمؤسس لأكبر جامعة إسلامية بها حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها حتي وفاته. ورئيس المجمع الإسلامي في غزة. ولد في قرية الجورة تابعه لقضاء المجدل جنوبي قطاع غزة. لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948. تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً. عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة. أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.
شارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1375هـ الموافق عام 1956م وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة. بعد هزيمة 1386هـ - 1967م التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة. اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1403هـ الموافق عام 1983م بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، وأصدرت عليه المحكمة الصهيونية حكماً بالسجن 13 عاماً. أفرج عنه عام 1405هـ الموافق عام 1985م في إطار عملية تبادل ٍ للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أسس أحمد ياسين مع مجموعةٍ من رفاقه حركة المقاومة الإسلامية حماس مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1407هـ الموافق عام 1987م ضد الظلم والعدوان والإذلال المتمثل بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، مع تصاعد الانتفاضة بدأ العدو الصهيوني التفكير في وسيلةٍ لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين فقامت في عام 1408هـ - 1988م بمداهمة منزله وتفتيشه، وهددته بالنفي إلى لبنان، ثم ألقت القبض عليه مع المئات من أبناء الشعب الفلسطيني عام 1409هـ - 1989م في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه واغتيال العملاء. في عام 1411هـ - 1991م أصدرت إحدى المحاكم الصهيونية حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ صهاينة وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني. وفي عام 1417هـ - 1997م تم الإفراج عنه بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن والعدو الصهيوني على إثر العملية الإرهابية الفاشلة التي قام بها الموساد في الأردن، والتي استهدفت حياة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
لقي أحمد ياسين حتفه في هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية على سيارته في الصباح. حيث قصفت الطائرات سيارة ياسين أثناء عودته بعد أداء صلاة الفجر بمسجد بالقرب من منزله. تمتع الشيخ أحمد ياسين بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحداً من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.
النشأة
ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان - التابعه لقضاء مدينة المجدل - التي تقع علي بعد 20 كيلو متر شمالي غزة [5] في يونيو عام 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية مات والده وعمره لم يتجاوز ثلاث سنوات. كني أحمد ياسين في طفولته بأحمد سعدة نسبة إلى أمه السيدة سعدة عبد الله الهبيل لتمييزه عن اقرانه الكثر من عائلة ياسين الذين يحملون اسم أحمد. وحينما وقعت نكبة فلسطين عام 1948 كان ياسين يبلغ من العمر 12 عاماً وهاجرت أسرته إلى غزة مع عشرات الآف الأسر التي طردتها العصابات الصهيونية. في السادسة عشرة من عمره تعرض الشيخ أحمد ياسين لحادثة أثرت في حياته كلها، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق إثر مصارعة ودية بينه وبين أحد زملائه عام 1371هـ - 1952م، وبعد 45 يوماً من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه مصاب بشلل رباعي. ولم يخبر الشيخ أحمد ياسين أحداً ولا حتى أسرته، بأنه اصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه - عبد الله الخطيب - خوفاً من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا عام 1989.
وبعد إصابته بالشلل كرس أحمد ياسين شبابه لطلب العلوم الإسلامية، حيث درس في جامعة الأزهر في القاهرة. وكانت القاهرة هي المكان الذي تشكل فيه إيمان أحمد ياسين بأن فلسطين أرض إسلامية حتى يوم القيامة، وليس لأي زعيم عربي الحق في التخلي عن أي جزء من هذه الأرض. ورغم تعرضه إلى شلل شبة كامل في جسده تطور لاحقاً إلى شلل كامل إلا أنه لم يثنه الشلل عن مواصلة تعليمه وصولاً إلى العمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة. وانتظم الشيخ ياسين في صفوف جناح المقاومة الفلسطيني، ولكنه لم يشتهر إلا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987م حيث أصبح رئيساً لتنظيم إسلامي جديد هو حركة المقاومة الإسلامية أو حماس.
الحالة الصحية
وقد عانى أحمد ياسين إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الصهيونية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى. وقد أدى سور ظروف اعتقال أحمد ياسين إلى تدهور حالته الصحية مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة بل تدوهرت صحة أحمد ياسين أكثر بسبب اعتقاله وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له. بل إن ياسين كان لا يقدر على الحراك إلا بلسانه.
النكبة والمدرسة
عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948م وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاماً وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي. ويتحدث أحمد ياسين - قبل استشهاده - عن تلك الحقبة فيقول:
«لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب الكيان الصهيوني السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث.»
التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948م، لم تستثن هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة - شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك - مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة لمدة عام 1949 - 1950 ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة ثم عاود الدراسة مرة أخرى.
العمل
كان أحمد ياسين في العاشرة من عمره عندما كان البريطانيون يجلبون اليهود من كل أصقاع الأرض لينشروههم في فلسطين وليؤسسوا بسطوة القوة دولة إسرائيل في عام 1948م. أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 1957 - 1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، كان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته. إضافة إلى هذا شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956م وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكداً ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم. وأيد قيادة الحاج أمين الحسيني لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني.
بعدما أصبح أحمد ياسين مدرساً حاول إكمال مسيرته التعليمية بيد أن ظروفه الحياتية كانت الأقوى وكانت السبب الأول والأخير في استمراره في التعليم. ولكن على الرغم من ذلك فقد عمل منذ صغره على خدمة المجتمع الفلسطيني من كافة النواحي وأولها النواحي الاجتماعية فعمل رئيساً لجمعية المجمع الإسلامي الذي له تاريخ عريض في خدمة القضية الفلسطيني والشعب الفلسطيني.وكانت مفاجأة حين أصبح مرجعاً للجميع حتى الطلاب المعادين للإسلام ولكنه لم يكتف بالتدريس بل أخذ يجمع الطلاب المتميزين ويحولهم إلى المساجد ليكمل لهم دروسهم ويقيم لهم الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية وأنشأ الجامعة الإسلامية وكانت له زيارات ومحاضرات كثيرة وكان له وجوده المستمر في كل مناسبة.
