مادة سحرية جديدة تحفظ الطعام لسنوات

لن يكون هناك تقيدا بزمن معين لتحضير وجبة غذائية تأخذها معك لمكان عملك، فقريباً ستتمكن من إعداد تلك الوجبة وحفظها ولو لعام كامل . فقد اكتشف العلماء مادة حافظة من مصادر طبيعية يقولون إنها ستضع حداً لمشكلة تعفن الطعام، وقالوا إن المادة الجديدة تعمل على قتل البكتريا التي تتسبب في تحلل اللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان .

المادة الجديدة المسماة “بيزين” (bisin )، يمكنها أن تطيل عمر المواد الغذائية لعدة سنوات، كما يمكن أن ترفع القيود المفروضة على صلاحية المشروبات المعبأة في زجاجات، مثل مرق التوابل ومتبلات الطعام . وسيؤدي الاكتشاف الجديد إلى إحداث ثورة كبيرة في أسلوب تسوقنا للمواد الغذائية، كما سيقلل من فضلات الطعام التي بلغت 20 مليون طن في المملكة المتحدة سنوياً .

وتوجد مادة البيزين طبيعياً في بعض أنواع البكتريا غير الضارة، وتمنع نمو البكتريا السامة مثل “آي كولاي”، والسالمونيلا، والليستيريا . ويمكن للمادة أن تطيل مدة الصلاحية لأنواع مختلفة من الأطعمة التي نتناولها يومياً والتي تحدد صلاحيتها تواريخ معينة، بما فيها الأطعمة البحرية، والأجبان، والمعلبات بصفة عامة .

ويقول باحثون في جامعة مينيسوتا الأمريكية إنه في بعض الحالات، يمكن أن تمتد صلاحية هذه الأغذية لسنوات ولا تحتاج إلى حفظها داخل أجهزة التبريد أو في الثلاجات .

ويقول العلماء الذين حصلوا على براءة اختراع المادة الجديدة إنهم يجرون محادثاتهم حالياً مع شركات تصنيع المواد الغذائية، ومن المتوقع طرح أول منتج غذائي يحتوي على المادة الحافظة الجديدة في الأسواق في غضون ثلاث سنوات .

وقد اكتشف مادة البيزين بالصدفة الطبيب الايرلندي “دان او سوليفان” من جامعة مينيسوتا أثناء فحصه لبكتريا وجدت في أمعاء الإنسان .

ويقول الدكتور سوليفان: “على ما يبدو أن هذه المادة الجديدة سوف تكون فاعلة وأفضل بكثير من أي مواد عرفت من قبل، وهي لا تضيف إلى جودة المادة المحفوظة، كما أنها ليست إضافة كيميائية بل مادة طبيعية تماماً . والهدف منها وقاية الطعام ضد أنواع لا حصر لها من البكتريا التي تسبب العديد من الأمراض” .

لكن المادة الجديدة لن تصلح في حفظ الفواكه والخضروات من التعفن لأنها تتحلل بطريقة مختلفة عن بقية المواد الغذائية .

وبعد أن أصبحت الساندويتشات، والأطعمة الجاهزة، والوجبات السريعة جزءاً ثابتاً في نظامنا الغذائي في الآونة الأخيرة، تسبب الإنتاج الهائل منها في تصاعد فرص الإصابة بتسمم الطعام، إذ سجلت 85 ألف حالة في 2010 وكانت بكتريا السالمونيلا المتهم الأبرز حيث سقط واحد مصاباً بها من بين ثمانية . وأودى تسمم الطعام بحياة ما يربو على 500 شخص فقط في انجلترا وويلز العام 2010 .

وهناك ارتباط بين مادة البيزين ومادة النيزين التي تستخدم حالياً في حفظ الأجبان المعالجة معقمة لتصلح لتناولها بعد عدة سنوات، ما يجعلها لا تتطلب فحصاً دوائياً .

وكشفت شركة بوكر لتجارة الأطعمة والمشروبات في يوليو/حزيران 2011 أنها ستبدأ في إنتاج ساندويتشات تمتد صلاحيتها أسبوعين لتتناسب مع عدد كبير من محال بيع الساندويتشات .

وتقول الشركة إن الساندويتش صمم بحيث لا يترك منه الزبون شيئاً، ويكمن السر وراء صلاحية مكوناته الممتدة، التي تشتمل على دقيق الشوفان، إضافة إلى بيئة وقائية داخله، مبنية على مبدأ التنظيف الغازي، حيث يستبدل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بالأكسوجين الموجود داخل العبوة .

وأظهرت إحدى الدراسات أن ربات البيوت في بريطانيا يلقون بمخلفات غذائية بقيمة 5 مليارات جنيه استرليني سنوياً .

وبحسب الدراسة فإن معدل ما تلقيه الأسرة البريطانية من نفايات غذائية يبلغ 10 في المئة من إجمالي ما تتسوقه أسبوعياً، بينما أسرة واحدة من بين 10 أسر تلقي ربع مشترياتها . وبحسب استبيان أجرته شركة إل جي للالكترونيات، أكد 71 في المئة من المشترين أنهم يفكرون جدياً في ما يلقون به من فضلات غذائية أثناء ابتياعهم للطعام، وأنهم لا يقدمون على ابتياع كميات زائدة عن المطلوب، بيد أن 15 في المئة أقروا بأنهم لا يهتمون إطلاقاً بما يلقونه في سلال القمامة .