[عدل]السلطة المصرية والإخوان
أثناء فترة الخمسينات والستينات كان المد القومي قد بلغ مداه فيما أعتقل أحمد ياسين من قبل السلطات المصرية التي كانت تشرف على غزة بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وعندما كان رجالات الحركة في قطاع غزة يغادرون القطاع هرباً من بطش جمال عبد الناصر كان للشيخ أحمد ياسين رأى أخر فقد أعلن أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة والجهاد.
كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك فقررت عام 1965م اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954م. وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثاراً مهمة لخصها بقوله:
«إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية.
حرب عام 1967
بعد هزيمة عام 1967م التي احتل فيها الكيان الصهيوني كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس بحي الرمال الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل الصهيوني وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين. ثم عمل بعد ذلك رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة. ثم آمن أحمد ياسين بأفكار جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928م والتي تدعو إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة. ويعتبر أحمد ياسين زعيم هذه الجماعة في فلسطين. تشبعت شخصيته بفكر حركة الاخوان المسلمين الذي يدعو إلى الوسطية والشمولية ويتبنى نظرية أن الإسلام سيف ومصحف. انتمى إليها في العام 1955م وآل إليه أمر قيادة حركة الإخوان المسلمين في فلسطين في العام 1968م. رافقه الحاج محمد عبد خطاب النجار في رحلته الدعوية والجهادية الطويلة وشاركه في تأسيس الجامعة الإسلامية وجمعية المجمع الإسلامي وجمعية الرحمة الخيرية ومستشفى دار السلام بخان يونس. وكان النجار ممثلاً عن مدينة خان يونس في الهيئة الإدارية الأولى للإخوان المسلمين في قطاع غزة فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، كما التئم في بيته مجلس شورى الإخوان المسلمين في قطاع غزة على مدار عشرات السنوات الماضية وفي أصعب الظروف.
تأسيس حركة حماس
مقال تفصيلي :حركة حماس
اتفق أحمد ياسين عام 1987م مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الصهيوني بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية المعروف اختصاراً باسم حماس. وكان لها دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد ومنذ ذلك الوقت وأحمد ياسين اعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.[4] كان تأسيس حركة حماس مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987م نقلة نوعية في حياة أحمد ياسين وفي تاريخ القضية الفلسطينية حيث قلبت الحركة المعادلة من خلال تنظيمها القوي الذي أصبح التنظيم الرقم واحد لاحقاً في الساحة الفلسطينية. نجح ياسين في نشر فكرة الحركة الإسلامية في كافة أنحاء دول العالم من خلال مواقفه وإصراره على حقوق الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، حتى وصل الأمر بخروج العديد من القادة السياسيين وغيرهم عن صمتهم والإعراب عن إعجابهم بأحمد ياسين وبطريقته في عرض القضية الفلسطينية وحقوق شعبه وهموم الناس.بل أيقظ همة الأمة وأعاد الاعتبار للجهاد في فلسطين وأحيا هذه الفريضة التي كادت أن تموت.
ضمن إيمانه العميق بهذا المنهج عمل الشيخ على إنشاء بداية عمل جهادي يصيب من اليهود مقتلاً وينكأ فيهم جراحاً ففي عام 1984م اعتقل أحمد ياسين وقال عنه القاضي أنه "رجل ذو تأثير" فحكم عليه بثلاثة عشر عاماً، وخرج بعد إحدى عشر شهراً في عملية تبادل أسرى، وما هي إلا عامين من خروجه حتى كانت الثورة الكبرى في تاريخ فلسطين. في 28 ديسمبر عام 1987م كانت الانتفاضة وظهرت حماس لتعلن بيانها الأول أن فلسطين أرض وقف إسلامية لا يمكن تقاسمها مع اليهود وانطلق المجاهدون يدكون معاقل اليهود، وتتوجه الأنظار مباشرة إلى أحمد ياسين كمؤسس للمقاومة الإسلامية وهكذا لم يبق في الميدان إلا أبناء حماس والمخلصون من أبناء القوى الفلسطينية يقودهم أحمد ياسين. وكم مرة حاول اليهود إقناعه بإيقاف الانتفاضة ولكنه داعية يعرف الطريق فنادى "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه" ولقد شعرت سلطات الاحتلال بخطورته ففي 18 مايو عام 1989م اعتقلت أحمد ياسين ظانة أنها بذلك تخفي الشمس وبعد 29 شهراً من الاعتقال كانت المحاكمة 16 اكتوبر عام 1991م حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً. وأدخل ياسين إلى المدرسة اليوسفية فكان كما هو صابراً متجلداً فكان حراً وكانوا هم المساجين.
سعى أحمد ياسين إلى المحافظة على علاقات طيبة مع السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية الأخرى. إيماناً منه بأن الفرقة تضر بمصالح الفلسطينيين. ولكنه لم يساوم أبداً فيما يخص موضوع التوصل إلى سلام مع إسرائيل. حيث كان يكرر دائماً:
«أن ما يسمى بالسلام ليس سلاماً بالمرة ولا يمكن أن يكون بديلاً للجهاد والمقاومة.»
وهاجم أحمد ياسين نتائج قمة العقبة عام 2003م في الأردن والتي حضرها زعماء إسرائيليين وأمريكيين علاوة على رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس الذي تعهد بإنهاء العنف. وكانت مجموعات مسلحة مثل حماس قد أعلنت هدنة مؤقتة كإجراء أولي لكن هذه الهدنة انهارت في يوليو بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية اثنان من أعضاء حماس في مداهمة على مخيم للاجئين. تمكنت حماس من بناء قاعدة صلبة من التأييد الجماهيري من خلال الدعم المادي الذي دأبت على تقديمه للمواطنين أثناء الانتفاضة الأخيرة. فقد أسست حماس جمعيات خيرية تقوم ببناء المدارس والعيادات الطبية والمستشفيات التي تقدم خدماتها بالمجان للأسر الفقيرة كما تمكنت من الحصول على التبرعات من دول الخليج وغيرها.
مقاومة عنيفة
أزعج النشاط الدعوي لأحمد ياسين سلطات الاحتلال الصهيوني فأمرت عام 1982م باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود وقد حوكم ياسين أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً. لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985م في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الصهيوني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن. ومع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت سلطات الاحتلال الصهيونية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط أحمد ياسين فقامت في أغسطس من عام 1988م بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان. ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الصهاينة واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الصهيوني يوم 18 مايو من عام 1989م باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه واغتيال العملاء.
وفي 16 أكتوبر عام 1991م أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بعد أن وجهت لياسين لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني وبقتل كل من يتعاون مع الجيش الإسرائيلي. وقد أطلق سراحه عام 1997م في عملية استبدل بموجبها بعميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال مسؤول حماس في عمان خالد مشعل. وقد ذاع صيته أثناء وجوده في السجن كرمز للمقاومة الفلسطينية لكن شهرته لم تصل لما وصلت إليه شهرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
جرت عملية التبادل في الأول من أكتوبر عام 1997م بين المملكة الأردنية الهاشمية وسلطات الاحتلال الصهيوني في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما للكيان الصهيوني مقابل إطلاق سراح أحمد ياسين فأفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ. وأبعد إلى الأردن بعد ثمانية أعوام ونصف العام من الاعتقال بتدخل شخصي من العاهل الأردني الملك حسين بن طلال. قبل أن يعود إلى غزة ويخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين لاستقباله. خرج أحمد ياسين من المعتقل ليعلن على مسامع العالم أجمع أن الجهاد لن يتوقف حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية ولا تنازل عن حقٍ من حقوق الشعب الفلسطيني المسلم، رافضاً بكل قوة كل المبادرات والوثائق والاتفاقات التي تؤدي إلى المساومة والتفريط في الأراضي الفلسطينية لصالح الصهاينة اليهود. وخرج الشيخ ياسين في جولة علاج إلى الخارج زار خلالها العديد من الدول العربية واستقبل بحفاوة من قبل زعماء عرب ومسلمين ومن قبل القيادات الشعبية والنقابية ومن بين الدول التي زارها السعودية وإيران وسوريا والإمارات. بل إن معاناة أحمد ياسين الشديدة من المرض وفقدان البصر تماماً في العين اليمنى تحت الضرب والتعذيب والتهاب مزمن بالأذن وحساسية الرئتين في سوء ظروف الزنازين إلا أنه كان يتحلى بالشجاعة في جلسات المحاكمة ويغيظ القضاة اليهود بقوله أنه لا يعترف بدولتهم ويرعبهم بقوله أن كيانهم إلى زوال وأنه لن يتوقف عن جمع الفلسطينيين على جهاد الصهاينة وإخراجهم.
اختطاف جندي صهيوني
في 13 ديسمبر عام 1992م قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني قرب القدس وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الصهيونية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان. إلا أن السلطات الصهيونية رفضت العرض وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الصهيونية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس.
شيخ انتفاضة الأقصى
وخلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت نهاية سبتمبر عام 2000م شاركت حركة حماس بزعامة أحمد ياسين في مسيرة المقاومة الفلسطينية بفاعلية بعد أن أعادت تنظيم صفوفها، وبناء جهازها العسكري حيث تتهم سلطات الاحتلال حماس تحت زعامة ياسين بقيادة المقاومة الفلسطينية، وظلت قوات الاحتلال تحرض دول العالم علي اعتبارها حركة ارهابية وتجميد أموالها، وهو ما استجابت له أوربا حينما خضع الاتحاد الاوربي السبت 6 سبتمبر عام 2003م للضغوط الأمريكية والصهيونية وضمت الحركة بجناحها السياسي إلى قائمة المنظمات الارهابية.
السجن
كشف ضابط سابق في استخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية أنهم عزلوا أحمد ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جداً في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة. وأكد المستشار النفسي والعميد السابق في الشرطة تسفيكا سيلع أنه كان الإسرائيلي الوحيد الذي التقى ياسين ضمن لقاءات أسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات. وقال سيلع إن الشيخ ياسين كان يتمتع بشخصية قوية جداً ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها. واحتجزنا ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جداً بل أذقناه الموت فحرمناه الزيارات وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو. ووصف الضابط الإسرائيلي أحمد ياسين بأنه كان رجلاً حكيماً ونزيهاً جداً وسادت بينه وبين الإسرائيليين حرب دماغية وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف أن أحداً سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي. حينما كنت أقول له أوقفوا تفجيرالحافلات وقتل النساء والأطفال كان يجيب:
«لدينا من نتعلم منه فقد أقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل أطفالكم ونساءكم من أجل بناء دولتنا أما أنتم فتفعلون ذلك من أجل الاحتلال وقد أنشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون.»
كما كشف العميد السابق في الشرطة تسفيكا سيلع النقاب عن أن ياسين رفض مساومة إسرائيلية بإطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندي الإسرائيلي إيلان سعدون الذي تم أسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته. وقال الضابط الإسرائيلي " قال لي أحمد ياسين ذات مرة : أنت تعرف مدى قسوة شروط أسري واشتياقي للحرية ولا يوجد أحد في العالم مطلع على الحقيقة مثلك وتعرف حجم أشواقي إلى أحفادي ومحبتي لهم وحلمي بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتي بجثمان مهين ومرفوض". وأضاف الشيخ ياسين ـ وفق رواية الضابط الإسرائيلي ـ "سأعطيك الجثمان لأنك تطلب ذلك فنحن ندرك وجع العائلة ولكن عدني ألا تطلق سراحي مقابل جثمان الجندي ثم هل تعدني في حال مت داخل السجن بأن تبلغ عائلتي كم كنت مشتاقاً إليهم وأحبهم".
الإقامة الجبرية
تابع أحمد ياسين عمله الجهادي وتخريج الأبطال وقد أظهر الكثير من ضبط النفس وتوحيد الصف حيال الفصائل الفلسطينية خصوصاً حركة فتح ورغم الأذى الذي تلقته حركته من السلطة الفلسطينية وأجهزة أمنها ووصل الأمر لفرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عن مقر إقامته المتواضع إلا أنه لم يتورط بدماء الفلسطينيين وبقي موجهاً جهود جماعته لمواجهة المحتل الصهيوني. فقد عمل أحمد ياسين علي إعادة تنظيم صفوف حركة حماس من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وشهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد وجزر. فقد واجه محاولات الاحتلال لتفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية ونسف الروابط العائلية والاجتماعية فحذر أبناء الشعب الفلسطيني من التفرقة والانقسامات لأن ذلك يؤدي إلى العنف والضياع. وبث في أوساط الناس مصطلحات جديدة للاختلاف، فكان طالما يردد مقولة الإمام الشهيد حسن البنا:"سنقاتل الناس بالحب" حيث لا مجال لاستخدام السلاح في الداخل الفلسطيني. ولازمه هم الوحدة حتى داخل المعتقل فأنشد لها أبيات قال فيها:
هي الأوطان نحميها بسـيف ولا عزَ لـها دون اتفاق
توحَــد صفنـا أبـداً بعزم ولا صف يوجد بالشقاق
صالون منزل أحمد ياسين.
وحصر استخدام السلاح في وجه العدو الصهيوني فقط وأما مع الشعب الفلسطيني فالدعوة إلى الوحدة فقط. وشهدت فترات الانتفاضتين - الأولى عام 1987م والثانية عام 2000م - تكثيفاً في نشاط ياسين في مجال الإصلاح الاجتماعي وذلك سعياً منه للحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيراً ما كانت تلجأ الأخيرة للضغط على حركة حماس وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية. فقد تواصل الحقد الصهيوني ضد أحمد ياسين حتى بلغ الأمر بهم أن حرضوا السلطة الفلسطينية على ياسين لفرض الإقامة الجبرية فأذعنت السلطة الفلسطينية للرغبة الصهيونية ولكن الجماهير الفلسطينية المسلمة حالت دون استمرار الإقامة الجبرية ليخرج ياسين من جديد أمضى عزيمة وأشد إصراراً على مواصلة مسيرة الجهاد.
فقد مثل أحمد ياسين مصدر إلهام كبير للأجيال الفلسطينية الصاعدة الذين خيبت العملية السلمية المتعثرة مع إسرائيل آمالهم. وقد قابل أتباع أحمد ياسين محاولات إعاقة نشاطات ياسين بمقاومة عنيفة. ففي ديسمبر عام 2001م قتل رجل في إشتباكات مع الشرطة الفلسطينية بعد وضع أحمد ياسين تحت الإقامة الإجبارية. واندلع إطلاق النار ثانية في يونيو عام 2002م عندما أحاطت الشرطة الفلسطينية منزله بعد سيل من عمليات التفجير الدامية ضد إسرائيل. وحاول الجيش الإسرائيلي في سبتمبر عام 2003م اغتيال أحمد ياسين بينما كان في منزل زميله في حماس في غزة.[7]
[عدل]إغتياله واستشهاده
قال أحمد ياسين في آخر مقابلة تلفزيونية معه:
«إننا طلاب شهادة لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية.»
حقق أحمد ياسين أمنيته الكبرى في الانضمام إلى مواكب الشهداء.[15] ففي يوم 13 يونيو عام 2003 أعلنت المصادر الإسرائيلية أن أحمد ياسين لا يتمتع بحصانة وأنه عرضة لأي عمل عسكري إسرائيلي.[13] فتعرض في 6 سبتمبر عام 2003م الموافق يوم السبت لمحاولة اغتيال صهيونية حين استهداف مروحيات صهيونية شقة في حي الدرج شمال مدينة غزة [16] بقنبلة زنة ربع طن [3] كان يوجد بها أحمد ياسين وكان يرافقه إسماعيل هنية - رئيس الوزراء المقال - [6] حيث حلقت طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز اف 16 وأخرى من طراز اباتشي على مستوى منخفض في سماء المنطقة، وأطلقت قذيفة صاروخية على منزل مروان أبو راس المحاضر في الجامعة الإسلامية المقرب من حركة حماس. سقطت القذيفة بعد لحظات من مغادرة ياسين والقيادي في الحركة إسماعيل هنية المنزل. أصيب ثلاثة فلسطينيين على الأقل بجراح في الهجوم. أصاب الصاروخ شقة في عمارة سكنية من ثلاث طوابق مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.[16] إلا أن أحمد ياسين خرج منها سالماً رغم الدمار الهائل الذي لحق بالبيت. وقد خرج ياسين من هذه المحاولة أيضاً أشد إصراراً على مواصلة المسيرة الجهادية. حيث لم تكن إصاباته إلا بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.
وفي يوم الاثنين غرة صفر 1425هـ الموافق 22 مارس عام 2004م قامت الطائرات الصهيونية بإطلاق عدة صواريخ استهدفت أحمد ياسين بينما كان ياسين عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع القريب من منزله في حي صبرا في غزة [3] بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون. قامت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية التابعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق 3 صواريخ تجاه ياسين المقعد وهو في طريقه إلى سيارته مدفوعاً على كرسيه المتحرك من قبل مساعديه، فسقط ياسين شهيداً في لحظتها وجرح اثنان من أبنائه في العملية واستشهد معه سبعه من مرافقيه. وقد تناثرت أجزاء الكرسي المتحرك الذي كان ينتقل عليه ياسين في أرجاء مكان الهجوم الذي تلطخ بدمائه ومرافقيه خارج المسجد. مما أدى أيضاً إلى تناثر جسده وتحويله إلى أشلاء وهنا ارتقت روحه إلى بارئها ومات كما كان يتمنى.
عقب الإغتيال
ونحن في عصري انقلبت فيه الموازين, فمن يدافع عن أرضه وعرضه أصبح إرهابيًا, أما إسرائيل التي تغتصب الأرض وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ, وتمتلك من أسلحة الدمار ما لا يملكه العالم, فهي صاحبة الحق وهي المضطهدة التي لها الحق في الدفاع عن نفسها, وقد رأيناهم وقتها معترضين أن يبحث مجلس الأمن قضية اغتيال الرجل بحجة أنه إرهابي. سوف يظل ذكره ولن ينقطع, ومن علامات ذلك أن هناك ستة ولدوا في قرية الشهيد أحمد ياسين في نفس اليوم الذي استشهد فيه, وتسموا جميعًا بأحمد ياسين.
صورة من مقابلة لقناة المجد معه قبل قتله بأقل من أسبوع.
عم الحزن والغضب كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي، وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الشوارع للمشاركة في تشييع جثمان أحمد ياسين، وقد صلي عليه صلاة الغائب في عددٍ كبيرٍ من مساجد العالم. استشهاد أحمد ياسين لم يكن حدثاً عابراً فقد نعته وأدانت اغتياله آلاف الدول والمؤسسات واعتبرت تلك الدول والمؤسسات أن استهداف جسد أحمد ياسين يعتبر جريمة حرب وتجاوزاً خطيراً. وقد تصاعدت التفاعلات في كافة البلدان العربية والإسلامية حيث تفننت كل جهة في تخليد ذكرى استشهاد هذه الأسطورة التي مثلت منارة للجهاد والمقاومة في فلسطين المحتلة.
شيعه آلاف الفلسطينيين ورفاقه الذين استشهدوا معه في غارة إسرائيلية استهدفتهم عقب خروجهم من صلاة الفجر اليوم بحي صبرا في غزة وسط غضب ودعوات بالانتقام والثأر. وما أن شاع نبأ استشهاد أحمد ياسين حتى خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين الغاضبين إلى الشوارع وهم يهتفون بدعوات الانتقام ومواصلة المقاومة والعمليات الفدائية. ووصف مراسلو الجزيرة الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها متوترة جداً وقالوا: إن حالة من الغليان الشديد والصدمة تسيطر على الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الشوارع وقاموا بمسيرات غاضبة. ودعت المساجد في الضفة والقطاع إلى الإضراب العام وقد أخذت مكبرات الصوت في مساجد غزة تصدح بتلاوة القرآن الكريم بينما سمعت أصوات إطلاق نار في حي صبرا الذي يسكنه ياسين. وأغلقت المتاجر والمدارس بشكل تلقائي في وقت سابق في غزة. كما أعلن الحداد العام في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام فيما علقت الدراسة في كافة المدارس.
صباح الاثنين في مدينة غزة لم يكن عادياً هذا السماء تلبدت بدخان أسود انطلق من النيران التي اشعلت في اطارات السيارات، وضج صمتها اصوات القنابل المحلية الصوت الذي اطلقه الفتية. آلاف الفلسطينيين هرعوا من نومهم غير مصدقين النبأ نبأ استشهاد شيخ الانتفاضتين - كما كان يطلق عليه أنصار حماس - تجمهروا أمام ثلاجات الشهداء بمستشفى الشفاء بغزة حيث يرقد الشيخ الذي طالما رأوا فيه الأب قبل القائد والأخ قبل المقاتل العنيد. وهناك اختلطت المشاعر، شبان يبكون، واطفال يهتفون ومجاهدون يتوعدون بالثأر، وشيوخ التزموا الصمت، إلا من دموع قد تحجرت في المقل، حزناً علي أحمد ياسين الذي يعد أحد أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عماد العلمي أن الحركة ستواصل السير على نهج شيخها الشهيد أحمد ياسين وقال العلمي على هامش زيارته منزل الشيخ ياسين برفقة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر وعدد من قادة حركة حماس:
«إن "الشيخ الشهيد أحمد ياسين هو رمز المقاومة والجهاد والتضحية وكلنا إن شاء الله على نهجه لسائرون.»
وأضاف العلمي الذي عاد لغزة قبل نحو أسبوع أن هذه الزيارة تمثل إحساساً عميقاً بنصر الله وتمكينه لجنود الشيخ أحمد ياسين الذين تربوا على الإسلام والتضحية والجهاد.
أن الشيخ ياسين له صفته الاعتبارية على الصعيد الفكري والديني، فهو شيخ مسن ومقعد وله تاريخه الكفاحي الطويل فهو زعيم روحي من شأن عملية الاغتيال أن تحيله وبسهولة إلى رمز نضالي، شأنه في ذلك، شأن الشيخ عز الدين القسام. إضافة إلى ذلك، تدرك إسرائيل، بأن قيادة حماس هي قيادة جماعية، مسؤولة فيما بين أعضائها، على نمط نظام الشورى مطوراً فأمير الجماعة الإسلامية -وهذا شأن فروع الأخوان المسلمين جميعاً - هو رأس الهرم الاستشاري، ولا رأي له دون سماع آراء الآخرين لذا فإن غياب الشيخ ياسين، رغم ثقله وأهميته، لا يعني إخلالاً في الإدارة الجماعية للحركة، بقدر ما يعني إعطاء الحوافز المعنوية للاستمرار، والتأكيد على القيادة الجماعية.
أعماله
رسالة أحمد ياسين في الحياة كانت من بين ركام الجاهلية ومع تفشي الأفكار العلمانية أخذ على عاتقه تغيير هذا الوضع وتبصير الناس بأمور دينهم، وقد كان يؤمن بأن الزمن جزء من العلاج وأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. واهتم الشيخ بالمرأة فكون المدارس النسائية وأنشأ لجان الزكاة وتوج عمله كله بإنشاء المجمع الإسلامي، ومع تعاقب الأيام أصبح المجمع مؤسسة القطاع الأولى. وهكذا بقي الشيخ مدافعاً عن الإسلام وكان يركز في كل خطوة يخطوها على نشر المعنى الصحيح لنظام متكامل وهو أن الإسلام عبادة وقيادة ومصحف وسيف وهو حياة وشهادة.
صفاته
أحمد ياسين رجل ضعيف الجسد مكدود البنية وبالكاد يستطيع الإبصار يتهدج صوته إذا ما تكلم. وعلى الرغم من ذلك فإنه تمتع بنفوذ واسع جداً بين أوساط الفلسطينيين الذين فقدوا الأمل في عملية السلام التي لم تفعل شيئاً لتحسين الظروف التي يعيشونها تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما أن شعبيته استمرت في التزايد. وكان آلاف المؤيدين له قد خرجوا مهللين لرؤيته بينما كان يهدد الانتقام بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أصيب فيها بجروح في سبتمبر عام 2003 من قبل القوات الإسرائيلية. أحمد ياسين الذي يدفع عربته من البيت إلى المسجد لأنه مقعد أسس جبهة للجهاد والمقاومة تعد من أروع مدارس البطولة. إن الفكرة التي حملها أحمد ياسين تزداد انتشاراً وحركته تزداد قوة وصلابة فقد كان شمعة حرقت نفسها لتضيء للآخرين طريق العزة والكرامة والإباء. فأحمد ياسين قائد متفان مقدام وشهيد قعيد أيقظ الأمة.
عرف بين إخوانه بالتخطيط ولم يعرف بالصخب عرف بالتواضع ولم يعرف بالاستعلاء وعرفه إخوانه بصدق التوجه إلى الله. غرس البذور في حقل الله المثمر الذي تنبت في حقل تالله المثمر. ظل الشيخ أحمد ياسين شامخاً لا يطأطأ رأسه راسخاً لا يتزعزع مثل رواسي الجبال.[21] امتلك عليه حب الإسلام قلبه ونفسه وفكره واتصف بالتقوى والورع مع الإخلاص والتواضع وسعة الصدر وثقافة واسعة جعلته الرجل الأول في القطاع بل امتد تأثيره إلى فلسطين كلها. وكان خطيباً متميزاً جسوراً صابراً على طول الطريق والمرض واثقاً من ربه.
جبلت شخصية ياسين بمشاعر الرحمة والحنان حيث توفي والده وهو في الثانية من عمره، وتحركت في عروقه مشاعر الرأفة منذ نعومة أظافره فطلب من أخيه الأكبر أن يحضر له آلة الفلافل كي يبيع ويصرف على أخواته البنات. ولم يمنعه عجز الشلل التام الذي أصابه أن يكون دوماً حنوناً مع زوجته وأبنائه وبناته. وبقيت لزوجته مكانة خاصة في برنامج حياته كافة، حتى عندما كان يجتمع مع الدكتور الرنتيسي والدكتور الزهار، كان ينادي عليها لتتحدث عن الآلام التي تشتكي منها لإراحتها نفسياً ولتقديم العلاج المتاح لها.
وكذلك جعله قلبه المفعم بالحنان يتعامل مع الآخرين برفق ورحمة، فلم يتكبر على أحد ولو كان صغيراً فقرب إليه الصغار واستمع للكبار واستوعب همومهم ولبى احتياجاتهم. كان يوزع راتبه الشهري ويقول: "أعطوا نصفه" للمحتاجين، وعندما يحضر محتاج آخر يريد المساعدة يعطيه نصف ما تبقى من المعاش". شارك ياسين جميع أبناء شعبه في معاناتهم، ورفض التميز عنهم بقليل أو كثير فرد طلب السلطة بناء بيت له "يليق بمكانته"، لأنه كان يرى بأن "هناك الكثير من الفلسطينيين بحاجة إلى بيوت" وهناك من "هدمت منازلهم أو نسفت" ولم يجدوا مأوى لهم لعدم قدرتهم على بناء مسكن يكفي أسرهم.
صرح أحمد ياسين
فتح المنزل المتواضع في حي الصبرة بغزة أبوابه من جديد أمام الزائرين، ولكن هذه المرة كمعلم يجسد مسيرة حياة الشيخ القعيد على بسطاتها وتواضعها. ويهدف أبناء الشيخ ياسين من وراء إعادة ترميم المنزل وتحويله لصرح تاريخي بمساعدة حركة حماس، إلى إحياء ذكرى الشيخ الشهيد في أذهان الجماهير العربية والإسلامية، وتعريف الأجيال بنمط حياة رمز المقاومة. ويضم صرح الشيخ أحمد ياسين كافة مقتنيات الشيخ التي تعبر بشكل جلي عن نمط وسلوك حياته اليومية.
محتويات
وبقيت تقسيمات منزل الشيخ على حالها -وفق عبد الحميد- ولم يضف إليها سوى غرفة علوية جديدة ضمت مئات الكتب التي أحضرها الشيخ خلال جولته الخارجية التي أعقبت خروجه من السجن عام 1996 ولم يتمكن من إكمال قراءتها قبل استشهاده. ويتكون منزل الشيخ ياسين من ثلاث حجرات، الأولى منها كانت بمثابة مكتب الشيخ وخصصت لاستقبال الضيوف، وهي تلي مدخل المنزل مباشرة وزينت جدرانها ببعض الصور القديمة للشيخ مع عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية كالرئيس الراحل ياسر عرفات ومسؤولين فلسطينيين آخرين. وفي وسط تلك الغرفة يبرز كرسي الشيخ المتحرك ومن حوله عدد من الكراسي التي كان يجلس عليها الضيوف، وقيادات حركة حماس لدى التقائهم بالشيخ للتداول في شؤون القضية الفلسطينية وإدارة الانتفاضتين وتسيير أمور الحركة.
وتضم الحجرة الثانية سرير نوم الشيخ وما تبقى من كرسيه المتحرك الذي استشهد على متنه، وحاملا حديديا كان يستخدمه بمساعدة أحد أبنائه لقراءة القرآن يومياً بعد صلاة الفجر. وذكر عبد الغني ياسين - النجل الأصغر للشيخ الشهيد - أن النوم كان يغالبه في الكثير من الحالات بعد صلاة الفجر، فيصحو ليجد والده المقعد يقلب صفحات المصحف لقراءتها بلسانه خشية أن يضيع عليه ورده اليومي. وإلى جانب غرفة نوم الشيخ تقع الحجرة الثالثة وتضم مئات الكتب الدينية والثقافية التي كان يمتلكها الشيخ قبل أن يودع سجون الاحتلال نهاية الثمانينات، ويفصل ما بين الحجرتين ممر صغير استغل لوضع الهدايا والدروع التي تسلمها الشيخ من المؤسسات وعدد من الشخصيات العربية والفلسطينية. ويتولى أبناء الشيخ أحمد ياسين رعاية منزل والدهم، ويحرصون على استقبال الزوار بنفس الطريقة التي كان الشيخ يستقبل بها الناس، وهو مفتوح على مصراعيه طوال ساعات النهار لكل من أراد الاطلاع على حياة والدهم.
ثقافة الإمام أحمد ياسين
مقال تفصيلي :ثقافة الإمام الشهيد أحمد ياسين (كتاب)
أصدرت رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة كتاباً بعنوان "ثقافة الإمام الشهيد أحمد ياسين" وذلك ضمن سلسلة نحو "مجتمع خلوق ومثقف" التي تصدرها، لكل من الدكتور نسيم شحدة ياسين، والدكتور يحيى علي الدجني، حيث خلص الكتاب إلى جملة من النتائج كان في مقدمتها أن أحمد ياسين كان ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يعتبر مدرسة متكاملة يتتلمذ فيها الأصحاء والمعاقون على السواء، ويتعلمون فيها كيفية الانتصار على العجز البدني والضعف الصحي، وأن العجز الحقيقي هو عجز الإرادة وضعف العقول.
شدة الذكاء وقوة الذاكرة
وأشار الكتاب إلى أن الصلة بالله والمداومة عليها سبيل لازم لتحقيق التقوى، ولقطف ثمار المعرفة والثقافة، وهو ما حصل من خلاله ياسين على العلم الوهبي، إضافة إلى أن شدة الذكاء وقوة الذاكرة التي أنعم بها على ياسين ساهمتا إلى حد كبير في ارتقاء مستواه الثقافي، وأوضح الكتاب أن بلوغ أقصى درجات الثقافة والمعرفة، يحتاج إلى كسب وجهد وصبر ومطالعة، وأن التذرع بالظروف والابتلاءات هو سبيل العاجزين، مستشهداً بأن أحمد ياسين لم يكن بوسعه أن يقلب صفحة كتاب وأنه كان يفعل ذلك بلسانه مع صعوبة ذلك كي يغتنم وقته، وتزيد علومه ومعارفه وهو ما يعكس قوة إرادة أحمد في ذلك.
كسب احترام الآخرين
وأشار الكتاب إلى أن ياسين لم يقنع بتحديد مصادر المعرفة، وإنما استفاد من مختلف تلك المصادر سواء البيت أو المدرسة أو الجامعة أو المسجد أو المعتقل وغيره، وسواء كانت وسائله في ذلك تقليدية أم حديثة كالإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة، وأوضح الكتاب الذي تناول حياة أحمد ياسين أن اتساع دائرة الثقافة لدى ياسين وشمولها للثقافة الإسلامية واللغوية والتاريخية والاقتصادية والواقعية، مكنت ياسين من كسب احترام الآخرين، ومن قيادة حركته لأن الجميع فيهم رأوا فيه الرجل العالم العارف بالله الذي يبني رأيه على أسس متينة من الوعي والعلم والمعرفة، الأمر الذي يجعله جديراً أن نعده مجدداً للدعوة الإسلامية في فلسطين خلال القرن العشرين، مبيناً في الوقت ذاته أن ثقافة ياسين ووعيه جعلتا الشعب الفلسطيني ينجو من ويلات حرب أهلية يمكن لها أن تأتي على الأخضر واليابس، ولا تخدم إلا الاحتلال الصهيوني.
مدرسة أحمد ياسين
افتتح رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية مدرسة أحمد ياسين الثانوية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى حق الشعب الفلسطيني أن يحيا حياة كريمة على أرضه التي احتلها الكيان الإسرائيلي وقام ببناء المستوطنات فيها على أساس الظلم والقهر والتي انهارت تحت صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني. الافتتاح كان يوم الثلاثاء 22 نوفمبر عام 2011م غرب محافظة رفح بحضور وزير التربية والتعليم العالي أسامة المزيني ووزير شئون الأسرى والمحررين عطا الله أبو السبح وعدد من الشخصيات الرسمية.
وقال هنية خلال الافتتاح: اليوم نقوم بإنشاء مشاريع حضارية كهذه المدرسة والتي تبني إنساناً فلسطينياً قادراً على حمل قضيته واستعادة حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس وعودة كل اللاجئين، مهنئاً أهالي رفح بالمدرسة، والتي من شأنها تعزيز روح الصمود والتحدي للاحتلال والحصار. وأضاف: المدرسة تحمل اسم قائد عظيم وعلم من أعلام الأمة الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين"، مجدداً التزام الحكومة بالعمل على التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني، وفي ختام الحفل الذي حضره وزير التربية والتعليم أسامة المزيني وشخصيات من رفح قام دولته بجولة في المدرسة.
وهنأ أهالي محافظة رفح عامة, وسكان منطقة المواصي خاصة بهذه المدرسة "التي تأتي لرفع معاناة سنوات طويلة عنهم، وجاءت بعد قصة طويلة مع المحتل والحصار الذي حرم شعبنا الدواء والغذاء ومواد البناء". وأكد هنية أن المدرسة التي تحمل اسم الشيخ أحمد ياسين هي نتاج مسئولية الحكومة تجاه شعبها للتخفيف من معاناته ولإغاظة الاحتلال "الذي لا يرضيه أن تمتلئ غزة بمشاريع تنموية حضارية". وأشار المزيني إلى أن اختيار اسم الشيخ أحمد ياسين لهذه المدرسة لم يكن عشوائيًا, بل كان عن دراسة من أجل تخليد ذكرى هذا الرجل الذي كان أول المعلمين "فقد كان معلماً في حياته وفي كيفية استشهاده وفي سلوكه وكان معلماً على كرسيه المتحرك". وقدم الشكر الجزيل لكل من ساهم في إنشاء هذه المدرسة كاللجنة الشعبية السعودية والبنك الإسلامي للتنمية والإدارة العامة للأبنية والإدارة العامة للمشاريع، فيما قدم الشكر للإدارة العامة للأنشطة والإدارة العامة للعلاقات العامة الذين أشرفوا على هذا الافتتاح.
سيارة أحمد ياسين
سيارة أحمد ياسين المجهزة.
دخلت سيارة أحمد ياسين إلى قطاع غزة حيث كانت متوقفة في معبر رفح البرى منذ عام 1998م. وكانت السعودية أهدت أحمد ياسين سيارة مجهزة لتنقلاته في عام 1998م إلا أن السلطات الإسرائيلية التي كانت تسيطر على المعبر رفضت دخولها إلى القطاع. وبعد استشهاده بقيت سيارته داخل معبر رفح البري من الجانب المصري، ومنذ أيام أثناء إعادة الدفعة الأولى من السيارات المصرية المسروقة من غزة تناول مراسلو وكالات الأنباء والفضائيات موضوع سيارة ياسين الموجودة في الجانب المصري. وقال مسئول فلسطيني: إذا أرادت السلطات المصرية تسليمها لنا فستكون ذكرى للشيخ وإذا أرادت الاحتفاظ بها كذكرى للشيخ فهذا فخر لنا. على الفور كان قرار السلطات المصرية بإدخال السيارة إلى غزة وتم التنسيق مع مسئولى الحكومة الفلسطينية حيث تسلمها نجل الشيخ ياسين.
وكانت السعودية قد دعت ياسين لأداء فريضة الحج عام 1998م وأهدته سيارة مجهزة لتنقلاته ثم أرسلت السيارة اليه للدخول إلى قطاع غزة إلا أن السلطات الإسرائيلية التي كانت تسيطر على المعبر الفلسطيني حينذاك رفضت إدخال السيارة. فظلت عالقة على معبر رفح منذ ذلك التاريخ حتى جرى إدخالها. حيث أرسلت السعودية عام 1998 السيارة المجهزة بأحدث الإمكانات للشيخ ياسين كهديةً له عقب خروجه من سجون الاحتلال، فقد كانت السيارة من طراز جى.ام.سي وهى مجهزة باستراحة وسرير وكرسي متحرك لياسين.
المسلسل الدرامي
كشف محمد العنيزي المدير التنفيذي لشركة المها للإنتاج الفني أن الشركة انتهت من كتابة ثلاثين حلقة من مسلسل الشيخ المجاهد أحمد ياسين وتمت مراجعة النص مع أهل بيته. وقال الممثل السوري رشيد عساف الذي يجسد شخصية أحمد ياسين إن هذا المسلسل بعيد عن التزمت ولن يؤلب الفلسطينيين على بعضهم. وأوضح أن شخصية أحمد ياسين كانت متصالحة مع جميع الجهات عكس ما نشهده في الوقت الراهن حيث تم تحويل الساحة الفلسطينية إلى نزاع بين أطرافها السياسية. وعبر عساف عن إعجابه الشديد بفكرة المسلسل وهو من تأليف محمد عوض وإخراج عبد الباري أبو الخير إذ إنه عندما قرأ النص وجد فيه كثيراً من الدراما الإنسانية ذات الطابع الريفي المستند على الخلفية النضالية لأحمد ياسين.
ولفت عساف إلى العلا